أمهات الأسرى يطلقن صرخات ورسائل دعما لمعركتهم

 

تصر والدة الأسير محمد التاج على مواصلة المشاركة في فعاليات التضامن مع الأسرى المضربين رغم أن ابنها عميد أسرى جبهة التحرير الفلسطينية فك إضرابه، وتقول: "كلهم أبنائنا ويجب أن نكون معهم ونتضامن معهم فهم ضحوا بحياتهم في سبيل حريتنا".
ومن طوباس شاركت الأمهات في كتابة رسالة إلى أمهات الأسرى المضربين قالت فيها: "شاركونا الصلاة والدعاء حتى تبقى هامتهم شامخة وانتصارهم على الظلم والسجن والسجان، لا نعرفهم ولم نلتقيهم ولكن يكفي أنهم يضحون في سبيلنا فلن نخذلهم ولن نتخلى عنهم".
وفي حملة جديدة نفذتها وزارة الإعلام و وزارة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير في طوباس، أطلقت أمهات أسرى رسائل حرية للأسرى المضربين عن الطعام محمود السرسك (الذي فك إضرابه مؤخراً) وأكرم الريخاوي وسامر البرق، وأكدن إنهن يعشن المرارة كلما يستمعن إلى أخبار الأسير السرسك. وعبرت افتخار عبد الله، والدة الأسير أحمد دراغمة، الذي تختطف قضبان القهر 15 عاماً من حريته، في سجن بئر السبع، عن قهرها على السرسك والبرق والريحاوي، وتوجهت بالدعاء إلى الله أن يفك أسرهم، وينصرهم على سجانهم، ويردهم إلى أهله، وان يعود السرسك إلى ملاعب كرة القدم.
وأضافت في رسالتها، أنها لا تكف عن البكاء كلما شاهدت نشرات الأخبار، وهي تعد الأيام الطويلة لإضراب السرسك وإخوانه. وأنهت رسالتها بعبارة: "كلهم أولادنا، وفي قلوبنا".
فيما نسجت إخلاص أبو عرة، والدة الأسيرة رامي أبو عرة، الذي يمضي حكماً بالسجن 12 عاماً في سجن ريمون رسالة يتشحها الحزن معلنة تضامنها مع والدة الأسير السرسك، ومتمنية أن يمن الله عليها بالإفراج عنه، وبضمه إلى صدرها، دون أن يمسه مكروه، وأن يعود إلى حريته وعائلته.
وقالت والدموع تسكن عيونها: "أتخيل محمود مثل الهيكل العظمي، فلم يبق منه غير الجلدة والعظمة، ولم نتخيل أن يصمد أسير ثلاثة أشهر في الجوع، إنه بطل فلسطين كلها".
وعبرت الحاجة ختام، والدة الأسير خالد دراغمة الذي يقضي حكماً بالسجن 21 عاماً في سجن ريمون عن أحزانها وقهرها على الأسير السرسك، ورفاقه الأسرى كلهم. وقالت: "محمود مثل الجبل، وربنا أكيد سينصره على السجان، وسيعود إلى بيته وإلى أمه وأخوته". وتابعت: "لما نصوم يوما واحداً في رمضان نذوب من العطش والجوع، وننتظر المغرب على نار، أما محمود فمضرب منذ 90 يوماً، وهذا يعني أنه صام أكثر من 3 شهور رمضان متتالية، دون أن يفطر يوماً واحداً!" وأضافت، أتخيل محمود مثل الريشة على سريره، وريقه ناشف، ووجهه أصفر، لكن صموده أعلى من كل معنوياتنا.
وأشار منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوار عبد الباسط خلف، إلى أن الرسائل تعكس قدرة الأم الفلسطينية، التي تكتوي بألم انتزاع حرية فلذة كبدها، على رسم لوحة تفيض بالدلالات، وتعبر عن صور التضامن مع أمهات أخريات، يخوض فرسانهن معارك شرسة ضد السجان والقهر. وأكد، أن الوزارة ونادي الأسير تعكفان على إطلاق فعاليات تضامنية قريبة مع السرسك وأسرى الحرية بالرياضة، في ظل حمى منافسات كاس الأمم الأوروبية، عبر مباراة كروية ودية يلعب فيها متضامنون من دول أوروبية يرتدون قمصاناً تحمل صور السرسك، مع أطفال وأشقاء الأسرى، لتسجيل هدف وحيد اسمه حرية الأسرى.
وقال مدير وزارة شؤون الأسرى في طوباس نظمي عبد الغفور، إن أمهات الأسرى وأطفالهم، هم الأقدر على التعبير عن المعاناة اليومية، وبوسعهن أن ينتصرن للسرسك أيضاَ.
وذكر مدير نادي الأسير في المحافظة محمود صوافطة، أن أمهات الأسرى وسائر الفعاليات الرسمية والشعبية تقف إلى جانب السرسك والريخاوي والبرق، في معركتهم المفتوحة، وتطالب المؤسسات الدولية والإنسانية التدخل العاجل لإنقاذ الأسرى المضربين والمرضى. وأشار إلى استمرار الفعاليات المساندة للأسرى، والدعوة عبر المنابر الدولية والقانونية لحمل الاحتلال على الرضوخ للمواثيق الخاصة بالأسرى، وبخاصة اتفاقية جنيف.

 (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 18/6/2012)