الموت يسرق فرحتهم..وفاة والد أسير قبل يوم واحد من زيارة ابنه

 

"غداً زيارتي الأولى لابني فخر بعد سبعة أعوام ما شفتوا فيهم وأنا  فرحان جداً"  بتلك الكلمات  التي خرجت من الرجل الستيني والذي توفي فجر الأحد, حملت في مضامينها شوقاً لرؤية ابنه المعتقل فخر العبيد المحكوم 9 سنوات في سجن ريمون, والذي حرم من رؤيته منذ 7 أعوام, وكانت المنية أسرع من أن يعانق الرجل لفلذة كبده ويعانقه ويراه بعد تلك السنين.
والد الأسير فخر العبيد (62 عاماً) الذي كان متشوقا وبلهفة لزيارته الأولى لدرجة أنه أبلغ أهالي حارته بعد صلاة التراويح بزيارته المنتظرة, ليشاركوه فرحته ويحملوه سلامات حارة للأسير, لكن الموت باغته فجأة فجر يوم الأحد, أي قبل يوم من موعد الزيارة المقررة اليوم الاثنين, لينهي قرار ويمنع زيارة كانت بالنسبة له أملاً طال انتظاره.
بحزن بالغ وسط حادث مفجع وصف جيران الفقيد الحادثة بالمؤلمة, حيث أن خبر وفاته جاء قبل 24 ساعة من موعد زيارته الأولى لابنه الأسير منذ سنين, فخبر وفاته كان كارثياً, بمنطقة النصيرات لوفاة والد أسير لم يرى ابنه ولا مرة في السابق منذ صدور حكم السجن بحقه, ويموت وهو يبتسم لينتظر يوم الاثنين موعد زيارة ابنه إلى السجن.
إصرار أهل الأسير على زيارة ابنهم وسط أجواء من الحزن لم تمنعهم من الذهاب للزيارة الأولى فخرجت والدة الأسير فخر وهي تحمل بقلبها كل الحزن وخبر مؤلم وفاة والده.
وقالت شقيقة الأسير: بأن أمها خرجت للزيارة بدون أبيها وهي تحمل في جوفها ألم يعصر قبلها, فهي لا تعرف كيف ستخبره بوفاة والده إذا سأل عنه لماذا لم يأتي معها, فالخوف والحيرة كان بادياً على وجه أم الأسير كما وصفت ابنتها حالتها قبل خروجها للزيارة حول كيف ستخبر أبنها بأن والده مات قبل أن يراه ويكحل عينيه به بعد منع وحرمان من الزيارة لسبع سنوات.
وعبرت أم محمد جارة أبو فخر بأنهم كانوا يتحدثون عن زيارة فخر وكأن مولودا قد ولد ولا بد من التجهز لاستقباله في كل حديث وكل زيارة لهم كانوا يتحدثون عن خبر الزيارة, لكن وفاته فجأة صعق المنطقة وآلمها لأنهم لم يروا ابنهم مطلقا, ولم يزوروه ولا مرة قبل هذه الزيارة فشاء الله أن يكون والد الأسير بجواره.
مضيفة: "رغم أن والد الأسير فخر مصاب بمرض القلب ووضعه الصحي لم يكن يساعده على الخروج إلا انه  هيأ نفسه لزيارة ابنه ليراه على حد قولها قبل أن يموت لكن شاء القدر بان يتوفاه الله".
فالموت كان قرار محقق وظرف طرأ منه من الذهاب فكان إلى جوار ربه فجر الأحد, ليدوي خبر وفاة ثالث أحد آباء الأسرى ومن كبار السن في الصليب الأحمر كرصاصة تخرق السمع, ليفجع أهالي الأسرى على تلك الحادثة وسط غضب عارم بعد وشجب ساد وعلت أصواتهم بأن حسبي الله على الاحتلال الذي منع آباء وأمهات الأسرى من كبار السن زيارتهم, فالموت باغت بعضهم وكانوا متشوقين كل الشوق لرؤية أبنائهم الأسرى.
وطالب أهالي الأسرى بعد سماع الخبر الصليب بالتحرك لتعديل جدول الزيارات والسماح لهم بأن يكونوا هم من يقرر أسماء الأهالي للزيارة حتى لا تكرر تلك الحالات من وفاة أهالي أسرى كبار في السن لا يقوون على الزيارة ويموتون قبل زيارتهم  لأبنائهم.
وتجدر الإشارة إلى أن أم يحيى إصليح وافتها المنية الأسبوع الماضي وهي في طريقها لزيارة ابنها المعتقل في سجون الاحتلال, لتكون حالة وفاة ذوي الأسرى الحالة الثانية من أهالي الأسرى منذ بدء الزيارات.
وكان الصليب الأحمر قد أعلن مغادرة الدفعة الخامسة من زيارات أهالي الأسرى فجر اليوم, لسجن ريمون, ضمن الاتفاق الذي ابرم بعد معركة الأمعاء الخاوية.

(المصدر: فلسطين اليوم، 13/08/2012)