مؤسسة مهجة القدس ©
والدا الأسير الشاعر يأملان لقاءه قبل أن يغيبهما الموت
كانت Ù„Øظة Ùارقة ÙÙŠ Øياة والد الأسير ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø´Ø§Ø¹Ø± عندما Ø£Ùعلنت أسماء الأسرى المنوي الإÙراج عنهم ÙÙŠ صÙقة التبادل التي أبرمتها المقاومة مع سلطات الاØتلال برعاية مصرية ولم يكن اسم ابنه ضمن المÙرج عنهم، لتتدهور Øالته الصØية بعد أن أصيب بصدمة Ù†Ùسية أثرت ÙÙŠ قدرته على الØديث والØركة، وبات لا يميز Ø£Øيانا بين Ø£Ùراد عائلته، كمدا ÙˆØزنا على Ùراق نجله.
ولا تختل٠Øال أم الأسير عن والده، إذ تعاني هي الأخرى من بعض الأمراض المزمنة وانتكاسة صØية كبيرة على صعيد قدرتها على السير والØركة، ولا زالت Øتى الآن تعيش هي وزوجها على أمل لقاء قريب يجمعهما بابنهما.
ويخشي والدا الأسير الشاعر كغيرهم من آباء وأمهات الأسرى الÙلسطينيين ÙÙŠ سجون الاØتلال الذين أوهن أجسادهم المرض، من Ø´Ø¨Ø Ø§Ù„Ù…ÙˆØª والرØيل وأن ÙŠÙارقا الØياة، دون أن يعانقا ابنهما وينعما برؤيته، Øيث أنهما ممنوعان من الزيارة منذ ما يزيد على خمس سنوات.
ألم وأمل
ومع إطلالة كل Ùجر جديد تبدأ مسيرة متجددة من الØزن والألم والمأساة للØاجة السبعينية "شوقية الشاعر" التي Øرمها الاØتلال رؤية ابنها المعتقل منذ تسعة عشر عاما.
وقالت بصوت يملؤه الØزن والأسى: "ذقت شتى أنواع العذاب خلال السنوات الست الماضية التي Øرمت Ùيها من رؤية ابني، Ùمرت وكأنها ستة عقود طويلة، المرض نهش جسدي والهزال أتعبني، Ùوالله إنني أشعر بالمرارة المضاعÙØ© التي لا يمكن وصÙها بالكلمات، ÙØرمان الأم من رؤية Ùلذة كبدها جريمة كبرى مخالÙØ© للقيم الإنسانية".
وتابعت الØديث بعد أن اختزلت أوجاع وأهات كاÙØ© أمهات الأسرى ÙÙŠ تنهيدة عميقة: "ضاع كل أملي ÙÙŠ الصÙقة، ثم عادت إليَ روØÙŠ مرة أخرى عندما تم الاتÙاق على زيارة أهالي غزة لأبنائهم الأسرى ÙÙŠ السجون، Ùأخذت ÙÙŠ تجهيز Ù†Ùسي وترتيب أغراضي لموعد الزيارة، ولكن Øتى الآن ما زالت Øياتي معلقة بهذا الأمل الذي لم يتØقق بÙعل المماطلة الصهيونية".
وأضاÙت الØاجة المسنة التي أذاب الشوق قلبها وأنهكها وجع الانتظار: "أستيقظ مع كل أذان Ùجر أصلي وأدعو الله أن يمكنني من اØتضان ابني وضمه لصدري، Ùالعمر يمضي سريعا والسن يتقدم بي، ومن Øقي أن أراه قبل أن أموت، ومن Øقي أن أعيش Ù„Øظات الÙØ±Ø Ø§Ù„Ø£Ø®ÙŠØ±Ø©".
وأجلت إدارة السجون الصهيونية زيارات أهالي الأسرى من قطاع غزة لأبنائهم والتي كانت مقررة ÙÙŠ العشرين من الشهر الماضي إلى إشعار آخر بعد الاتÙاق الذي أنهي الأسرى بموجبه إضرابهم المÙØªÙˆØ Ø¹Ù† الطعام بداية شهر أيار المنصرم والذي استمر لمدة 28 يوما.
كبرياء وصمود
دأبت والدة الأسير التي يلÙها كبرياء وصمود أمهات الأسرى منذ سنوات طويلة على الذهاب ÙÙŠ كـل يوم اثنين إلى مقر الصليب الأØمـر بغزة لتهت٠هناك مع القلوب المتلهÙØ© لرؤية القابعين خل٠القضبان الØديدية، إلا أن سنوات عمرها التي تجاوزت السبعين، والمرض منعاها مؤخرا من المشاركـة ÙÙŠ الÙعاليات الخاصة بالأسرى.
واعتقلت سلطات الاØتلال الأسير ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø´Ø§Ø¹Ø± "39 عاماً" بتاريخ الرابع عشر من يوليو عام 1993ØŒ ÙˆØكمت عليه بالسجن المؤبد وخمسة عشر عاما بتهمة القتل، أمضى منها تسعة عشرة عاما متنقلاً بين السجون.
واقع المعاناة
"والداي يعيشان الآن Øاله صعبة جدا، وكل يوم تزداد Øالتاهما الصØية تدهورا، وكل ما يشعران به من أمراض جسدية أساسها الضغوط النÙسية التي تضخمت خلال Ùترة الØديث عن إطلاق الأسرى". بهذه الكلمات بدأ تيسير الشاعر شقيق الأسير Øكاية العذاب المؤلمة التي يعيشها والداه ÙÙŠ ظل غياب شقيقه.
ويضي٠تيسير: "أكثر ما يؤلم والدي خشيته من مغادرة الدنيا قبل أن يكØÙ„ عينيه بروية ابنه، وخصوصا بعدما استوطن المرض جسده، ونÙس الØال ينطبق على أمي التي تمر بأوقات صعبة للغاية، Ùلا تكاد صورة شقيقي تÙارق Øضنها منذ اعتقاله".
وقال بعدما سيطرت عليه Ù„Øظات من الصمت لكبر Øجم المعاناة: "كان والدي يعول كثيرا على صÙقة التبادل ويتله٠شوقا ÙˆØرارة لرؤية ابنه ينعم بالØرية ليكمل معه ما تبقي من عمره أو Øتى ÙŠØظى بÙرصة وداعه، ولكن هذا الأمل تبدد دون أن يتØقق الØلم الذي طالما صبر وتØمل لأجله".
ويواصل شقيق الأسير Øديثة قائلا: "على العكس من الآخرين، Ùإن الأعياد والمناسبات السعيدة توقد بداخلنا جرعات الشوق والØنين، Ùمأساتنا تتجدد كل يوم، والØزن على البعد لم ÙŠÙارقنا، والدموع لم تج٠يوماً".
ووÙقا لتوثيق المؤسسات المعنية بشؤون الأسرى، Ùإن المئات من أمهات وآباء وأقارب الأسرى غيبهم الموت قبل أن يعانقوا أبناءهم ويÙÙƒØلوا أعينهم برؤية Ùلذات أكبادهم المعتقلين ÙÙŠ سجون الاØتلال منذ عشرات السنين.
(المصدر: صØÙŠÙØ© الاستقلال، 2/7/2012)