مؤسسة مهجة القدس ©
الابنة شهيدة وعبد الله وعبد الرØمن خل٠القضبان
بالدموع استقبلت الوالدة رقية برغيش شهر رمضان المبارك، وبينما كان الأهل والأصدقاء يتبادلون التهاني Ùإنها تمضي ساعة وأكثر يوميا ÙÙŠ المقبرة بين قبور الشهداء ولجانب Ø¶Ø±ÙŠØ Ø§Ø¨Ù†ØªÙ‡Ø§ بشرى التي استشهدت خلال دراستها الثانوية داخل منزلها.
قرب Ø§Ù„Ø¶Ø±ÙŠØ Ø¬Ù„Ø³Øª أم عبد الله تزينه بالورود وتتلو ما تيسر من كتاب الله وهي تردد الدعوات وتقول: "أي مصيبة أكبر من هذه التي أعيشها Ùقدت ابنتي واكتويت بنار الØسرة والÙراق لأنها كانت الوØيدة التي تعيش معي جراء اعتقال أخيها الأكبر وملاØقة الاØتلال لشقيقها عبد الرØمن ورغم الØزن كانت تواسيني وتخÙ٠عني"ØŒ وأضاÙت "خلال اقتØام الاØتلال للمخيم Øاصروا منزلنا وأطلقوا النار Ù†ØÙˆ بشرى خلال دراستها".
تبكي أم عبد الله وتكمل "ابنتي كانت تستعد للثانوية العامة ÙˆØكموا عليها بالإعدام برصاص قناص ÙˆÙÙŠ رمضان ومن شدة Øزني عليها وعلى إخوتها قررت أن استقبله بجانب قبرها لعل ذلك يخÙ٠من آلامي وأØزاني التي لن تنتهي".
12 عاما من الغياب
وبينما تقضي العائلات أوقاتها ÙÙŠ متابعة المسلسلات الرمضانية والتØضير لموائد الإÙطار الشهية تختل٠تÙاصيل المشاهد ÙÙŠ مسلسل Øياة أم عبد الله ÙÙŠ منزلها ÙÙŠ مخيم جنين، وتقول: "من ÙŠÙهم معنى أن يغيب الأبناء عن والدتهم وأن تستقبل رمضان دون Ø£Øبتها، للعام الثاني عشر على التوالي يأتي رمضان ولا زال الاØتلال ÙŠÙرض أشد أنواع العقاب التي تعجز عنها الجبال"ØŒ وأضاÙت "ÙÙŠ شهر الرØمة الذي تتأل٠Ùيه القلوب ويجتمع الشمل ويعيش الأهل والأسرة معا يغيب عن بيتي ومائدتي كل Ø£Øبتي لندÙع ثمن الظلم الصهيوني Ùأعيش الØزن والألم وذكريات ماساتنا المستمرة".
وتقول الوالدة الصابرة: "تنهمك الأمهات ÙÙŠ رمضان ÙÙŠ تØضير أشهى أنواع الطعام والمقبلات والØلويات أما أنا Ùأمضي أيامي بالدموع على Ùراق Ø£Øبتي ابنتي الشهيدة وأبنائي المعتقلين الذين يتعمد الاØتلال تÙريق شملهم بين Ùترة وأخرى Øتى ÙÙŠ سجونه". وتضي٠"Ø£Øيانا يجتمعون ÙÙŠ سجون وسرعان ما يعاقبونهم ويÙرقونهم كل ÙÙŠ سجن مما يزيد من Øزني ومأساتي ÙØتى ÙÙŠ السجن يعاقبون أبنائي ويستهدÙهم وكان عقاب اعتقالهم غير كاÙ".
ألم الØرمان ÙÙŠ رمضان
الأم الÙلسطينية التي تجاوزت العقد السادس ووهبت Øياتها لأبنائها تعيش رهينة الأسر والعذاب اليومي الذي يتÙاقم ÙÙŠ شهر رمضان، ÙˆÙÙŠ الوقت الذي يتبادل Ùيه الجميع التهاني والعزائم Ùإن أم عبد الله تعيش أصعب اللØظات ÙÙŠ ذكريات الألم التي صنعها الاØتلال ÙÙŠ Øياتها، وتقول: "لا يوجد من يعوضني ÙÙŠ العالم عن أبنائي ثلاثة ÙÙŠ عمر الورود لا اقدر على ضمهم أو عناقهم أو مشاهدتهم، يتØدثون عن العدالة ÙˆØقوق الإنسان ولكن أي قانون أو شريعة التي تجيز ظلما المستمر منذ 12 عاما وأنا استقبل رمضان ÙˆØيدة ÙÙŠ منزلي الذي لو نطقت جدرانه لصرخت Øزنا وألما لوجعي Ùلن أشعر بØياتي وأنا Ù…Øرومة من أبنائي".
لكن Øلقات المعاناة لم تنته ولم يختل٠الØال كثيرا ÙÙŠ رØلة عذاب الأم الصابرة التي تستقبل وتودع ÙÙŠ رمضان على بوابات السجون لزيارة أكبر أبنائها عبد الله، وتقول: "ÙÙŠ مثل هذه الأيام ÙÙŠ شهر رمضان اعتقلت القوات الصهيونية باكورة أبنائي عبد الله بعدما طورد منذ بداية انتÙاضة الأقصى، عبد الله الذي تØمل مسؤولية إعالة أسرتنا بعد ÙˆÙاة والده لم ÙŠØتمل صور العذاب والمآسي التي صنعها الاØتلال بأبناء شعبه وخاصة ÙÙŠ مخيم جنين Ùاختار طريق المقاومة ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ù…Ù† قادة سرايا القدس، ولأنه داÙع عن شعبه وأدى واجبه استهدÙÙ‡ الاØتلال وتعرض للملاØقة والكمائن ونجا من عدة عمليات اغتيال، وطوال 3 سنوات Øرم من دخول منزلنا الذي رصدته القوات الصهيونية، كان يأتي رمضان وبعد العيد وأنا ابكي Ù„Øرماني منه"ØŒ وتضي٠"طوال Ùترة مطاردته كنت أتمنى أن يشاركني Ùطور أو سØور ولكن كان قدره الاعتقال والØكم بالسجن 23 عاما، ومنذ 10 سنوات تنقلت من سجن لآخر لزيارته، Ùكي٠أÙØ±Ø Ø£Ùˆ أشعر بطعم رمضان ÙÙŠ غيابه، Ùاعتقاله Ø¬Ø±Ø Ù„Ø§ يندمل".
وتÙتقد الوالدة الصابرة أسيرها الثاني عبد الرØمن وتقول: "لاØقته القوات الصهيونية ÙˆØاولت اغتياله عدة مرات ولطالما بكيت ÙˆØزنت خاصة ÙÙŠ شهر رمضان لغيابه وخوÙÙŠ عليه والذي لم يتوق٠Øتى بعد اعتقاله ÙÙŠ عملية خاصة". وتضيÙ: "ÙÙŠ كل Ù„Øظة من رمضان أشعر بالمزيد من المعاناة لأن جراØنا النازÙØ© لم تندمل وسيبقى الØزن يلازمني ÙÙŠ كل Ù„Øظة Ùكي٠لقلبي أن يهدأ أو ÙŠØ±ØªØ§Ø ÙˆØ£Øبتي غيبهم الاØتلال".
عذابات الزيارة
ورغم العذاب الذي تواجهه ÙÙŠ الزيارة، لا تتأخر أم عبد الله عن الموعد المØدد، وتقول: "الجنود لا يراعون Øرمة رمضان وأوضاعنا Ùهم ÙŠØتجزوننا ÙÙŠ ظل ظرو٠الطقس الØارة ويرغموننا على التÙتيش والانتظار ولكن كل الألم زال وانتهى عندما شاهدت عبد الله الذي يمضي رمضان العاشر ÙÙŠ سجنه".
وتضي٠"شعرت Ø¨Ø§Ù„Ø§Ø±ØªÙŠØ§Ø Ù„Ø£Ù†Ù†ÙŠ هنأته برمضان ونسيت عذابات رØلة الزيارة ولكن لدى عودتي بكيت بØسرة ومرارة لأني سأبقى ÙˆØيدة ÙÙŠ منزلي دون أن يتمكن Ø£Øد من نقل صورة تلك المأساة ÙÙŠ مسلسل العذاب اليوم الذي لا يتوق٠طوال رمضان بدون تمثيل أو تألي٠ليعبر عن ألم أم تتمنى أن تعيش يوما بدون Ø£Øزان".
(المصدر: صØÙŠÙØ© القدس الÙلسطينية، 5/8/2012)