عائلة بربخ 20 رمضاناً و 40 عيدًا دون لقاء نجلهم رامي

العيد بدون رامي يمر علينا أشبه بالحداد الذي لا يوجد لديه فحم لتصنيع حديده"، بهذه الجملة وصف والد الأسير رامي بربخ المعتقل في سجون الاحتلال منذ 21 عامًا والذي تم اعتقاله في مدنية خان يونس حين كان عمره 15 عامًا، حالة عائلته في العيد في ظل غياب نجلها الأسير.
ويقول أبو رامي في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "20" شهرا من رمضان مر ولحقه 40 عيدًا دون أن نلتقي بابننا أو نفرح معه كباقي المسلمين بهذا اليوم، ما يحدث بحقنا وحقه هذا حرام".

حزن بالعيد
أبو رامي صاحب الـ""67 عامًا لم يتدارك نفسه، وهو تحدث عن قرب العيد دون وجود فلذة كبده، حيث انفجر بالبكاء داخل مقر اللجنة حين تذكر أن العيد العشرين يقترب دون وجود رامي، ولم يستطع الوقوف أكثر فطلب الجلوس، بسبب حالته الصعبة التي بدأت واضحة.
وتغير وجه أبو رامي إلى الإحمرار، لتمسك به زوجته أم رامي، وتمسح له دموعه، وطلب بعد لحظات صمت بعدم الحديث معه حتى يأخذ قسطا قليلا من الراحة.
وتقول زوجته: "لا أشعر بالعيد وفرحته وزهوته بسبب عدم وجود ابني إلى جانبي، فكل عيد يمر لا أجلس في البيت بل أذهب إلى المقبرة لزيارة أبنائي الشهداء وأمضي جل وقت العيد هناك، ثم أعود إلى البيت".
وتتابع أم رامي التي لم تتمالك نفسها كزوجها وسبقت كلامها دموعها: "العيد القادم هو العشرون الذي يمر دون وجود ابننا رامي بيننا، والعيد السابق توقعنا أن يكون رامي بيننا بهذا العيد بسبب وجود أمل بأن يطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى لكن لم يتم ذلك، وحمدنا الله".

زهرة الشباب
وتكمل المرأة التي اعتاد أهالي الأسرى رؤيتها ومشاركتها في الاعتصام الأسبوعي رغم المسافة البعيدة لمنطقة سكناها، إذ تقطن في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وتقول: "اليهود لا يكتفوا بحرماني أنا وزوجي الختيار من فرحة اللقاء بابننا بالعيد، بل يرفض هذا الاحتلال السماح لي بزيارته داخل سجنه ومن خلال الشبك قبل خطف الجندي الصهيوني جلعاد شاليط".
وتواصل: "وحتى الآن وبعد عودة برنامج الزيارات ولم يحالفنا الحظ بالسماح لنا بزيارة ابننا في سجون الاحتلال ضمن قائمة الأسماء التي يسمح لها كل اثنين بزيارة ابنائها في الأسر".
تمسح أم رامي دموعها التي لم تتوقف خلال الحديث وتطلق تنهيدة قوية وتقول: "أبنائي الذين أنجبتهم بعد وجود رامي بالسجن الآن كبروا وتزوجوا وأولادهم دخلوا المدارس، ولا يزال رامي في السجون يقضي أجمل أيام وزهرة شبابه بين جدرانه وينتقل بين سجن وآخر، ولا يسمح له بتنفس الهواء بطلاقة ولا يسمح له بالفرحة في العيد ولا حتى بقيام المشاعر الدينية بحرية".
أبو رامي يعود للحديث مجددًا ويتساءل عن اليوم الذي سيرى فيه نجله ويقضي باقي حياته معه ويشاركه فرحة العيد ورمضان، ثم زواجه والفرحة بأبنائه، متمنيًا أن يكون رامي متواجدا في العيد القادم بين اهله وجميع الأسرى الفلسطينيين.
ويختم الحاج قوله: "لا يعقل لأي قانون في العالم كله أن يسمح باعتقال شبل عمره 15 عامًا، ويقضي داخل السجون 21 عامًا ولا يسمح لأهله بزيارته إلا من خلال الشبك، ثم يتم المنع لذويه من الزيارة لسنوات لأسباب وحجج واهية".

(المصدر: صحيفة فلسطين، 14/8/2012)