عائلة الأشقر ... معاناة تتجسد طوال 14عاما

كشفت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية في تقرير موسع عن مأساة حقيقية طالت عائلة فلسطينية كاملة بعد تعرض أبنائها الثلاثة لانتهاكات خطيرة للغاية من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
يحتوي الإصدار على العديد من الحقائق والأحداث على مدى 14 عاماً، تنشر لأول مرة وتتعلق بما جرى لعائلة السيد ساطي الأشقر من قرية صيدا من محافظة طولكرم في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة، والتي وارت جثمان نجلها محمد بعد استشهاده على يد الفرق الأمنية الصهيونية في معتقل النقب الصحراوي يوم الاثنين الموافق 24/10/2007.

واستدلت المنظمة في تقريرها من خلال الإصابات التي لحقت بالأسرى خاصة في منطقتي الرأس والصدر وكذلك إصابة محمد الأشقر القاتلة أن عمليات إطلاق النار من قبل فرق الاحتلال الأمنية خلال هجمتها على الأسرى في ذلك المعتقل، والتي كانت تهدف إلى قتل أسرى.

ووثقت أصدقاء الإنسان الدولية شهادات أفراد العائلة عن الانتهاكات المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحقهم، وجاء في شهادة رب العائلة المنكوبة "أن ضابط المنطقة في جيش الاحتلال داهم مرة منزله مع قوات كثيرة فقال له: والله سأجعل كل أيامك سوداء، وسأجعل كل أهل قرية صيدا يكرهونك. واستدل السيد ساطي بهذه الكلمات قائلاً: إن مقتل ابني محمد في معتقل النقب عملية انتقام مقصودة، وإلا فلماذا يُقتل محمد بالذات بين مئات الأسرى، لم أسمع على مر الأيام عن قتل أسير في رأسه، وكذلك ماذا تعني كلمات ضابط المنطقة تلك".
وذكرت المنظمة الحقوقية أنه منذ شهر أيار (مايو) عام 1993 وحتى الآن، تعرض منزل عائلة الأشقر في القرية المذكورة، إلى 25 عملية مداهمة عسكرية من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وفرقه الأمنية، نتج عنها ترويع أفرادها وإتلاف وتخريب العديد من الممتلكات المنزلية والمنتجات الزراعية الخاصة بالعائلة.

وأعادت المنظمة إلى الأذهان ومن خلال شهادة موثقة تعرض نجل العائلة الأكبر لؤي ساطي الأشقر (31 عاماً)، خلال فترة التحقيق معه بعد اعتقاله في 22 نيسان 2005، إلى التعذيب الوحشي في معتقل كيشون من قبل محققي الشاباك الصهاينة والذي أدى إلى شلل دائم في جسده.
وقالت المنظمة في تقريرها أن الاقتحامات المتكررة، والاعتداءات وعمليات التخريب المستمرة لمنزل العائلة، من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، أدت إلى اختفاء نجل العائلة الثالث أُسيمر (24 عاماً) وتشريده بعيداً عن أفراد أسرته، بعد أن قال لهم إنه غير مستعد لأن يمر بما مر به شقيقه الأكبر لؤى.

وأشارت أصدقاء الإنسان إلى إحدى عمليات المداهمة المتكررة بتاريخ 14/6/2007، والتي قتلت فيها قوات الاحتلال، صديق أسيمر الشاب محمد عبد الجبار طوير (23 عاماً) من قرية عتيل المجاورة، في باحة منزل العائلة بعد أن ظنت خطأً أنه هو هدفهم المطلوب.
ومن ضمن مطالبها دعت المنظمة إلى ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية في الجرائم التي ترتكب ضد الأسرى الفلسطينيين وإجراء محاكمات للضباط والجنود الذين تسببوا بإصابة الأسرى ووفاة محمد الأشقر في معتقل النقب الصحراوي، وكذلك بينت أن الحاجة ملحة لعرض الأسرى المصابين على أطباء أكفاء وتقديم العلاج المناسب والفعال لهم.
وأكدت على أن عائلة ساطي الأشقر لا بد وأن تعوض عما لحق بها، خاصة بعد وفاة نجلها محمد وتسبب التعذيب في شلل الابن الأكبر لؤي.

وتطالب منظمة أصدقاء الإنسان الدولية سلطات الاحتلال الصهيوني ممثلة بالحكومة الصهيونية وسلطة مصلحة السجون والجيش الصهيوني، بوضع حد لعمليات قمع وقتل الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الصهيونية. وقالت أنه يتوجب على السلطات الصهيونية عزل الضباط والمسئولين عن وقوع المداهمة والانتهاكات العنيفة لحقوق الأسرى ووثقت أسمائهم.

وقالت أصدقاء الإنسان أن الصليب الأحمر الدولي كراع لاتفاقيات جنيف مطالب بضرورة تكثيف زياراته للأسرى بهدف حمايتهم.

(المصدر: موقع أخبار فلسطين، 22/4/2012)