العيد يُعيد ذكريات الماضي لأهالي الأسرى ويقلب عليهم مواجعهم

"العيد يمر علينا كباقي الأيام لا طعم له بل أمر من ذلك لأنني فقدت كل شيء جميل يذكرني فيه ابني خالد في هذه الأيام، فكان البكاء والدموع حكاية أم الأسير خالد نصير بعد أن خطف الاحتلال الصهيوني فرحتها وحرمها من أبسط حقوق الأم على ولدها.
أم خالد كباقي الأمهات الصابرات تضع الجرح على قلبها وتذرف عينها لفراق نجلها، فمنذ أكثر من عشر سنوات لم يقدم الأسير خالد العيدية لأمه في يوم العيد ولم يلبس لباسه المفضل أو يذهب ليصلي كباقي إخوانه الصغار ذكريات خالدة في أذهان أمهات الأسرى تُقلب عليهم المواجع وتفتح الجراح من جديد.

أول رسالة
وفي إحدى زوايا الصليب الأحمر تجلس إحدى الأخوات في العشرينات من العمر منهمكة في الكتابة لا يساعدها أحد وكأنها تجري اختبار لمادة دراسية في جامعتها وحينما تأكد بأنها تكتب رسالة لخالها الأسير جهاد أبو ضاهر بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد.
وقالت: "أشعر بسعادة غامرة حينما أبدا بالكتابة ورسالة الشوق لخالي الأسير جهاد بعد غياب دام ست سنوات"، مضيفة أنها تبكي ويحترق قلبها حينما تكتب رسالة عيد الفطر السعيد.
وعن الرسالة قالت: هذه المرة الأولي التي أكتب فيها رسالة لخالي الأسير وكتبت فيها أني مشتاقة لرؤيتك يا خال جهاد والحياة بدونك ما لها طعم، موضحة أنها ستكتب بعض ذكرياتها مع خالها أيام عيد الفطر السعيد وأيام عيد الأضحى حينما كان يمرح معي ونخرج مع الأطفال على الملاهي والألعاب.
وتمنت الفتاة أن تعود الأيام الماضية ويخرج خالها من الأسر لتشعر بالفرحة التي كانت تشعر بها قبل ست سنوات حينما تذهب إلى الملاهي في سيارته.

ذكريات مؤلمة
أما والدة الأسير مجدي المصري فكان صوتها متقطع وضعيف تكاد دموعها تنهمر من شدة الاشتياق لولدها مجدي إلا أننا في مكان لا يسمح لها بذرف دموعها أمام الأمهات المتشوقات مثلها لأبنائهن.
والدة المصري قالت: نستقبل العيد بالبكاء والدموع والذكريات الجميلة التي تركها مجدي في الأعياد والمناسبات والمسرات. وعن تلك الذكريات قالت: "كان يذهب أول يوم في العيد إلى إخوته وخواته ليعيد عليهم وكانت الابتسامة والضحكة تعلوا وجهه وكأنه قمر يضيء في النهار".

وأضافت، وفي نهار اليوم الأول قبل طلوع الشمس يأتي ويقبل يدها ويقول بصوته القوي: "كل عام وأنتي بخير يا أمي" ثم يذهب للمسجد ومن ثمَّ تبدأ زياراته. وعن أطفاله قالت والدته: حينما يأتي العيد أبذل جهدي لرسم الابتسامة على وجه أطفاله الصغار كي لا يشعرون بالوحدة وآلام الفراق.

(المصدر: فلسطين اليوم، 13/8/2012)