في رمضان.. فرحة أهالي المعتقلين في السجون منقوصة

أجواء شهر رمضان الكريم التي يشعر بها المسلمون في أصقاع الأرض حرم منها أهالي المعتقلين السياسيين في سجون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، فلا لمة للعائلة ولا فرحة بالتجمع على مائدة طعام واحدة.
فلا تزال قضية الاعتقال السياسي تكدر صفو كثير من العائلات الفلسطينية التي سجن أبناؤها دون أي تهم، ويرفض سجانهم الإفراج عنهم رغم صدور قرارات متعددة بالإفراج عنهم من محكمة العدل العليا.
وأوضح عدد من أهالي المعتقلين السياسيين أن أجواء شهر رمضان المبارك ليست كاملة وأنهم يشعرون بنقص كبير فيها نظراً لغياب فرد أو أكثر من العائلة إما في سجون السلطة أو عند الاحتلال الصهيوني.

منعوني من زيارته
وقالت أم إياد أبو حديد والدة المعتقل محمد أبو حديد المعتقل لدى السلطة الفلسطينية منذ ما يقارب السنتين: "نحن في العائلة نشعر بوحدة شديدة في شهر رمضان، فغياب محمد في سجون السلطة، بالإضافة إلى غياب أبيه وأخوه في سجون الاحتلال تركنا في بيت خاو لا حياة فيه".
وتابعت في حديث: "نحن لا نستشعر أجواء رمضان وكيف نشعر بها ونحن محرومون من اجتماع العائلة على مائدة طعام واحدة"، مشيرة إلى محاولات لها لزيارة محمد في أول أيام رمضان إلا أنه لم يسمح لها بذلك.
وأضافت: "أحببت في أول أيام رمضان أن أطبخ له طعامه المفضل وأذهب لزيارته ومعايدته، إلا أن الأجهزة الأمنية في سجن بيت لحم رفضت ذلك، كما أنها لم تحدد حتى الآن موعداً آخر للزيارة".
وحول الاتفاق الذي عقد بين أهالي المعتقلين والمخابرات الفلسطينية، أكدت أم إياد أنه لا يزال أمام الأجهزة الأمنية فرصة حتى يوم الثلاثاء 31/7 القادم للإفراج عن باقي المعتقلين السياسيين، مهددة أنه في حالة عدم تنفيذ الاتفاق فإن المعتقلين سيعودون للإضراب عن الطعام وأهالي المعتقلين سيعتصمون أمام بوابات السجن بشكل مستمر.
وكان عدد من وجهاء مدينة الخليل عقدوا اتفاقاً شفهياً بين أهالي المعتقلين السياسيين ومسئولين في الأجهزة الأمنية للبدء بإطلاق سراح 22 معتقلاً على خلفية سياسية حاصلين على قرارات بالإفراج من محكمة العدل العليا.

تكامل أدوار
من جهته، أوضح محمد القواسمي والد المعتقل السابق والأسير الحالي عثمان القواسمي أن عائلته حرمت من أجواء الفرحة في شهر رمضان نظراً لما عاناه عثمان في سجون السلطة، وما يعانيه الآن بعد أسره من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
وأشار إلى أن أفراد العائلة وخاصة والدة عثمان يشعرون بحزن شديد لغيابه عن مائدة الإفطار هذا العام، لافتاً إلى أنه كان يتمنى لو بقي عثمان معهم ولو ليوم واحد من شهر رمضان.
وبين القواسمي أنه بعد أن تم الإفراج عن عثمان بثلاثة أيام قام الاحتلال الصهيوني بأسره وكأنه يوجد تكامل أدوار بين الطرفين، مؤكداً أن هذه التصرفات تبرز التنسيق الأمني بين الطرفين.
ونوه إلى أنه يتوقع الإفراج عنه من سجون الاحتلال في أقرب وقت لعدم وجود تهمة محددة يحاكم عليها، وأن عثمان الآن يخضع للتحقيق معه بناء على اعترافات له انتزعت بالقوة وتحت التعذيب في سجون السلطة بانتمائه إلى مليشيات معادية.

أوقات صعبة
وفي السياق ذاته، أوضحت سمر الدويك زوجة المعتقل السياسي غسان كراجه، أن رمضان هذه السنة هو الأصعب عليها وعلى أطفالها نظراً لتغيب زوجها عن المنزل للمرة الأولى خاصة في شهر رمضان.
وقالت: "أطفالي الثلاثة يعانون ظروفاً صعبة بسبب غياب والدهم عن المنزل لليوم 45، وكل يوم يوجهون لي سؤال لا أستطيع الإجابة عليه "أين بابا؟"، مضيفة: "أبنائي أصبحوا بحاجة إلى طبيب نفسي لمعالجتهم".
وتابعت: "كنت في زيارة له في سجن الأمن الوقائي في الخليل ولمست عنده شعور فرح ممزوج بحزن، فرح بشهر رمضان وحزن لغيابه عن المنزل وبعده عن أطفاله"، مشيرة إلى تحسن حالته الصحية عن أول مرة رأته فيها بعد اعتقاله.
وبينت أن قاضي المحكمة العليا أصدر قراراً بالإفراج عن زوجها لعدم وجود سبب لاعتقاله وبراءته من التهم الموجهة إليه، إلا أن جهاز الأمن الوقائي كان قد استأنف القرار قبل إغلاق المحكمة بربع ساعة واعتقل مرة أخرى.
وأعربت الدويك عن أملها في أن يتم إطلاق سراح زوجها، ليعود إلى بيته بين أطفاله ويقضي الشهر الكريم مع أطفال أسرته.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 28/7/2012)