عائلة الأسير موسى ... تسع سنوات من الاستهداف في رمضان

تأبى قوات الاحتلال أن يمر شهر رمضان المبارك دون التنغيص على أسرة الأسير صالح صبحي دار موسى (40 عاماً) من بلدة بيت لقيا قضاء رام الله الذي يقضي حكماً بالسجن 17 مؤبداً.
وتعتقل قوات الاحتلال الأسير موسى منذ 26-9-2003م، وتتهمه بالوقوف خلف سلسلة من العمليات الفدائية التي أدت إلى مقتل وجرح عشرات "الصهاينة".
ومنذ اعتقاله دأبت قوات الاحتلال على مداهمة منزل الأسير والعبث به وترويع سكانه لاسيما في شهر رمضان المبارك، حيث تتفنن في التنغيص على الفلسطينيين، لكن هذا العام لم يقتصر الأمر على المداهمة – كما قالت دعاء ابنة الأسير- بل تم اعتقال نجله إسلام. وأضافت دعاء، "في اليوم الأول من رمضان اقتحمت قوات الاحتلال منزلنا، وعبثت بمحتوياته، وقال ضابط المخابرات لشقيقي إسلام: "لقد جئنا لاعتقالك ونرغب بأن تكون معنا يا إسلام، وكل عام وأنت بخير..!".

استفزاز وقح
عملية الاستفزاز التي رافقت مداهمة المنزل والاعتقال لم تقتصر عند هذا الحد، بل عمد أحد الجنود للاستهزاء على الأسير الأب صالح بسؤال زوجته عن مكان تواجده وعن طبيعة أوضاعه وآخر أخباره، فيما قال ضابط الوحدة ويدعى غسان: "زوجك عندنا، لكن ما هي أخباره؟"، قالت دعاء بمرارة.
ووصفت ابنة الأسير ما تتعرض له أسرتها منذ سنوات بأنه "أمر كيدي للنيل من عزيمتنا وعزيمة والدنا"، مؤكدة أن تلك الممارسات لن تفت في عضد أسرتها وستزيدها إصراراً على التمسك بالخيار الذي سلكه الوالد، "فالمعركة معركة تحد وصمود وإرادات، ونحن الغالبون"، كما شددت. وتضيف دعاء - وهي طالبة في السنة الأخيرة بكلية القانون في جامعة القدس: "كانت عندنا هواجس قبل بداية رمضان بأن يقتحم الاحتلال البيت بذرائع مختلفة، فهو في كل عام يقتحم إما البيت أو يتمركز في محيطه لإثارة الرعب لدى إخواني الأطفال، وفي أحد الأعوام اعتقل الجيش والدتي في رمضان أيضاً للضغط على والدي خلال فترة التحقيق".
وتصف الابنة الشابة زيارة والدها قبل شهر بالزيارة التاريخية، قائلة: "زرت والدي بعد ثماني سنوات من اعتقاله، حيث كنت ممنوعة أمنياً من الزيارة وبعد إضراب الأسرى سمح لي الاحتلال بالزيارة لمرة واحدة، وكانت زيارة مفعمة بمشاعر الشوق والحنين .. فكانت بحق زيارة تاريخية".

ابتلاء ومنع أمني
بدورها، عبَّرت الوالدة عن حزنها الشديد على اعتقال نجلها إسلام خاصة، وأنه جاء مفاجئاً ودون مبرر وتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، موضحة أنها لم تتمكن من زيارة زوجها الأسير، منذ تسع سنوات بحجة المنع الأمني.
وحول الوضع الصحي لزوجها، أشارت الوالدة إلى التحقيق القاسي الذي تعرض له بداية اعتقاله ومن ثم العزل الانفرادي على مدار أربع سنوات، سبب له مشاكل صحية مختلفة، من بينها الروماتيزم، وضعف الرؤية، وفقر الدم.
وتمنت الوالدة على كافة المؤسسات المعنية بالأسرى التدخل لإنقاذ حياة زوجها، والعمل على إطلاق سراحه، ووضع حد لسياسة الاستهداف التي تتعرض لها أسرتها.

(المصدر: صحيفة الاستقلال، 9/8/2012)