زوجة الأسير عثامنة: حتى الرسائل حولها الاحتلال إلى ممنوعة أمنياً

 

منذ الإعلان عن قرب السماح لأهالي غزة بزيارة أسراهم والزوجة رنا تحصي الدقائق بانتظار اللحظة التي تتمكن فيها من رؤية زوجها وجدي عزات محمود العثامنة32 عاما الذي حرمها الاحتلال من رؤيته وزيارته منذ اعتقاله في 17- 6-2007، وتقول: "ننتظر اللحظة على أحر من الجمر لتنتهي رحلة المعاناة المريرة التي حرمتني زوجي الذي يواجه المرض وآثار إصابته برصاص الاحتلال.
في بيتها في بيت حانون تجلس عثامنة أمام التلفاز وبجانبها المذياع لمتابعة الأخبار التي تتضارب حول الزيارة ما بين رفض وتأجيل وموافقة وتتمنى أن تكون هذه المرة صادقة وأن لا تواجه صدمة جديدة أو تلاعب من نوع آخر من سلطات الاحتلال، وتتمنى أن يكون موعد الزيارات مع ذكرى دخول زوجها عامه السادس في الأسر.
وتقلب زوجته الصابرة صفحات من سيرة حياته لتستمد منها كما تقول: "العزيمة والصبر فنحن نعيش على ذكرياته وصور البطولة والتضحية التي سطرها في سبيل رسالته وأهدافه التي آمن بها دوما حرية شعبه والنضال ضد الاحتلال فعندما كان وجدي على مقاعد الدراسة أدى واجبه النضالي والوطني فانتمى لحركة فتح وبعد الثانوية العامة انتسب لقوات امن الرئاسة - القوة 17- وعقب اندلاع انتفاضة الأقصى وتصاعد العدوان على غزة سارع وجدي لتأسيس كتائب شهداء الأقصى في بيت حانون، وفي إحدى المرات خلال مشاركته في التصدي لهجوم صهيوني أصيب بعيار ناري في يده اليمنى وقبل أن يتماثل للشفاء عاد لمواصلة مسيرة المقاومة واشتبك مع الاحتلال لمرات عديدة وتعرض للإصابة ونجا من عدة محاولات اغتيال".
استمرت ملاحقة واستهداف الاحتلال لعثامنة الذي تحدى وواصل مشواره وتزوج، وتقول زوجته: "نصبوا له كمينا وتمكنوا من اعتقاله على معبر بيت حانون واقتادوه للتحقيق وتعرض للتعذيب القاسي لفترة طويلة وجرى تمديد توقيفه عدة مرات حتى حكم لمدة 16 عاما بتهمة الانتماء لكتائب الأقصى ومقاومة الاحتلال، ولم ينل الحكم من معنوياته وأرسل لنا يبلغنا بالصمود ويحثنا على الصبر ولكن قلقنا الأكبر كان على وضعه الصحي فهو يعاني من مرض السكري وآثار إصابته بالرصاص في يده اليمنى وقدمه اليسرى بينما رفضت إدارة السجون علاجه"، وتدخلت عدة مؤسسات للمطالبة بالإفراج عنه بسبب وضعه الصحي ولكن سلطات الاحتلال عاقبته بنقله بين السجون حتى لا يحصل على العلاج.
يقبع وجدي في سجن ريمون وتقول رنا: "لا يوجد وسيلة للتواصل مع زوجي إلا من خلال الصليب الأحمر أو ما يصل من رسائل قليلة فالاحتلال يتحكم بها ويصادرها ونحرص بشكل دائم على الحديث معه من خلال برنامج موعد مع الأحرار الذي تبثه إذاعة الأحلام في جنين وفي كثير من الأحيان أكتب الرسائل لزوجي لأرسم له صورة وضعنا ونرفع عزيمته ومعنوياته ولكن الاحتلال يصادرها ولا تصل فحتى الكلمات ممنوعة أمنيا وكلنا أمل أن ينتهي هذا العقاب الظالم والاحتلال القاسي فلا يوجد قانون في العالم يمنع الأسير عن عائلته ويسلبه حتى رسائل الشوق".
وتضيف: كل العائلة تعيش مشاعر الشوق والحنين لرؤية وجدي، والداه المسنين يعيشان حالة صعبة وقاسية تعجز عن وصفها كلمات لأنه ما زال أمامه رحلة اعتقال طويلة ونأمل أن تستمر الزيارات ولا تتوقف حتى يمن الله عليه وكل الأسرى بالحرية والفرج.

 (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 18/6/2012)