مائدة عائلة الزعانين تمتزج بالأحزان والذكريات

تفتقد عائلة الزعانين في كل مناسبة تمر عليها - خاصة شهر رمضان المبارك - أبناءها الأسرى على موائد الإفطار؛ كونه يجدد الآلام ويضاعف الخوف والتساؤل على الأبناء.
وتعد موائد الإفطار فرصة متجددة لأفراد العائلة؛ لإحياء ذكرى أبنائها ولإبقائهم في النفوس رغم البعد الجسدي، إذ حالت سلطات الاحتلال دون الوصول إليهم.
وتقول والدة الأسيرين: (رامي  31عامًا، ولؤي 30 عامًا، والشهيد فادي 24 عامًا)ØŒ من بلدة بيت حانون شمال مدينة غزة، وعلامات الحزن باتت ظاهرة على تقاسيم وجهها: "أفتقد أبنائي كثيرًا، خاصة في شهر رمضان المبارك؛ لأنهم كانوا يخلقون الفرحة والسعادة في البيت، فالجميع يشتاق إلى جلوسهم على مائدة الإفطار".

موائد الطعام
وتشير إلى أن نجليها "رامي" و"لؤي" كانا منذ أن يعلن عن دخول هلال شهر رمضان يسيران برفقة والدهما لأداء صلاة التراويح في المسجد، ثم ينطلقان للقاء عدد من الأقارب والجيران وتبادل التهاني والعناق".
وتضيف والدة الأسيرين بحزن: "كانا بمجرد أن يتناولا طعام الإفطار يجلسان وسط المنزل ويتناولان بعض العصائر والشاي، ويستعدان بعدها لأداء صلاة التراويح في المسجد".
وتكمل الأم المكلومة: "أفتقدهم كثيرًا وأفتقد مزاحهم ونحن نتناول طعام الإفطار، فأعمل جاهدة على إخفاء دموعي كلما اجتمعنا حول موائد الطعام واستذكرتهم"، وتلفت النظر إلى أنها تستذكر بشكل مستمر حديث أنجالها وضحكاتهم التي كانت تعم المكان، في أثناء إعدادها وجبة الإفطار.
وتواصل الزعانين حديثها بعد أن أطلقت تنهيدة قوية: "أحبّ لؤي طبخة "الشكشوكة" فكان حريصًا على وجودها على مائدة الطعام، أما رامي فحريص على تناول"المقلوبة" في اليوم الأول من شهر رمضان".
وتوضح أن عائلتها لم تعد شوربة "لسان العصفور" منذ اعتقال ولديها؛ خوفًا من أن تجدد الأحزان وتمنعهم من تناول طعام الإفطار؛ نظرًا لتعلق قلب نجلها "لؤي" بها.
وتلفت النظر إلى أن نجليها "لؤي" و "رامي" أحبا جمعة الأصدقاء ومشاركتهم في تناول الطعام، متابعة بحزن: "فلم يمر عليهما رمضان دون دعوة الأصدقاء لتناول طعام الإفطار، وبالرغم من أسر سلطات الاحتلال الصهيونية لنجلها رامي يتصل بوالده لدعوة أصدقائه إلى تناول طعام الإفطار".

زيارات الأسرى
وتتمنى الزعانين أن تسمح سلطات الاحتلال لها بزيارة أبنائها، مشيرة إلى أن رمضان يأتي تلو رمضان والأعياد متتالية، ولا يسمح الاحتلال لها بزيارة نجليها اللذين تجاوز اعتقالهما ست سنوات.
وتضيف والدة الأسيرين: "معاناة الأسرى وعائلاتهم كثيرة؛ فلم أزر ولديّ منذ قرابة ست سنوات، رغم زيارة عدد من أهالي الأسرى لأبنائهم في سجن ريمون".

ودعت الزعانين الجميع إلى العمل على تحرير الأسرى من سجون الاحتلال الصهيونية، وطمأنتهم على أبنائهم وأوضاعهم الصحية، مشددة على ضرورة التحرك والمطالبة بإطلاق سراحهم، وعدم الصمت عن آلام الأسرى و ذويهم.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 29/7/2012)