كريس بندك المسيحي الوحيد قي صفقة التبادل

 

كريستيان‎ ‎بندك‎ ‎أو‎ ‎المعروف‎ ‎بـ"‎كريس"‎ Ù‡Ùˆ‎ ‎المحرر‎ ‎المسيحي‎ ‎الوحيد‎ ‎في‎ ‎صفقة‎ ‎وفاء‎ ‎الأحرار‎ ‎والذي ‏تنحدر‎ ‎عائلته‎ ‎من‎ ‎مدينة‎ ‎بيت‎ ‎لحم،‎ ‎وقد‎ ‎حُكم‎ ‎عليه‎ ‎بأربعة‎ ‎مؤبدات،‎ ‎قضى‎ ‎تسع‎ ‎سنوات‎ ‎منها‎ ‎في‎ ‎السجن، بتهمة‎ ‎قتل‎ ‎‎جنود‎ ‎صهاينة،‎ ‎والمسئولية‎ ‎عن‎ ‎عمليات‎ ‎مقاومة.‎
"‎كريس"‎ Ø§Ù„ذي‎ ‎درس‎ ‎في‎ ‎السجن‎ ‎علوم‎ ‎سياسية وعلاقات‎ ‎دولية‎ ‎‎جمعته‎ ‎علاقة‎ ‎قوية‎ ‎مع‎ ‎إخوته‎ ‎المسلمين سواء‎ ‎داخل‎ ‎السجن‎ ‎أم‎ ‎خارجه،‎ ‎بل‎ ‎هي"‎مثالية"‎ ÙˆÙÙ‚‎ ‎وصفه.‎
كان‎ ‎وجهه‎ ‎‎سمحاً..‎تماماً‎ ‎ككلماته‎ ‎التي‎ ‎أتت‎ ‎على‎ ‎عجل،‎ ‎فقال: "انتميتُ‎ ‎لمجموعة" ‎عبيات"‎ Ø§Ù„مقاومة،‎ ‎وكنت المسيحي‎ ‎الوحيد‎ ‎‎بين‎ ‎أعضائها،‎ ‎ثم‎ ‎ما‎ ‎لبثت‎ ‎أن‎ ‎جمعتني‎ ‎جدران‎ ‎السجن‎ ‎بأسرى‎ ‎مسلمين،‎ ‎لتتجسد‎ ‎العلاقة الأخوية‎ ‎بيننا،‎ ‎وتتجلى‎ ‎‎وحدتنا‎ ‎مع‎ ‎كافة‎ ‎الفصائل.
ويستذكر "‎كريس" ‎أحد‎ ‎المواقف‎ ‎مع‎ ‎إخوانه‎ ‎المسلمين‎ ‎داخل‎ ‎السجن‎ ‎لاسيما‎ ‎في‎ ‎شهر‎ ‎‎رمضان،‎ ‎فيقول مبتسم: "أنا‎ ‎جزء‎ ‎من‎ ‎مجموع‎ ‎سواء‎ ‎مسيحي‎ ‎أو‎ ‎غيره،‎ ‎والذي‎ ‎يعيش‎ ‎مع‎ ‎الناس‎ ‎لابد‎ ‎أن‎ ‎يحترم‎ ‎‎ويقدر‎ ‎مشاعرهم، وعندئذ‎ ‎لابد‎ ‎أنه‎ ‎سيحظى‎ ‎بالاحترام،‎ ‎وفي‎ ‎شهر‎ ‎رمضان‎ ‎بالذات‎ ‎كنت‎ ‎لا‎ ‎أتذوق‎ ‎الطعام‎ ‎أو‎ ‎أدخن‎ ‎‎أمامهم‎ ‎لكي لا‎ ‎أكون‎ ‎مؤثراً‎ ‎سلبياً‎ ‎عليهم".
ومن‎ ‎أصعب‎ ‎اللحظات‎ ‎التي‎ ‎مرت‎ ‎في‎ ‎حياته هي‎ ‎وفاة "‎أمه"‎ Ø§Ù„روحية ‎‎‎"‎خالة أبيه"‎ Ø§Ù„تي‎ ‎ربته‎ ‎عام‎ ‎‏2008‏‎‎Ù…ØŒ‎ ‎حيث‎ ‎إنه‎ ‎تربى‎ ‎يتيم‎ ‎الأم‎ ‎في‎ ‎عمر‎ ‎الرابعة،‎ ‎كما‎ ‎أن‎ ‎استشهاد‎ ‎رفيق‎ ‎دربه‎ ‎‎عاطف عبيات‎ ‎آلمه‎ ‎كثيراً.‎‏ وفي‎ ‎السياق‎ ‎ذاته‎ ‎يصف "‎المحكوم‎ ‎مؤبد" "‎بالشهيد" ‎مع‎ ‎وقف "‎التنفيذ"‎ØŒ‎ ‎فدائماً‎ ‎ما‎ ‎يعيش‎ ‎‎الأسير‎ ‎على أمل‎ ‎التحرير"‎ØŒ‎ ‎مطالباً‎ ‎الشعب‎ ‎الفلسطيني‎ ‎بكافة‎ ‎أطيافه‎ ‎السياسية‎ ‎على‎ ‎كافة‎ ‎المستويات‎ ‎بجدولة‎ ‎برنامج ‏زمني‎ ‎لتحرير‎ ‎الأسرى،‎ ‎وعلى‎ ‎صعيد‎ ‎المقاومة‎ ‎فهم‎ ‎مطالبون‎ ‎بأسر‎ ‎شاليط‎ ‎ثاني‎ ‎وثالث‏"‎.
يقول "‎كريس": "لقد‎ ‎شعرتُ‎ ‎بأني‎ ‎ولدت‎ ‎من‎ ‎جديد‎ ‎فالحرية‎ ‎يوم ميلاد‎ ‎جديد،‎ ‎أما‎ ‎أهل‎ ‎غزة‎ ‎فقد‎ ‎‎أحسستُ‎ ‎أنهم‎ ‎أحبائي‎ ‎تماماً‎ ‎كأهلي‎ ‎في‎ ‎بيت‎ ‎لحم".
ويستشرف‎ ‎المستقبل‎ ‎قائلا:" أرى‎ ‎أن‎ ‎تتوج‎ ‎صفقة‎ ‎النصر‎‎‎"‎شاليط"‎ Ø¨Ù…صالحة‎ ‎حقيقية‎ ‎على‎ ‎أرض‎ ‎الواقع، لأن‎ ‎فلسطين‎ ‎أكبر‎ ‎من‎ ‎كل‎ ‎الفصائل"‎ØŒ‎ ‎معرباً‎ ‎عن‎ ‎أمله‎ ‎في‎ ‎استئناف‎ ‎‎دراسته‎ ‎الجامعية‎ ‎في‎ ‎غزة‎ ‎في‎ ‎تخصصه العلوم‎ ‎السياسية‎ ‎والعلاقات‎ ‎الدولية.‎
دفع‎ ‎كريس‎ ‎الغالي‎ ‎والثمين‎ ‎للدفاع‎ ‎عن‎ ‎‎وطن‎ ‎لا‎ ‎يعرف‎ ‎مسيحياً‎ ‎أو‎ ‎مسلماً،‎ ‎فلا‎ ‎فرق‎ ‎بين‎ ‎أبناء‎ ‎الدم‎ ‎الواحد، وهذا‎ ‎ما‎ ‎أثبته‎ ‎النضال‎ ‎الفلسطيني‎ ‎على‎ ‎مدار‎ ‎‎التاريخ،‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎التمازج‎ ‎الكبير‎ ‎بين‎ ‎المسيحيين‎ ‎والمسلمين المتحدين‎ ‎خلف‎ ‎خندق‎ ‎المقاومة‎ ‎المشروعة.‎

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 12/11/2011)