الأسير المجاهد

بعزيمة وثبات يواصل الأسير المجاهد باسل عاطف مخلوف صموده في وجه السجان الصهيوني رغم ما تعرض له خلال سنوات الأسر الممتدة منذ العام 2002 ولا تبدو في الأفق ملامح نهايتها، حيث يقضي حكما بالسجن المؤبد مدى الحياة على خلفية مقاومة الاحتلال.
الأسير المجاهد مخلوف المنحدر من قرية صيدا قضاء طولكرم والذي تتهمه سلطات الاحتلال بالمشاركة في عمليات فدائية في صفوف سرايا القدس أدت إلى مقتل وجرح عدد من الصهاينة، وكان أحد المشاركين في معركة الأمعاء الخاوية مؤخراً، رفضا للسياسات التعسفية التي تنتهجها إدارات السجون بحق الأسرى ما أثّر على وضعه الصحي دون أن يثنيه ذلك عن الانتصار لقضايا الأسرى العادلة والمشروعة كما قال والده.
ووصف الوالد نجله "باسل": بأنه يمثل رمزا للصمود والتحدي في مواجهة السجان الصهيوني، مؤكدا أن لابنه نصيبا من اسمه، حيث كان منذ صغره باسلا تسكنه روح التحدي والرفض لكل أشكال الظلم والاضطهاد، معربا عن أمنيته بأن يراه حراً طليقاً ليملأ البيت فرحاً ومرحاً، وينعم بتربية أبنائه الذين تركهم خلفه وهم في مقتبل العمر.
وفيما تلقي بنظراتها المسكونة بالحزن على صوره التي تزين جدران البيت قالت والدته في حديث خاص: "زرت باسل بعد الإضراب عن الطعام، وكان جسمه هزيلا إلا أنه يمتلئ بالعنفوان الذي عهدناه عليه منذ الطفولة".
وتضيف والدته: "منذ ولادتي لباسل، سألني الأطباء لماذا أسميته باسل، فكنت أقول لهم بأن باسل من البواسل، من العظماء، والحمد لله كان وما زال باسل من البواسل ومن الأسرى البواسل الذي أتمنى لهم الفرج القريب وان ينعم كل أسير برؤية والدته".
أما زوجه أم أحمد فقالت وهي تمسح على رؤوس أبنائها الذين ربتهم على حب الدين والوطن: "أمنيتي أن أرى زوجي باسل وان أزوره بعد أن خاض الإضراب عن الطعام، حيث لم أتمكن من رؤيته منذ اعتقاله بتاريخ 15/2/2002م إلا مرة واحدة فقط قبل أن يدرج اسمي ضمن قائمة الممنوعين أمنيا".
وتؤكد أم أحمد أن الأخبار التي تصلها تباعا من داخل السجن عن زوجها تؤكد انه يتمتع بمعنويات عالية وإرادة عصيّة على الانكسار رغم سنوات الأسر الطويلة التي عاشها، معربة عن يقينها الراسخ بأن اليوم الذي سيخرج فيه وجميع الأسرى من الأسر بات قريبا خاصة في ظل عزم المقاومة الأكيد على مواصلة الجهاد والنضال ومحاولات أسر جنود الاحتلال والتي كان آخرها محاولة الشهيد أحمد أبو نصر الجمعة الماضية بالقرب من موقع "كيسوفيم" العسكري جنوب قطاع غزة.
ويفخر أحمد "11عاما ً" بالحديث عن والده ويقول: "أنا افتخر بأنني ابن باسل البطل والمقاوم، افتخر بين زملائي بالمدرسة بأنني ابن الأسير الذي شارك في الانتفاضة وقهر الاحتلال".
وتشاركه شقيقته "آية" في الحديث قائلة: "أنا لم أعرف أبي إلا من خلال الزيارات والصور، وأعرفه من خلال نضاله وجهاده ضد المحتل، فيكفيني بأن أبي مقاتلاً ويكفي بأن أمي أكملت وتكمل دورها في تربيتنا على نهج والدنا".

وأكدت "آية" أنها ترتقب اليوم الذي تتمكن من رؤية والدها خارج الأسر، وحتى ذلك الحين - كما تقول - ستواصل الحفاظ على إرثه وتاريخه الجهادي الذي تفخر به أمام الجميع.

(المصدر: موقع سرايا القدس، 8/6/2012)