أهالي الأسرى المقدسيين يترقبون انتزاع حقوق أبنائهم

يترقب أهالي الأسرى المقدسيين انتهاء إضراب الأسرى المفتوح عن الطعام، بتحقيق كامل المطالب العادلة للأسرى، مطالبين بزيادة التحرك الشعبي والعربي والدولي العالمي، لتسليط الضوء على قضية أبنائهم العادلة وإنجاح إضرابهم.
ويأمل أهالي نحو 230 أسيرًا مقدسيًا يقبعون في سجون الاحتلال، أن يروا أبناءهم بين أحضانهم، وليس فقط أن تتحسن ظروف اعتقالهم المذلة المنافية لأبسط حقوق الإنسان.
ويخوض آلاف الأسرى الفلسطينيين، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، في إطار معركة الأمعاء الخاوية، حتى تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة، وصاحب ذلك حراك شعبي تضامني واسع لنصرة قضيتهم.

إرادة لا تلين
وتقول والدة الأسير المقدسي جهاد العبيدي: "أبلغني جهاد في زيارتي الأخيرة له منذ قرابة شهرين، نيته خوض الإضراب المفتوح مع رفاقه الأسرى في السجون، وطلب مني الدعاء له ولرفاقه بتحقيق مطالبهم، وألا يذهب إضرابهم هدرا".
وذكر أن الأسير العبيدي المعتقل منذ عام1987 ، والذي يقضي حكمًا بالسجن 25 سنة، في زنازين الاحتلال، وسيفرج عنه في نهاية شهر أبريل عام 2013 ، خاض كل إضرابات الحركة الأسيرة طوال مدة اعتقاله، ويخوض الآن إضراب معركة الأمعاء الخاوية.
تضيف أم جهاد: لقد وجدت لدى ابني عزيمة وإرادة قوية، ومعنويات عالية، تقهر جبروت الاحتلال، هو من يعلمني الصبر والقوة بثقته في نجاح الإضراب وتحقيق المطالب. متابعة : "ربنا يقوِّ جميع الأسرى حتى ينالوا مطالبهم".
ورغم إصابة "أم جهاد" بمرض "السرطان" وإصابتها بالإعياء الشديد، تصر على زيارة نجلها للاطمئنان عليه ومؤزرته، والمشاركة في الفعاليات التي تقام تضامنًا مع الأسرى.
وتأمل أم جهاد نجاح إضراب الأسرى وتحقيق مطالبهم المشروعة، وتكاتف وتوحيد صفوف الفصائل الفلسطينية، والقيام "بثورة" إعلامية، لتسليط الضوء على قضية الأسرى وتحريكها محليا ودوليا.

رؤية الأحفاد
أما عائلة الأسير المقدسي محمود دعاجنة 67عاما، فتترقب مصير الأسرى الذي يخوضون الإضراب المفتوح، والحراك الشعبي والعالمي لنصرة قضيتهم، وتشكيل ضغط كبير على سلطات الاحتلال لإجبارها على تحقيق مطالب الأسرى.
ويقول ناصر دعاجنة 40 عامًا الابن البكر للأسير "محمود": "أبي عزم على خوض الإضراب ولا مجال لديه للتراجع عن ذلك حتى تحقيق مطالب الأسرى، رغم تقدمه في السن ومعاناته من العديد من الأمراض وإجرائه عملية قسطرة في القلب وعملية في كليته".
ويُصر الأسير "دعاجنة" على مشاركة رفاقه الأسرى في الإضراب، رغم سعيه المتواصل لثنيه عن خوض الإضراب، خشيةً على حياته، لكنه لم يُلق بالًا لكلامهم، فهو يعده واحداً من الأسرى الذي يجمعهم "همٌ واحد".

"الأسير المقدسي "دعاجنة" قضى في الأسر عشرين عامًا، من إجمالي مدة محكوميته "مؤبد وعشر سنوات"، وله عشرة من الأبناء و 65 حفيدًا لا يعرف أحدًا منهم إلا عبر الصور.
ويقول: "أبرز مطالب الأسرى الحفاظ على كرامتهم وعدم إهانتها، إضافة إلى أن السماح لذوي الأسرى من أحفادهم بزيارتهم، وهذا ما يتمنى أبي تحقيقه، لأنه يأمل رؤية أحفاده الذين لم ير أحدا منهم مطلقا".
ويتابع: "أبنائي ينتظرون بشوق رؤية جدهم، دائمًا يحدثونني عنه كأنه يعيش معنا، ويتابعون قضية الأسرى وإضرابهم
باهتمام بالغ، ويشاركون في الفعاليات التي تنطلق تضامنا مع الأسرى في القدس".

وعن توقعه بتحقيق الأسرى نجاحًا في إضرابهم ونيل حقوقهم، يجيب: "بكل تأكيد سينجح الأسرى في انتزاع حقوقهم، لكن هذا يحتاج منا كشعب فلسطيني إلى التكاتف ونصرة قضيتهم محليًا وعربيًا وعالميًا، وتجييش الشعوب ضد ممارسات الاحتلال القمعية ومشروعية حصول الأسرى على أدنى حقوقهم الآدمية التي كفلتها المواثيق الدولية".
ومن جهته، يقول أبو بلال أبو حسين والد الأسير المقدسي "بلال": " في آخر زيارة لي لبلال، أخبرني أنه سيخوض الإضراب.. وجدته صابرًا قويًا، لدرجة أنني لم أجد كلامًا أواسيه فيه؛ فنحن من نتعلم القوة والصبر والإرادة منهم، فهم لا يعرفون المستحيل ويصارعون حتى الرمق الأخير". وبلال محكوم عليه ب 38 سنة وسبعة أشهر، قضى منها 24 سنة، وهاهو ينضم مع إلى آلاف الأسرى لخوض الإضراب المفتوح تزامنا مع انطلاق فعاليات يوم الأسير الفلسطيني.

ويقول أبو حسين: "لا أخشى على ابني فقط من الإضراب، بل كل الأسرى أولادي وأخاف عليهم مثل بلال، ولكن خوفي لا يمنعني من التمسك بالأمل في رؤيتهم أحرار، فالحياة لا قيمة لها دون أمل".

(المصدر: صحيفة فلسطين، 19/4/2012)