أسرى محررون: فرحتنا غير مكتملة لبقاء أعداد كبيرة في سجون الاحتلال

"نحن في لحظة فرح كبيرة، ليس للأسرى المحررين فحسب، بل لكل أبناء الشعب الفلسطيني"ØŒ بهذه الكلمات عبر إبراهيم أبو حجلة  54 عاماً، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية عن سعادته بالإفراج عنه في إطار صفقة التبادل.
وكان تحلق عدد كبير من أقرباء أبو حجلة، الذي كان محكوما بالسجن 30 عاما، وكان يقبع في سجون الاحتلال منذ العام 2002ØŒ إضافة إلى أفراد أسرته، حوله في مقر الرئاسة برام الله، أمس، غير مصدقين وجوده وسائر الأسرى المحررين خارج السجون بعد سنوات من المعاناة  والفراق القسري.
وقال: رغم كل شيء فإن فرحتنا غير مكتملة، بسبب تركنا خلفنا أعدادا كبيرة من الأسرى خلف القضبان، وأضاف: صفقة التبادل جيدة ومشرفة، لكن لا بد من عدم تناسي أنها تجاهلت جزءا كبيرا من الأسرى القدامى.
ولم تقل الأسيرة المحررة صمود كراجة  23 عاما من قرية صفا غرب رام الله، فرحة عن أبو حجلة، وقالت: "إن سعادتي لا توصف".
وكان حكم على كراجة بالسجن 20 عاما، لكنها أمضت فقط عامين خلف القضبان، ورغم فرحتها الغامرة بتحررها إلا أنها أكدت أنه طالما أن هناك أسرى في سجون الاحتلال، فلن تكتمل فرحة الشعب الفلسطيني.
وكان مشهد كراجة وهي تحتضن والدتها التي شاركتها البكاء مؤثرا، حتى أن كثيرا ممن تابعوا المشهد لم يستطيعوا إخفاء تأثرهم لمعاناة هذه الأسرة، وعبر عن هذه المسألة شقيق هذه الأسيرة المحررة حسن، وقال بصوت متهدج: لا يوجد شيء يصف ما نشعر به الآن.
وغير بعيد عن هذه العائلة، كان الأسير المحرر طه الشخشير من نابلس، المحكوم بالسجن المؤبد إضافة إلى 15عاما، يستقبل مهنئيه بالتحرر.
وقال الشخشير الذي أمضى عقدين من الزمن خلف القضبان: إنني سعيد جدا بتحرري، وبهذه الصفقة المشرفة.
وأسوة بأعداد أخرى من الأسرى المحررين، اكتفى الشخشير بترديد عبارات قليلة قبل أن ينطلق للقاء ذويه وأصدقائه وأقربائه، بيد أنه تبسم عندما قال قريب له ردا على سؤال حول المشاريع المستقبلية لشخشير، بأنهم يريدون تزويجه.
أما الأسيرة المحررة سناء شلبي  28 عاما من قرية برقين قضاء جنين، التي كانت تقبع في سجون الاحتلال منذ ثلاثة أعوام رهنا لأحكام بالسجن الإداري، فقالت "إن فرحتي ناقصة جراء وجود أسيرات قيد الاعتقال، ولم تشملهن الصفقة"ØŒ وأضافت: يخالجني شعور يختلط فيه الألم والفرح، لذا آمل الفرج القريب لكافة الأسرى.
وفي السياق ذاته، أقر الأسير المحرر زكريا الجسراوي 38 عامامن بلدة السموع بمحافظة الخليل، بسعادته بتنسم هواء الحرية، بعد 15 عاما قضاها في سجون الاحتلال.
وقال الجسراوي الذي كان محكوما عليه بالسجن المؤبد: أريد أن أبدأ حياة جديدة، لذا أفكر باستكمال تعليمي وأن أتزوج.

(المصدر: جريدة الأيام الفلسطينية، 19/10/2011)