أبناء الشهداء والأسرى يحققون تفوقا في نتائج الثانوية رغم غياب الأب

مشاعر من البهجة والفرح غمرت منزل عائلة الشهيد القسامي عبد الله القواسمة بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، مع الاعلان عن حصول نجله صلاح الدين على معدل (90) في الثانوية العامة.
ويعبر صلاح عن سعادته بالمعدل العالي الذي حصل عليه، ويقول: "أنا سعيد بحصولي على هذا المعدل، واعتبر هذا النجاح وفاء لوالدي الشهيد عبد الله القواسمة"، مضيفاً: تمكنت من الحصول على هذا المعدل رغم كل الظروف التي ألّمت بنا عبر أعوام ماضية أعقبت استشهاد والدي، حينما كنت في الصف الثاني الابتدائي.
ويتابع حديثه، رغم ذلك توكلت على الله، وصمّمت على انتزاع التفوق والحصول على معدل مرتفع بالثانوية العامة، للوصول إلى الجامعة من أجل الدراسة ومحاولة خدمة الوطن ورد الجميل لوالدي ولكل شهداء الوطن الذين قدموا للوطن دماءهم من أجل التحرير.

تصميم على الدراسة
ويشير صلاح الدين إلى أن استشهاد والده كان يجدد تصميمه في كل يوم للتوجه نحو الدراسة والتشبث بالعلم والمعرفة، تحقيقاً لوصية الوالد بضرورة اكتساب العلم.
أما الوالدة "أم أيمن"، فتؤكد أن العائلة سعيدة جداً لنجاح ابنها، رغم غياب الوالد، مبينة بأن هذه النتيجة تكلل الجهود التي بذلتها لتربية أبنائها، والحرص على تعليمهم وتوفير كافة الإمكانيات لهم، وصولاً إلى هذه المرحلة.
وتشير إلى أن الشهداء حاضرون في قلوبنا وأذهاننا، ولا يمكن أن يغيبوا ولو للحظة عنّا، لافتة إلى أنهم يشجعوننا في المضي نحو التفوق والنجاح.

الاعتقال سبب الحرمان
لكنّ عائلة الأسير الدكتور مصطفى شاور لم تكن بمنأى عن ذلك الشعور، فرغم حصول ابنته بنان على معدل (%91.5) في الثانوية العامة، إلا أنها تؤكد أن فرحتها غير مكتملة لغياب الوالد عن هذه الاحتفالات.
وتقول بنان: إن الاحتلال حاضر في هذه المناسبة، ويواصل تغييب الوالد عن المنزل، ويمنعنا من احتضانه أو العيش معه كما بقية العائلات، لافتة إلى أن والدها مضى على اعتقاله الاداري عامان كاملان، ويكرر الاحتلال تغييبه داخل السجون وحرمانه من المشاركة في مناسبات العائلة.
وتشير إلى أنها قررت دراسة الحقوق لتتمكن من الدفاع عن والدها الذي يكرر الاحتلال اعتقاله، إضافة إلى الدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الذين تعدّهم ضحية لصلف الاحتلال واستهدافه.

غصّة الاعتقال
أما والدتها أم ثابت فتقول: إن الاحتلال غيّب زوجها عن العائلة في مناسبات كثيرة، من بينها مناسبات نجاح ستة من أبنائه في الثانوية العامة، فيما قضى ما يقارب من عشرة أعوام متقطعة في سجون الاحتلال.
وتشير إلى أنه كان من المتوقع الإفراج عن زوجها الخميس الماضي 19/7، واستعدت العائلة لاستقباله وتفاءلت خيرا بحضوره لحظات نجاح ابنته بنان، لكن الاحتلال جدد اعتقاله الإداري.

وتشير أم ثابت إلى إصرار العائلة على الاحتفال بنجاح ابنتها رغم منغصات الاحتلال، وتوزيعها للحلوى ودعوة الأقرباء والأصدقاء للاحتفال في منزل العائلة بنجاح ابنتهم.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 23/7/2012)