الأسير المحرر نصر النملة ترك أبناءه

بعد‎ ‎‏25‏‎ ‎عاما‎ ‎من‎ ‎الأسر‎ ‎وانتظار الدقائق‎ ‎للإفراج‎ ‎عنه‎ ‎والعودة‎ ‎إلى‎ ‎بيته‎ ‎في‎ ‎مدينة جنين‎ ‎ØŒ‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎‎‎الأسير‎ ‎المحرر‎ ‎حمزة‎ ‎نايف‎ ‎زايد‎ ‎في انتظار‎ ‎آخر‎ ‎للعودة‎ ‎لذات‎ ‎البيت‎ ‎بعد‎ ‎إبعاده‎ ‎إلى قطاع‎ ‎غزة‎ ‎يوم‎ ‎الثلاثاء‎ ‎‎‎عقب‎ ‎الإفراج‎ ‎عنه‎ ‎من‎ ‎سجون الاحتلال‎ ‎ضمن‎ ‎صفقة‎ ‎التبادل.‎‏ والمحرر‏‎ ‎المبعد‎ ‎حمزة) ‎‏46‏‎ ‎عاما(‎ اعتقل‎ ‎وشقيقة ‏‏عمر‎ ‎بتاريخ‎ ‎‏15‏ - ‎‏11‏ - ‎‏1986‏‎ ‎بحجة‎ ‎قتل‎ ‎مستوطن مع‎ ‎خلية‎ ‎للجبهة‎ ‎الشعبية‎ ‎لتحرير‎ ‎فلسطين،‎ ‎والتي كان‎ ‎أحد‎ ‎‎‎أفرادها‎ ‎صديقهم‎ ‎سامر‎ ‎المحروم‎ ‎الذي‎ ‎أفرج عنه‎ ‎هو‎ ‎أيضا‎ ‎ضمن‎ ‎الصفقة‎ ‎وعاد‎ ‎إلى‎ ‎جنين،‎ ‎وحكم بالسجن‎ ‎مدى‎ ‎‎‎الحياة،‎ ‎وأمضى‎ ‎‏25‏‎ ‎عاما‎ ‎وقد‎ ‎دخل قائمة "عمداء‎ ‎الأسرى".
قال‏‎ ‎زايد: "حتى‎ ‎فرحة ‏‏التحرر‎ ‎من‎ ‎القيد‎ ‎وظلم‎ ‎السجان‎ ‎التي‎ ‎عشت‎ ‎في انتظارها‎ ‎‏25‏‎ ‎عاما‎ ‎خلف‎ ‎قضبان‎ ‎سجون‎ ‎الاحتلال، قتلتها‎ ‎سلطات‎ ‎‎‎الاحتلال‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎إبعادي‎ ‎إلى‎ ‎قطاع غزة‎ ‎قسرا‎ ‎وحرماني‎ ‎من‎ ‎معانقة‎ ‎واحتضان‎ ‎والدتي وأشقائي‎ ‎وحارتي‎ ‎التي‎ ‎‎‎تربيت‎ ‎وعشت‎ ‎فيها.‎‏ وأضاف‏: "‎بالرغم‎ ‎من‎ ‎أنني‎ ‎لم‎ ‎أصدق‎ ‎خبر‎ ‎إدراج اسمي‎ ‎في‎ ‎قائمة‎ ‎التبادل،‎ ‎غير‎ ‎أني‎ ‎صدمت‎ ‎‎‎بقرار سلطات‎ ‎الاحتلال‎ ‎إبعادي‎ ‎إلى‎ ‎قطاع‎ ‎غزة،‎ ‎والتي‎ ‎قتلت فرحتي‎ ‎وفرحة‎ ‎والدتي‎ ‎التي‎ ‎تعاني‎ ‎من‎ ‎أوضاع‎ ‎‎‎صحية متردية،‎ ‎وحرمها‎ ‎من‎ ‎معانقتي‎ ‎وضمي‎ ‎بحضنها الدافئ".
وتابع:‎ "لم‎ ‎يخطر‎ ‎يوم‎ ‎ببالي‎ ‎أنني‎ ‎سوف‎ ‎أبعد قسرا‎ ‎‎‎داخل‎ ‎الوطن،‎ ‎وأناشد‎ ‎وأستصرخ‎ ‎كافة‎ ‎أصحاب الضمائر‎ ‎الحية‎ ‎من‎ ‎مؤسسات‎ ‎دولية‎ ‎ومحلية‎ ‎العمل على‎ ‎إرجاعنا‎ ‎‎‎إلى‎ ‎منازلنا‎ ‎بالرغم‎ ‎من‎ ‎أن‎ ‎الوطن‎ ‎واحد موحد،‎ ‎ولكن‎ ‎البعد‎ ‎عن‎ ‎الأحباء‎ ‎والأصدقاء‎ ‎ومكان المربى‎ ‎يدمي‎ ‎ويحزن‎ ‎‎‎ويعصر‎ ‎القلب‎ ‎ألما‎ ‎وحسرة،‎ ‎وهي التي‎ ‎سعى‎ ‎إليها‎ ‎الاحتلال".‎
وأشار‏‎ ‎زايد‎ ‎إلى‎ ‎أنه‎ ‎والأسرى‎ ‎لم‎ ‎يكونوا‎ ‎على‎ ‎دراية ‏‏بشروط‎ ‎الصفقة‎ ‎التي‎ ‎نفذتها‎ ‎حركة "حماس"‎ بالرغم من‎ ‎ترحيبهم‎ ‎بتحرير‎ ‎كل‎ ‎أسير‎ ‎من‎ ‎خلف‎ ‎قضبان سجون‎ ‎‎‎الاحتلال،‎ ‎وبالرغم‎ ‎من‎ ‎خيار‎ ‎الإبعاد.‎‏ وقال:" إن‎ ‎كان‎ ‎هناك،‎ ‎كما‎ ‎تدّعي‎ ‎سلطات‎ ‎الاحتلال، بوادر‎ ‎حسن‎ ‎نية‎ ‎لإطلاق‎ ‎‎‎سراح‎ ‎أسرى،‎ ‎فلتقم‎ ‎بإرجاعنا إلى‎ ‎بيوتنا‎ ‎نحن‎ ‎الأسرى‎ ‎المحررون‎ ‎المبعدون‎ ‎مع‎ ‎مبعدي كنيسة‎ ‎المهد". واستذكر: "‎‎‎يوم‎ ‎محاكمتي‎ ‎أنا‎ ‎وشقيقي‎ ‎عمر‎ ‎ورفيق دربي‎ ‎المحرر‎ ‎سامر‎ ‎المحروم كانت‎ ‎أسرع‎ ‎محاكمة عسكرية‎ ‎في‎ ‎‎‎تاريخ‎ ‎سلطات‎ ‎الاحتلال، ‎ ‎والتي‎ ‎أنجزتها خلال‎ ‎دقائق‎ ‎بالحكم‎ ‎الجائر‎ ‎مدى‎ ‎الحياة، واليوم‎ ‎جاء توقيت‎ ‎إبعادي‎ ‎إلى‎ ‎‎‎غزة‎ ‎بنفس‎ ‎النهج‎ ‎العدواني.‎‏ وقال: "عشت‎ ‎مع‎ ‎رفيق‎ ‎دربي‎ ‎الأسير‎ ‎المحرر‎ ‎سامر المحروم‎ ‎أصعب‎ ‎لحظات‎ ‎حياتنا،‎ ‎‎‎فقد‎ ‎حوكمنا‎ ‎سويا لأسجن‎ ‎مدى‎ ‎الحياة‎ ‎وأمضينا‎ ‎‏25‏‎ ‎عاما‎ ‎سويا،‎ ‎ولكن الاحتلال‎ ‎فرق‎ ‎بيننا‎ ‎بعد‎ ‎التحرر،‎ ‎فهو‎ ‎إلى‎ ‎‎‎جنين وأنا‎ ‎أبعدت‎ ‎إلى‎ ‎غزة".
وأشار‎ ‎إلى‎ ‎أنه‎ ‎شارك الأسرى‎ ‎في‎ ‎إضرابهم‎ ‎عن الطعام‎ ‎وخوضهم 'حرب‎ ‎‎‎الأمعاء‎ ‎الخاوية' ‎ في‎ ‎معتقلي ‏'‎جلبوع' ‎Ùˆ'‎مجدو'‎ØŒ‎ ‎قائلاً: " لم أدرِ‎ ‎ما‎ ‎يدور‎ ‎من‎ ‎حولنا أنا‎ ‎ورفاقي". ÙˆØ£ÙƒØ¯‎ ‎زايد‎ ‎أن‎ ‎رسالة‎ ‎‎‎الأسرى‎ ‎جميعا‎ ‎هي وقف‎ ‎حالة‎ ‎إنهاء‎ ‎الانقسام‎ ‎بأسرع‎ ‎وقت‎ ‎لأنه‎ ‎مكن الاحتلال‎ ‎من‎ ‎الإمعان‎ ‎في‎ ‎قبضته‎ ‎العدوانية‎ ‎‎‎بحق الحركة‎ ‎الأسيرة،‎ ‎وجعلها‎ ‎تمعن‎ ‎بمزيد‎ ‎من‎ ‎سياستها القمعية‎ ‎من‎ ‎كافة‎ ‎الجوانب‎ ‎النفسية‎ ‎والصحية والمعيشية،‎ ‎‎‎والتي‎ ‎كان‎ ‎آخرها‎ ‎وضع‎ ‎شروط‎ ‎مجحفة وظالمة‎ ‎في‎ ‎صفقة‎ ‎شاليط،‎ ‎إضافة‎ ‎إلى‎ ‎نسيانهم وتهميشهم‎ ‎لملف‎ ‎الأسرى‎ ‎‎‎القدامى‎ ‎والذين‎ ‎أصابهم‎ ‎شعور بالإحباط‎ ‎والشعور‎ ‎بأنهم‎ ‎منسيون‎ ‎ومظلومون،‎ ‎خاصة أن‎ ‎الأولوية‎ ‎لهم‎ ‎أولا‎ ‎وقبل‎ ‎‎‎كل‎ ‎شيء،‎ ‎ومن‎ ‎ثم‎ ‎الأسرى الكبار‎ ‎والمرضى‎ ‎والذي‎ ‎بدأ‎ ‎المرض‎ ‎يفتك‎ ‎بهم.‎
أما‏‎ ‎والدة‎ ‎المحرر‎ ‎المبعد‎ ‎حمزة‎ ‎‎‎والدموع‎ ‎تتساقط من‎ ‎عينها‎ ‎قالت: "شو‎ ‎بدي‎ ‎أعمل‎ ‎يا‎ ‎ابني‎ ‎الدنيا‎ ‎كلها مآسي،‎ ‎وهيك‎ ‎قدرنا‎ ‎اللي‎ ‎انكتب‎ ‎علينا‎ ‎أن‎ ‎تنكد ‏‏إسرائيل‎ ‎وتنغص‎ ‎عيشتنا،‎ ‎حتى‎ ‎عبر‎ ‎شاشات‎ ‎التلفاز لم‎ ‎أستطع‎ ‎رؤيته‎ ‎وهو‎ ‎في‎ ‎غزة‎ ‎غير‎ ‎أطراف‎ ‎إيديه". ÙˆØ£Ø¶Ø§ÙØª‎‎‎: "‎أناشد‎ ‎العالم‎ ‎أجمع‎ ‎بأن‎ ‎يقف‎ ‎إلى‎ ‎جانب أمهات‎ ‎فلسطين،‎ ‎ليقدرن‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يحتضن‎ ‎أبناءهن الأسرى‎ ‎والأسيرات،‎ ‎‎‎وأدعو‎ ‎كل‎ ‎الأمهات‎ ‎إلى‎ ‎الصبر‎ ‎اللي هو‎ ‎مفتاح‎ ‎الفرج".

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 21/10/2011)