المحرر عبد اللطيف شقير: رفضنا التوقيع على وثيقة تعهد تتضمن بنودا تحت مسمى

كشف‎ ‎المحرر‎ ‎عبد‎ ‎اللطيف إسماعيل‎ ‎شقير‎ ‎احد‎ ‎عمداء‎ ‎الأسرى‎ ‎وقادة‎ ‎حركة ‏"‎فتح"‎ إن‎ ‎‎الأسرى‎ ‎الذين‎ ‎أدرجت‎ ‎أسماؤهم‎ ‎في‎ ‎صفقة التبادل‎ ‎خاضوا‎ ‎في‎ ‎الساعات‎ ‎الأخيرة‎ ‎قبل‎ ‎تحررهم معركة‎ ‎طويلة‎ ‎مع‎ ‎‎ممثلي‎ ‎جهاز‎ ‎الآمن‎ ‎الصهيوني الذين‎ ‎حاولوا‎ ‎خداعهم‎ ‎وتضليلهم‎ ‎للتوقيع‎ ‎على وثيقة‎ ‎تعهد‎ ‎تتضمن‎ ‎بنودا‎ ‎تحت‎ ‎اسم ‎‎‎"‎الإرهاب"‎ØŒ‎ ‎وتم إلغاؤها‎ ‎بعدما‎ ‎أصر‎ ‎الأسرى‎ ‎على‎ ‎رفضها،‎ ‎وتبين‎ ‎بعد حضور‎ ‎الوفد‎ ‎المصري‎ ‎المشرف‎ ‎على‎ ‎‎تنفيذ‎ ‎الصفقة انها‎ ‎خارج‎ ‎إطار‎ ‎الصفقة.‎‏ وأفاد‎ ‎المحرر‎ ‎شقير‎ ‎‎":‎عندما‎ ‎نقلنا الى‎ ‎سجن‎ ‎النقب،‎ ‎فوجئنا‎ ‎‎بملحق‎ ‎وضع‎ ‎من‎ ‎المخابرات الصهيونية،‎ ‎وبعد‎ ‎اطلاعنا‎ ‎على‎ ‎بنودها‎ ‎الخطيرة جدا،‎ ‎ورغم‎ ‎خداع‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎‎الأسرى‎ ‎وتوقيعهم عليها‎ ‎أعلنا‎ ‎رفضنا‎ ‎لها،‎ ‎وأوقفت‎ ‎الإجراءات‎ ‎الأخيرة التي‎ ‎كانت‎ ‎تجري‎ ‎للإفراج‎ ‎عنا،‎ ‎‎وهددتنا‎ ‎السلطات الصهيونية‎ ‎بعدم‎ ‎تنفيذ‎ ‎الإفراجعنا‎ ‎قبل‎ ‎التوقيع، وخلال‎ ‎ذلك‎ ‎حضر‎ ‎ضباط‎ ‎من‎ ‎إدارة‎ ‎سجن‎ ‎النقب ‏وجرى‎ ‎نقاش‎ ‎حولها‎ ‎وأبلغناه‎ ‎أننا‎ ‎لن‎ ‎نخرج‎ ‎لأي‎ ‎إجراء حتى‎ ‎إلغاء‎ ‎الوثيقة‎ ‎وإعادة‎ ‎الأوراق‎ ‎التي‎ ‎وقعت". وأضاف: "يوم‎ ‎الاثنين،‎ ‎استمر‎ ‎الجدل‎ ‎‏8‏‎ ‎ساعات وامتد‎ ‎حتى‎ ‎الثانية‎ ‎عشر‎ ‎ليلا‎ ‎حتى‎ ‎حضر‎ ‎وفد‎ ‎من الجانب‎ ‎المصري‎ ‎‎والسفارة‎ ‎المصرية‎ ‎وعدد‎ ‎من‎ ‎المطلعين والمفاوضين‎ ‎المصريين‎ ‎وأكدوا‎ ‎موقفنا،‎ ‎وتمت‎ ‎اتصالات بين‎ ‎الجانبين‎ ‎‎الصهيوني‎ ‎والمصري‎ ‎حتى‎ ‎تم‎ ‎الاتفاق على‎ ‎إلغاء‎ ‎الملحق‎ ‎وجرى‎ ‎تمزيق‎ ‎الأوراق‎ ‎التي‎ ‎وقعها الأسرى،‎ ‎وأدرجت‎ ‎‎عبارة‎ ‎أننا‎ ‎نلتزم‎ ‎بما‎ ‎تم‎ ‎التوقيع عليه‎ ‎في‎ ‎الصفقة". 

خبر‎ ‎الصفقة
ووسط‎ ‎أجواء‎ ‎الفرحة‎ ‎التي‎ ‎تمتزج‎ ‎بالحزن،‎ ‎فان ‏الأسير‎ ‎شقير‎ ‎الذي‎ ‎أدرج‎ ‎اسمه‎ ‎على‎ ‎مدار‎ ‎‏26‏‎ ‎عاما‎ ‎من اعتقاله‎ ‎ضمن‎ ‎فئة‎ ‎الملطخة‎ ‎أيديهم‎ ‎بالدماء‎ ‎ورفضت ‏حكومة الكيان‎ ‎الإفراج‎ ‎عنه‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎الصفقات،‎ ‎مازال‎ ‎يتذكر لحظة‎ ‎معرفته‎ ‎بالصفقة‎ ‎وإدراج‎ ‎اسمه،‎ ‎وقال: "بعدما ‏أمضيت‎ ‎في‎ ‎سجن‎ ‎جلبوع‎ ‎‏6‏‎ ‎سنوات،‎ ‎أقدمت‎ ‎الإدارة على‎ ‎نقلي‎ ‎مع‎ ‎‏30‏‎ ‎أسيرا‎ ‎عقب‎ ‎إعلان‎ ‎الإضراب‎ ‎الى سجن‎ ‎‎مجدو،‎ ‎وعندما‎ ‎كنت‎ ‎انتظر‎ ‎في‎ ‎المعيار‎ ‎نقلي للأقسام‎ ‎العامة‎ ‎ابلغني‎ ‎احد‎ ‎المعتقلين‎ ‎يوم‎ ‎الخميس خبر‎ ‎توقيع‎ ‎الصفقة‎ ‎‎الذي‎ ‎أكدته‎ ‎الإدارة‎ ‎أيضا للأسرى‎ ‎فأصبت‎ ‎بحالة‎ ‎غريبة‎ ‎من‎ ‎الفرح‎ ‎والخوف لان‎ ‎الأسماء‎ ‎كانت‎ ‎مجهولة‎ ‎حتى‎ ‎‎تلك‎ ‎اللحظة‎ ‎رغم معرفتي‎ ‎في‎ ‎فترات‎ ‎سابقة‎ ‎أن‎ ‎اسمي‎ ‎مدرج". وأضاف: "نقلتني‎ ‎الإدارة‎ ‎بعد‎ ‎ساعات‎ ‎للأقسام وكان‎ ‎‎أول‎ ‎من‎ ‎بشرني‎ ‎بالنبأ‎ ‎السار‎ ‎والجميل‎ ‎النائب جمال‎ ‎الطويل‎ ‎فك‎ ‎الله‎ ‎أسره،‎ ‎فعندما‎ ‎شاهدني عانقني‎ ‎وزف‎ ‎لي‎ ‎‎البشرى‎ ‎وابلغني‎ ‎أن‎ ‎اسمي‎ ‎ورد في‎ ‎وكالات‎ ‎الأنباء‎ ‎المحلية،‎ ‎وفرحت‎ ‎رغم‎ ‎انها‎ ‎لم تكن‎ ‎مفاجأة‎ ‎لي‎ ‎لأنه‎ ‎عندما‎ ‎‎أفشلت‎ ‎الصفقة‎ ‎في عهد‎ ‎أولمرت‎ ‎نشرت‎ ‎صحيفة‎ ‎يديعوت‎ ‎والمحطات الصهيونية‎ ‎عشرة‎ ‎أسماء‎ ‎من‎ ‎المفرج‎ ‎عنهم‎ ‎‎ومثلهم‎ ‎من المرفوضين‎ ‎كنماذج‎ ‎وكان‎ ‎اسمي‎ ‎الثاني‎ ‎ضمن‎ ‎الموافق عليهم‎ ‎ولكن‎ ‎مع‎ ‎إبعاد‎ ‎ومنذ‎ ‎ذلك‎ ‎الوقت‎ ‎كنت‎ ‎‎على معرفة‎ ‎أن‎ ‎اسمي‎ ‎وارد". 

سرقوا‎ ‎فرحة‎ ‎الانجاز
المحرر‎ ‎شقير‎ ‎الذي‎ ‎تولى‎ ‎مناصب‎ ‎قيادية‎ ‎في سجنه‎ ‎وشارك‎ ‎‎في‎ ‎كل‎ ‎معارك‎ ‎الأسرى‎ ‎ويعتبر‎ ‎من‎ ‎قادة حركة‎ ‎فتح‎ ‎قال: "عندما‎ ‎تأكد‎ ‎وجود‎ ‎اسمي‎ ‎كان‎ ‎شعوري لا‎ ‎يوصف،‎ ‎‎فرحة‎ ‎كبيرة‎ ‎ولكن‎ ‎خوفا‎ ‎من‎ ‎المفاجآت‎ ‎التي اعتدنا‎ ‎عليها‎ ‎من‎ ‎العدو‎ ‎وأحداث‎ ‎الصفقة‎ ‎خلال السنوات‎ ‎الماضية‎ ‎‎انتظرنا‎ ‎نشر‎ ‎الأسماء‎ ‎الرسمية‎ ‎من حكومة الكيان،‎ ‎وتابعنا‎ ‎عبر‎ ‎المحطات‎ ‎وعندما‎ ‎تكرر‎ ‎ذكر اسمي‎ ‎وتبين‎ ‎انه‎ ‎إفراج‎ ‎‎دون‎ ‎إبعاد‎ ‎عانقت‎ ‎النائب جمال‎ ‎وإخوتي‎ ‎الأسرى‎ ‎وبدأت‎ ‎ابكي،‎ ‎وتذكرت‎ ‎اليوم الذي‎ ‎كنت‎ ‎انتظره‎ ‎منذ‎ ‎فترة‎ ‎طويلة‎ ‎‎وكان‎ ‎شوقي‎ ‎أن اسمع‎ ‎نبا‎ ‎توقيع‎ ‎الصفقة". ‎وأضاف: "وبدأنا‎ ‎ننتظر لحظة‎ ‎الانعتاق‎ ‎وشعرنا‎ ‎بالسعادة‎ ‎ولكنها‎ ‎لم‎ ‎‎تكتمل، وتحولت‎ ‎لحزن‎ ‎كبير‎ ‎عندما‎ ‎وجدت‎ ‎أن‎ ‎كثير‎ ‎من‎ ‎أسماء إخوتي‎ ‎ممن‎ ‎امضوا‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎‏27‏‎ ‎وما‎ ‎فوق‎ ‎لم‎ ‎‎تشملهم الصفقة،‎ ‎حزنت‎ ‎كثيرا‎ ‎فقد‎ ‎كنت‎ ‎أتأمل‎ ‎أن‎ ‎يرافقنا كريم‎ ‎وماهر‎ ‎يونس‎ ‎وعيسى‎ ‎عبد‎ ‎ربة‎ ‎واحمد‎ ‎فريد وأبناء‎ ‎‎مجموعتي‎ ‎العفو‎ ‎شقير‎ ‎واحمد‎ ‎أبو‎ ‎جابر‎ ‎من كفر قاسم،‎ ‎كما‎ ‎أن‎ ‎هناك‎ ‎مجموعات‎ ‎كاملة‎ ‎لم‎ ‎يحظ احد‎ ‎منهم‎ ‎بهذا‎ ‎الكرم‎ ‎‎الرباني‎ ‎كمجموعة‎ ‎صوريف المكونة‎ ‎من‎ ‎‏3‏‎ ‎مناضلين‎ ‎زياد‎ ‎غنيمات‎ ‎ومصطفى غنيمات‎ ‎ومحمد‎ ‎الطوس،‎ ‎‎والمناضلين‎ ‎هزاع‎ ‎السعدي وعثمان‎ ‎أبو‎ ‎حسن‎ ‎وخالد‎ ‎الأزرق‎ ‎وهناك‎ ‎غيرهم وبسبب‎ ‎عدم‎ ‎شمولهم‎ ‎بالصفقة‎ ‎تم‎ ‎‎سرقة‎ ‎الانجاز والفرحة‎ ‎التي‎ ‎كنا‎ ‎بانتظارها‎ ‎تألمنا‎ ‎كثيرا‎ ‎لهذه المفاجأة‎ ‎الصاعقة‎ ‎التي‎ ‎نزلت‎ ‎علينا". 

قهر‎ ‎الرجال ‏
صبيحة‎ ‎يوم‎ ‎الأحد،‎ ‎ابلغ‎ ‎مدير‎ ‎سجن‎ ‎مجدو الأسرى‎ ‎المدرجة‎ ‎أسماؤهم‎ ‎بالاستعداد‎ ‎لمغادرة‎ ‎السجن، وقال‎ ‎المحرر‎ ‎‎شقير: "ودعنا‎ ‎الأسرى‎ ‎بالدموع‎ ‎والألم لبقائهم‎ ‎بالأسر‎ ‎وغادرنا‎ ‎لسجن‎ ‎النقب‎ ‎وفي‎ ‎الطريق كانت‎ ‎مشاعرنا‎ ‎كانسان‎ ‎‎سمع‎ ‎شيئا‎ ‎مفرحا‎ ‎وشيئا‎ ‎آخر سرق‎ ‎منه‎ ‎الفرح،‎ ‎مر‎ ‎في‎ ‎ذاكرتي‎ ‎ومخيلتي‎ ‎شريط طويل‎ ‎منذ‎ ‎اسري‎ ‎من‎ ‎‏26‏‎ ‎عاما،‎ ‎‎وكم‎ ‎كانت‎ ‎المسافة طويلة‎ ‎حتى‎ ‎نلنا‎ ‎الحرية،‎ ‎فعلى‎ ‎مدار‎ ‎سني‎ ‎الاعتقال الطويلة‎ ‎كنا‎ ‎نحلم‎ ‎حلما‎ ‎أن‎ ‎نرى‎ ‎النور‎ ‎‎ونشاهد‎ ‎الأهل والأحبة‎ ‎وبلدنا‎ ‎وان‎ ‎نسير‎ ‎دون‎ ‎حواجز‎ ‎ولا‎ ‎نجد‎ ‎حائطا يمنعنا‎ ‎وان‎ ‎نفتح‎ ‎الأبواب‎ ‎بأنفسنا‎ ‎ولا‎ ‎نجبر‎ ‎‎على‎ ‎فتح الباب‎ ‎وإغلاقه‎ ‎لأنه‎ ‎كان‎ ‎يفتح‎ ‎ويغلق‎ ‎رغما‎ ‎عنا". وأضاف: "كان‎ ‎حلما‎ ‎أن‎ ‎نلتقي‎ ‎بأهلنا‎ ‎وأمهاتنا وأبنائنا‎ ‎‎ونتمنى‎ ‎أن‎ ‎نخرج‎ ‎من‎ ‎هذا‎ ‎الظلم‎ ‎والقهر‎ ‎قهر الرجال،‎ ‎لان‎ ‎سجن‎ ‎مكان‎ ‎لقهر‎ ‎الرجال‎ ‎والمناضلين، ولكن‎ ‎لم‎ ‎ولن‎ ‎‎نندم‎ ‎على‎ ‎أية‎ ‎لحظة‎ ‎من‎ ‎تاريخنا ونضالنا،‎ ‎لأنني‎ ‎مؤمن‎ ‎بعدالة‎ ‎قضيتي‎ ‎وحق‎ ‎شعبي وان‎ ‎فلسطين‎ ‎ارض‎ ‎إسلامية‎ ‎‎وليست‎ ‎لغيرنا‎ ‎ومن حقنا‎ ‎أن‎ ‎نعود‎ ‎إليها". 

لم‎ ‎نفقد‎ ‎الأمل
المحرر‎ ‎شقير،‎ ‎الذي‎ ‎تنقل‎ ‎بين‎ ‎كافة‎ ‎السجون‎ ‎ونال المرض‎ ‎‎منه‎ ‎واثر‎ ‎على‎ ‎صحته‎ ‎وعاش‎ ‎نكسات‎ ‎الشطب ورفض‎ ‎الإفراج،‎ ‎يؤكد‎ ‎انه‎ ‎لم‎ ‎يفقد‎ ‎يوما‎ ‎الأمل بالحرية،‎ ‎وقال: "كانت‎ ‎صحيفة‎ ‎القدس‎ ‎تمنحنا دوما‎ ‎المساحة‎ ‎التي‎ ‎نعبر‎ ‎من‎ ‎خلالها‎ ‎عن‎ ‎رسالتنا وقضيتنا‎ ‎ونضالاتنا‎ ‎ومعاناتنا‎ ‎‎وأملنا‎ ‎خلال‎ ‎رحلتنا خلف‎ ‎القضبان." ‎وأضاف: "اليوم‎ ‎يتحقق‎ ‎الأمل‎ ‎الذي لم‎ ‎نتخل‎ ‎عنه‎ ‎لأنني‎ ‎إنسان‎ ‎مؤمن‎ ‎بالله‎ ‎‎وقضيتي، كنت‎ ‎متفائلا‎ ‎أن‎ ‎موعد‎ ‎الحرية‎ ‎سيأتي‎ ‎ولدي‎ ‎قناعة أن‎ ‎الله‎ ‎لن‎ ‎ينسانا‎ ‎وهذا‎ ‎إيمان‎ ‎قاطع‎ ‎ويقين‎ ‎انه‎ ‎سيأتي ‏وات‎ ‎ونحن‎ ‎حاليا‎ ‎بين‎ ‎أهلنا‎ ‎وامتلكنا‎ ‎حريتنا،‎ ‎رغم توالي‎ ‎الصفقات‎ ‎والافراجات‎ ‎التي‎ ‎شطبت‎ ‎أسماؤنا منها‎ ‎منذ‎ ‎‎أوسلو‎ ‎ومبادرات‎ ‎الإفراج‎ ‎وصفقة‎ ‎حزب الله،‎ ‎لأننا‎ ‎كنا‎ ‎على‎ ‎قناعة‎ ‎انها‎ ‎لن‎ ‎تخرج‎ ‎احد‎ ‎من المتهمين‎ ‎بعمليات‎ ‎‎فدائية‎ ‎أدت‎ ‎لقتل،‎ ‎ولكننا‎ ‎كنا نتصرف‎ ‎بشكل‏‏‎ ‎طبيعي‎ ‎وكنا‎ ‎نشاهد‎ ‎الفرحة‎ ‎على وجوه‎ ‎رفاقنا‎ ‎الذين‎ ‎يشملهم‎ ‎‎الفرح‎ ‎والحرية‎ ‎فتفرح لهم‎ ‎ونتأمل‎ ‎وننتظر‎ ‎دورنا". 

الخوف‎ ‎بين‎ ‎الحلم‎ ‎الأمل
وبين‎ ‎مجدو‎ ‎والنقب،‎ ‎كان‎ ‎يستشعر‎ ‎‎شقير‎ ‎كباقي الأسرى‎ ‎بقرب‎ ‎انبلاج‎ ‎فجر‎ ‎الحرية،‎ ‎وقال: "رغم المنغصات‎ ‎الكثيرة‎ ‎تزايد‎ ‎الأمل‎ ‎وكبر‎ ‎لدينا‎ ‎عندما ‏وصلنا‎ ‎النقب‎ ‎الساعة‎ ‎الثانية‎ ‎عشر ليلا‎ ‎ووزعونا على‎ ‎الأقسام‎ ‎وبدأت‎ ‎إجراءات‎ ‎الفرز‎ ‎والتحضير والفحوصات‎ ‎‎ومقابلة‎ ‎المخابرات‎ ‎وطرحوا‎ ‎علينا‎ ‎أسئلة تتعلق‎ ‎بالسيرة‎ ‎الذاتية،‎ ‎وبعد‎ ‎انتهاء‎ ‎أزمة‎ ‎التوقيع وضعونا‎ ‎في‎ ‎الحافلات‎ ‎‎التي‎ ‎انطلقت‎ ‎حوالي‎ ‎الساعة الثانية‎ ‎فجر‎ ‎الثلاثاء". وأضاف: "رغم‎ ‎اتضاح‎ ‎الصورة،‎ ‎لكن‎ ‎في‎ ‎الطريق لرام‎ ‎الله‎ ‎‎راودتنا‎ ‎كل‎ ‎المشاعر‎ ‎وسط‎ ‎الكثير‎ ‎من التساؤلات‎ ‎فهل‎ ‎نحن‎ ‎ذاهبون‎ ‎الى‎ ‎الحرية‎ ‎أو‎ ‎مكان آخر؟‎ ‎وعشنا‎ ‎‎خوفا‎ ‎وقلقا‎ ‎من‎ ‎التلاعب‎ ‎الصهيوني في‎ ‎اللحظات‎ ‎الأخيرة‎ ‎لأنهم‎ ‎يجيدون‎ ‎فن‎ ‎اللعب والمماطلة،‎ ‎وأحيانا‎ ‎راودنا‎ ‎‎شعور‎ ‎انه‎ ‎ربما‎ ‎يحيكون من‎ ‎وراء‎ ‎الكواليس‎ ‎لإعادتنا‎ ‎أو‎ ‎إعادة‎ ‎مناضل‎ ‎فينا كما‎ ‎حدث‎ ‎مع‎ ‎سميح‎ ‎القنطار،‎ ‎حتى‎ ‎‎وصلنا‎ ‎لسجن عوفر‎ ‎ولكن‎ ‎الحالة‎ ‎لم‎ ‎تتغير‎ ‎بعدما‎ ‎طال‎ ‎الانتظار ساعات‎ ‎طويلة‎ ‎حتى‎ ‎التاسعة‎ ‎صباحا‎ ‎فقد‎ ‎شعرنا ‏انها‎ ‎عبارة‎ ‎عن‎ ‎أشهر‎ ‎وكانت‎ ‎أصعب‎ ‎ساعات‎ ‎الانتظار الأقسى‎ ‎من‎ ‎السجن". 

قريبون‎ ‎من‎ ‎الحرية
نفس‎ ‎الأسرى‎ ‎‎الصعداء،‎ ‎وتحرروا‎ ‎من‎ ‎جحيم الخوف‎ ‎عندما‎ ‎شاهدوا‎ ‎أعضاء‎ ‎وممثلي‎ ‎الوفد‎ ‎المصري والصليب‎ ‎الأحمر‎ ‎يتابعون‎ ‎‎العملية،‎ ‎وقال‎ ‎شقير: "لم تغادرنا‎ ‎مشاعر‎ ‎الخوف‎ ‎إلا‎ ‎عندما‎ ‎نقلونا‎ ‎لحافلات الصليب‎ ‎وانتظرنا‎ ‎ساعة‎ ‎الصفر‎ ‎بعد‎ ‎‎فك‎ ‎قيودنا ووزعوا‎ ‎علينا‎ ‎الأمانات‎ ‎وعندما‎ ‎لمسنا‎ ‎تلك‎ ‎الأشياء شعرنا‎ ‎أننا‎ ‎أصبحنا‎ ‎قريبين‎ ‎من‎ ‎الحرية‎ ‎التي‎ ‎بدأت ‏تتجسد‎ ‎مع‎ ‎عبور‎ ‎الحافلات‎ ‎من‎ ‎السجن‎ ‎فاقتنعنا‎ ‎وكان يقينا‎ ‎أننا‎ ‎أحرار". وأضاف: "الى‎ ‎جانبي‎ ‎كان‎ ‎يجلس‎ ‎في‎ ‎‎الباص‎ ‎رفيق دربي‎ ‎وابن‎ ‎بلدي‎ ‎القائد‎ ‎عثمان‎ ‎مصلح،‎ ‎وعندما‎ ‎بدأنا ندخل‎ ‎حدود‎ ‎رام‎ ‎الله،‎ ‎قلت‎ ‎له‎ ‎هل‎ ‎أعصابك‎ ‎قوية‎‎‎ØŸ فقال‎ ‎نعم،‎ ‎فسألته‎ ‎هل‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎تسيطر‎ ‎على‎ ‎نفسك ولا‎ ‎تبكي‎‎ØŸØŒ‎ ‎وفي‎ ‎حالة‎ ‎عاطفية‎ ‎قال‎ ‎لي‎ ‎أعصابي‎ ‎قوية ولن‎ ‎‎ابكي،‎ ‎ولكن‎ ‎وفي‎ ‎الطريق‎ ‎كانت‎ ‎المفاجأة‎ ‎السارة‎ ‎لنا انه‎ ‎أينما‎ ‎كنا‎ ‎ننظر‎ ‎للمنازل‎ ‎والطرقات‎ ‎نشاهد‎ ‎أبناء شعبنا‎ ‎نساء‎ ‎‎وأطفالا‎ ‎وشيوخا‎ ‎يرفعون‎ ‎أيديهم‎ ‎لنا فرحين،‎ ‎ونظرت‎ ‎الى‎ ‎أبو‎ ‎الناجي‎ ‎فشاهدته‎ ‎يبكي، وهنا‎ ‎سألته‎ ‎ما‎ ‎بك؟‎ ‎فقال‎ ‎‎كلامك‎ ‎صحيح‎ ‎ولكن‎ ‎هذا قليل‎ ‎مما‎ ‎سنشاهده،‎ ‎وفعلا‎ ‎ما‎ ‎شاهدناه‎ ‎من‎ ‎شعبنا باستقبالنا‎ ‎مفخرة‎ ‎ونعتز‎ ‎به‎ ‎ونقدر‎ ‎ذلك‎ ‎‎لشعبنا المناضل‎ ‎المكافح‎ ‎العظيم‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎الأوقات". 

معجزة‎ ‎رب‎ ‎العالمين
لم‎ ‎يتوقف‎ ‎المحرر‎ ‎شقير‎ ‎عن‎ ‎البكاء‎ ‎من‎ ‎‎شدة الفرح‎ ‎والحزن‎ ‎على‎ ‎من‎ ‎تبقى‎ ‎في‎ ‎الأسر،‎ ‎وقال: "لحظة دخولنا‎ ‎للمقاطعة‎ ‎كانت‎ ‎كالأحلام‎ ‎لم‎ ‎نصدق،‎ ‎ولكن ‏الحقيقة‎ ‎انها‎ ‎معجزة‎ ‎رب‎ ‎العالمين‎ ‎وان‎ ‎أردنا‎ ‎أن‎ ‎نشكر احد‎ ‎فأولا‎ ‎الحمد‎ ‎لله‎ ‎وثانيا‎ ‎الشكر‎ ‎لله‎ ‎وثالثا‎ ‎الحمد والفضل‎ ‎لله،‎ ‎وبعد‎ ‎ذلك‎ ‎نشكر‎ ‎من‎ ‎كان‎ ‎السبب‎ ‎وبذل الجهود‎ ‎في‎ ‎إطلاق‎ ‎سراحنا‎ ‎الشهداء‎ ‎الخالدين‎ ‎أبدا‎ ‎ثم الإخوة‎ ‎‎المفاوضين‎ ‎من‎ ‎حركة‎ ‎حماس". وأضاف: "عندما‎ ‎دخلنا‎ ‎للمقاطعة‎ ‎كانت مفاجأة‎ ‎عظيمة‎ ‎عندما‎ ‎شاهدنا‎ ‎الجماهير‎ ‎‎تنتظر بشوق‎ ‎لرؤيتنا‎ ‎وحتى‎ ‎الان‎ ‎لم‎ ‎نصدق‎ ‎أننا‎ ‎في‎ ‎حرية وخارج‎ ‎أسوار‎ ‎السجن،‎ ‎وفرحتنا‎ ‎كانت‎ ‎عظيمة‎ ‎عندما ‏استقبلنا‎ ‎الرئيس‎ ‎محمود‎ ‎عباس‎ ‎والقيادة‎ ‎وممثلي السلطة‎ ‎وأبناء‎ ‎شعبنا‎ ‎ورحبوا‎ ‎بنا". وقال: "بعد الاستقبال‎ ‎الرسمي،‎ ‎‎تقدم‎ ‎مني‎ ‎احد‎ ‎الإخوة‎ ‎من الأجهزة‎ ‎الأمنية‎ ‎وامسك‎ ‎بيدي‎ ‎وق