أم العبد تحن لزيارة ابنها بعد 11 عامًا من الحرمان

 

وسط حالة من الترقب والخوف، تنتظر والدة الأسير الفلسطيني مصطفى الأسطل بلهفة وشوق اتصالاً من الصليب الأحمر الدولي يُخبرها باستئناف زيارات أسرى قطاع غزة لتنتهي رحلة 11 عامًا من معاناتها، وتحققت أمنية الحاجة سونية الأسطل بعد إبرام الاتفاق الأخير بين لجنة إضراب الأسرى والاحتلال برعاية مصرية لاستئناف زيارات أسرى القطاع، لتفاجأ بتلاعب الاحتلال بذلك الاتفاق.
وتُحاول أم العبد أن تستوعب حجم معاناتها المتكررة عن طريق ما أسمته "الوعود المتكررة" من قبل الصليب الأحمر ووزارة الأسرى بغزة لاستئناف الزيارات، فيما تفقد الثقة بشكل كامل بوعود الاحتلال الخاوية، واعتقل الأسير الأسطل (36 عامًا) في عام 2002م في منطقة مواصي خان يونس جنوب القطاع، بعد محاصرة المكان الذي كان متواجدا فيه، ليحكم عليه الاحتلال بالسجن 17 عامًا.
وقضى الأسطل 11 عامًا متنقلاً بين عدد من السجون، فيما يُعاني بعض المشاكل الصحية في رجليه تُفقده في بعض الأحيان القدرة على السير، وظهرت المشاكل الصحية والرطوبة بقدمي الأسطل بعد اعتقاله في سجون السلطة بغزة عام 1996 لمدة سبعة شهور.
وتتمنى الأم وهي تردد "الحمد لله على كل حال" مع نفسها أنّ تزور ابنها في زنزانته وتلتقط سماعة الهاتف وتتحدث إليه لساعات طويلة، وتُشارك أم العبد كل أسبوع في اعتصام أهالي الأسرى في الصليب الأحمر، فيما تطالب بوضع ملف الأسرى على سلم الأولويات الفلسطينية والراعي المصري لاتفاق صفقة تبادل الأسرى الأخيرة.

رؤية حقيقية
وتتمنى الحاجة سونية أن تشاهد صورة ابنها التي تحملها في الاعتصام الأسبوعي بشكل واقعي، لتُعيد ذكرياتها معه وهي تخبز له في فناء المنزل.
وكان الأسير الأسطل من سكان خان يونس جنوب القطاع معيدًا في الجامعة الإسلامية بتخصص الشريعة الإسلامية، ويُدّرس الآن –وفق والدته- الأسرى في السجن ويعلمهم أمور دينهم.
وتوضح أم العبد لـ"صفا" أنّ الصليب الأحمر الدولي لم يُعط أهالي الأسرى حتى اللحظة أية معلومات مؤكدة حول استئناف زيارات أهالي القطاع، وتُطالب المقاومة الفلسطينية بوضع حد للاحتلال الذي يتلاعب بمشاعر أهالي الأسرى من خلال مخالفته لبنود الصفقة الأخيرة، مبينًة أنّ تلك الوعود لا تتعدى المجال الإعلامي بينما تستمر معاناة الأسرى وأهاليهم.
ويعامل الأسطل معاملة سيئة جدًا كما كل الأسرى، منها الإهمال الطبي والتعذيب والعزل الانفرادي، بالإضافة إلى حرمانه من زيارة ذويه منذ أكثر من 6 سنوات، وتؤكد أم العبد أنّ الاحتلال لن يكسر شوكة العزة والكرامة في نفوس أهالي الأسرى، "كما أنّ أسرانا يجيبونهم بنبرة العزة وشموخ المقاومة بأن هذا المنع لا يزيدنا إلى إصرارا على ما نحن عليه من العزم والقوة"، وتنتظر الحاجة الغزية أن يخرج أحد الأسرى من السجن ليحدثها عن حياة مصطفى لتبقى صورته حاضرة في ذهنها.
وتختزل قصة أم العبد في طياتها معاناة الكثير من أهالي الأسرى, وتحكي عن أمنيات أمهات الأسرى في قطاع غزة اللواتي يتمنين رؤية أبنائهن بشوق ولهفة.

(المصدر: وكالة صفا الإخبارية، 09/07/2012)