المحرر المبعد علام الكعبي: لن نتخلى عن حقنا المشروع في العودة لمنازلنا

"نقبل‎ ‎قدم‎ ‎كل أم‎ ‎فقدت‎ ‎ابن‎ ‎وكل‎ ‎زوجة‎ ‎فقدت‎ ‎زوج،‎ ‎وكل‎ ‎ابن‎ ‎فقد والده‎ ‎ØŒ‎ ‎ونتعهد‎ ‎‎بان‎ ‎نبقى‎ ‎على‎ ‎عهد‎ ‎ودرب‎ ‎الشهداء حتى‎ ‎تحقيق‎ ‎الوصية‎ ‎والحلم‎ ‎الفلسطيني‎ ‎الذي‎ ‎لا تنازل‎ ‎عنه"... ‎ بهذه‎ ‎الكلمات‎ ‎‎استهل‎ ‎المحرر‎ ‎المبعد الى‎ ‎غزة‎ ‎علام‎ ‎الكعبي) ‎‏38‏‎ ‎عاما(‎ØŒ‎ ‎القائد‎ ‎في‎ ‎كتائب الشهيد‎ ‎أبو‎ ‎علي‎ ‎مصطفى‎ ‎من‎ ‎مخيم‎ ‎‎بلاطة‎ ‎قضاء نابلس‎ ‎حديثه‎ ‎ ‎ ‎عقب‎ ‎وصوله‎ ‎الى‎ ‎غزة، مؤكدا" ‎تمسكه‎ ‎وكل‎ ‎رفاقه‎ ‎المبعدين‎ ‎بحقهم‎ ‎‎المشروع في‎ ‎العودة‎ ‎الى‎ ‎ديارهم‎ ‎ومنازلهم‎ ‎والذي‎ ‎سيتحقق كما‎ ‎تحقق‎ ‎الانتصار‎ ‎المشرف‎ ‎في‎ ‎صفقة‎ ‎التبادل التي‎ ‎‎كسرت‎ ‎المعايير‎ ‎والتنصيفات‎ ‎والاشتراطات الصهيونية‎ ‎مما‎ ‎يؤكد‎ ‎أن‎ ‎الفلسطيني‎ ‎قادر‎ ‎على هزيمة‎ ‎الاحتلال‎ ‎‎ومخططاته‎ ‎ومشاريعه". 

التمسك‎ ‎بالعودة
الكعبي‎ ‎الذي‎ ‎اعتبره‎ ‎الاحتلال‎ ‎خطرا‎ ‎أمنيا‎ ‎على دولته‎ ‎قبل‎ ‎الاعتقال‎ ‎وبعده‎ ‎‎فعاقبه‎ ‎بالإبعاد‎ ‎الى‎ ‎غزة كشرط‎ ‎للإفراج‎ ‎عنه،‎ ‎قال: "حريتنا‎ ‎عزيزة‎ ‎وغالية، ونحن‎ ‎مازلنا‎ ‎نتمسك‎ ‎بأرضنا‎ ‎وشعبنا‎ ‎‎وحريتنا ومسيرة‎ ‎النضال‎ ‎لن‎ ‎تتوقف‎ ‎لأننا‎ ‎أمام‎ ‎معركة‎ ‎طويلة، وواهم‎ ‎الاحتلال‎ ‎إذا‎ ‎اعتقد‎ ‎أننا‎ ‎ندمنا‎ ‎يوما‎ ‎على‎ ‎ما ‏قدمناه‎ ‎في‎ ‎سبيل‎ ‎شعبنا‎ ‎وقضيتنا،‎ ‎ورغم‎ ‎إبعادنا‎ ‎فان غزة‎ ‎جزء‎ ‎عزيز‎ ‎جدا‎ ‎من‎ ‎الوطن،‎ ‎وعلى‎ ‎أرضها‎ ‎سالت دماء‎ ‎‎كثيرة‎ ‎على‎ ‎خلفية‎ ‎أسر‎ ‎الجندي‎ ‎شاليط،‎ ‎وفي سبيل‎ ‎تحريرنا،‎ ‎وهذا‎ ‎دين‎ ‎في‎ ‎أعناقنا‎ ‎إزاء‎ ‎غزة‎ ‎وأهلها الذين‎ ‎سنواصل‎ ‎‎المشوار‎ ‎معهم‎ ‎ومعنا‎ ‎كل‎ ‎شعبنا‎ ‎حتى الخلاص‎ ‎من‎ ‎آخر‎ ‎احتلال‎ ‎في‎ ‎العالم.‎
الكعبي‎ ‎ورغم‎ ‎رفضه‎ ‎لمبدأ‎ ‎الإبعاد‎ ‎لكنه‎ ‎‎اعتبره ‏"‎خيارا‎ ‎أفضل‎ ‎من‎ ‎البقاء‎ ‎في‎ ‎السجن،‎ ‎خصوصاً‎ ‎بعد ما‎ ‎لقيه‎ ‎من‎ ‎ترحاب‎ ‎وكرم‎ ‎وأصالة‎ ‎الشعب‎ ‎الفلسطيني ‏في‎ ‎غزة"‎ØŒ‎ ‎معربا‎ ‎عن‎ ‎أمنياته‎ ‎بأن‎ ‎يستطيع‎ ‎خدمة أهل‎ ‎غزة‎ ‎الذين‎ ‎قدموا‎ ‎الشهداء‎ ‎والجرحى‎ ‎في‎ ‎سبيل تحريره‎ ‎‎وإخوانه‎ ‎ورفاقه‎ ‎الأسرى". 

فرحة‎ ‎وحزن
وفي‎ ‎أجواء‎ ‎الاحتفاء‎ ‎في‎ ‎غزة‎ ‎ووسط‎ ‎الشوق والحنين‎ ‎للأهل‎ ‎الذي‎ ‎‎تعرضوا‎ ‎للعقاب‎ ‎والانتقام‎ ‎خلال فترتي‎ ‎ملاحقته‎ ‎واعتقاله،‎ ‎قال‎ ‎الكعبي: "تلاعبت الإدارة‎ ‎بأعصابنا‎ ‎خلال‎ ‎اللحظات‎ ‎‎الأخيرة‎ ‎بعد‎ ‎توقيع الصفقة‎ ‎وعندما‎ ‎بلغت‎ ‎رسميا‎ ‎بإدراج‎ ‎اسمي‎ ‎امتزجت المشاعر‎ ‎والأحاسيس‎ ‎بين‎ ‎الفرح‎ ‎والحزن‎ ‎‎لان‎ ‎الصفقة لم‎ ‎تشمل‎ ‎كل‎ ‎المعتقلين‎ ‎وخاصة‎ ‎القدامى‎ ‎وللحظة واحدة‎ ‎لا‎ ‎تفارقني‎ ‎صور‎ ‎من‎ ‎تبقوا‎ ‎خلف‎ ‎القضبان ‏والذين‎ ‎لن‎ ‎ننساهم‎ ‎ونتعهد‎ ‎بأنه‎ ‎لن‎ ‎يكون‎ ‎هناك فرح‎ ‎ما‎ ‎دام‎ ‎أسير‎ ‎في‎ ‎سجون‎ ‎الظلم". 

منغصات‎ ‎الإدارة
الكعبي‎ ‎‎المحكوم‎ ‎بالسجن‎ ‎المؤبد‎ ‎‏9‏‎ ‎مرات‎ ‎إضافة Ù„‎ ‎‏15‏‎ ‎عاما،‎ ‎أوضح‎ ‎أن‎ ‎إدارة‎ ‎السجون‎ ‎أخضعت‎ ‎كافة الأسرى‎ ‎‎المحررين‎ ‎لإجراءات‎ ‎صعبة‎ ‎خلال‎ ‎رحلة الإفراج‎ ‎عنهم،‎ ‎وقال: "جمعتنا‎ ‎في‎ ‎سجن‎ ‎ايشل في‎ ‎بئر‎ ‎السبع‎ ‎‎من‎ ‎دون‎ ‎السماح‎ ‎لنا‎ ‎بأخذ‎ ‎أي‎ ‎شي من‎ ‎متعلقاتنا‎ ‎الشخصية،‎ ‎واحتجزنا‎ ‎ست‎ ‎ساعات وسط‎ ‎ظروف‎ ‎غير‎ ‎إنسانية،‎ ‎ثم‎ ‎‎نقلونا‎ ‎في‎ ‎حافلة‎ ‎الى سجن‎ ‎النقب‎ ‎في‎ ‎رحلة‎ ‎البوسطة‎ ‎والعذاب‎ ‎وأمضينا هناك‎ ‎يومين‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎نوم‎ ‎أو‎ ‎راحة،‎ ‎‎وجرى‎ ‎إخضاعنا لإجراءات‎ ‎إدارية‎ ‎مطولة‎ ‎ولتحقيق‎ ‎شخصي‎ ‎مع‎ ‎كل أسير‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎الاستخبارات‎ ‎العسكرية‎ ‎‎الصهيونية حول‎ ‎كل‎ ‎شيء‎ ‎يتعلق‎ ‎بنا". وذكر‎ ‎أن‎ ‎ضباط‎ ‎مخابرات‎ ‎متخصصين‎ ‎قابلوا الأسرى‎ ‎وهددوا‎ ‎بعض‎ ‎‎المحررين‎ ‎من‎ ‎غزة‎ ‎بهدم منازلهم‎ ‎إذا‎ ‎استأنفوا‎ ‎مقاومتهم‎ ‎ونشاطهم‎ ‎بعد‎ ‎الإفراج وأطلعوهم‎ ‎على‎ ‎صور‎ ‎عبر‎ ‎‎الكمبيوتر‎ ‎تظهر‎ ‎منازلهم في‎ ‎القطاع،‎ ‎وهددوهم‎ ‎بنسفها.‎‏ 

وثيقة‎ ‎نبذ‎ ‎الإرهاب
ورغم‎ ‎مرور‎ ‎الوقت‎ ‎وبدء‎ ‎العد‎ ‎‎التنازلي‎ ‎استمرت الإدارة‎ ‎في‎ ‎التنغيص‎ ‎على‎ ‎الأسرى‎ ‎وتهديدهم،‎ ‎وقال المحرر‎ ‎الكعبي: "حاولت‎ ‎الإدارة‎ ‎وممثلو‎ ‎‎المخابرات إرغامنا‎ ‎على‎ ‎التوقيع‎ ‎على‎ ‎وثيقة‎ ‎نبذ‎ ‎ما‎ ‎يسمى بـ"‎الإرهاب"‎والتي‎ ‎تضمنت‎ ‎شروطا‎ ‎تعجيزية‎ ‎مثل منع‎ ‎‎التنقل،‎ ‎والخروج‎ ‎من‎ ‎المدينة،‎ ‎والعودة‎ ‎للسجن وقضاء‎ ‎مدة‎ ‎المحكومة‎ ‎كاملة‎ ‎في‎ ‎حال‎ ‎تم‎ ‎القاء القبض‎ ‎على‎ ‎‎الأسير‎ ‎وحكمه‎ ‎بأكثر‎ ‎من‎ ‎ثلاثة‎ ‎شهور، وكان‎ ‎قرارنا‎ ‎موحدا‎ ‎في‎ ‎رفض‎ ‎الوثيقة‎ ‎حتى‎ ‎لو‎ ‎عدنا للسجن‎ ‎وبالتالي‎ ‎‎خضعت‎ ‎الإدارة‎ ‎لقرارنا‎ ‎رغم‎ ‎نجاحها في‎ ‎خداع‎ ‎بعض‎ ‎الأسرى‎ ‎الذين‎ ‎وقعوا‎ ‎وهذه‎ ‎قضية يجب‎ ‎متابعتها‎ ‎من‎ ‎‎الراعي‎ ‎للصفقة".
في‎ ‎غزة،‎ ‎التقى‎ ‎الكعبي‎ ‎عددا‎ ‎كبيرا‎ ‎من‎ ‎رفاق‎ ‎دربه وأصدقائه‎ ‎إضافة‎ ‎لمناضلين‎ ‎كان‎ ‎يتمنى‎ ‎‎لقاءهم،‎ ‎وبين الاستعداد‎ ‎لترتيب‎ ‎أوضاعهم‎ ‎المعيشية‎ ‎والاتصالات التي‎ ‎لم‎ ‎تتوقف‎ ‎لترتيب‎ ‎الأمور‎ ‎التي‎ ‎تتعلق‎ ‎‎بشروط الصفقة‎ ‎حول‎ ‎الإبعاد‎ ‎وفتراته‎ ‎كان‎ ‎يمر‎ ‎في‎ ‎ذاكرته شريط‎ ‎مسلسل‎ ‎أيام‎ ‎لم‎ ‎ينسها‎ ‎خاصة‎ ‎اعتقالاته المتتالية‎ ‎‎بسبب‎ ‎نشاطه‎ ‎في‎ ‎الجبهة‎ ‎الشعبية، وقال:" ‎كان‎ ‎اعتقالي‎ ‎الأول‎ ‎في‎ ‎الانتفاضة‎ ‎الأولى‎ ‎في ‏1990/4/22‏‎ ‎لمدة‎ ‎‎أربع‎ ‎سنوات‎ ‎ونصف،‎ ‎والثاني‎ ‎في ‏1998/12/27‏‎ ‎لمدة‎ ‎‏9‏‎ ‎شهور،‎ ‎والمرة‎ ‎الثالثة‎ ‎والأخيرة في‎ ‎‏28‏ / ‎‏4‏/ ‎‎‏2003‏‎ ‎وفي‎ ‎أعقابه‎ ‎حكمت‎ ‎بالسجن المؤبد،‎ ‎ورغم‎ ‎ذلك‎ ‎لم‎ ‎افقد‎ ‎يوما‎ ‎الأمل‎ ‎في‎ ‎الحرية وكسر‎ ‎القيود". 

انتفاضة‎ ‎‎الأقصى
مع‎ ‎اندلاع‎ ‎شرارة‎ ‎انتفاضة‎ ‎الأقصى،‎ ‎أدرجت سلطات‎ ‎الاحتلال‎ ‎اسمه‎ ‎ضمن‎ ‎قائمة‎ ‎المطلوبين ‏لانتمائه‎ ‎للجناح‎ ‎المسلح‎ ‎للجبهة‎ ‎الشعبية،‎ ‎وقال علام: "المقاومة‎ ‎حق‎ ‎مشروع‎ ‎في‎ ‎مواجهة‎ ‎محتل‎ ‎ارتكب كل‎ ‎‎المجازر‎ ‎بحق‎ ‎شعبنا‎ ‎لذلك‎ ‎تعرضت‎ ‎للاستهداف ومحاولات‎ ‎الاغتيال‎ ‎حتى‎ ‎نصب‎ ‎لي‎ ‎كمين‎ ‎‏‏‎‎ولم‎ ‎تتمكن ‏قوات‎ ‎الاحتلال‎ ‎من‎ ‎اعتقالي‎ ‎إلا‎ ‎بعد‎ ‎إصابتي‎ ‎بخمس رصاصات‎ ‎في‎ ‎قدمي‎ ‎اليمني‎ ‎خلال‎ ‎اشتباك‎ ‎مسلح بيني‎ ‎وبين‎ ‎‎قوات‎ ‎الاحتلال،‎ ‎ورغم‎ ‎ذلك‎ ‎بقيت‎ ‎مطاردا حتى‎ ‎بعد‎ ‎اعتقالي‎ ‎بإجراءات‎ ‎صارمة‎ ‎بين‎ ‎العزل والنفي‎ ‎والحرمان‎ ‎من‎ ‎‎كافة‎ ‎حقوقي". لم‎ ‎تراع‎ ‎قوات‎ ‎الاحتلال‎ ‎إصابته،‎ ‎وفورا‎ ‎اقتادية لأقبية‎ ‎التحقيق،‎ ‎وقال: "لأكثر‎ ‎من‎ ‎شهرين‎ ‎خضعت ‏لكل‎ ‎أساليب‎ ‎التحقيق‎ ‎لتفكيك‎ ‎ما‎ ‎تسميه‎ ‎المخابرات القنبلة‎ ‎الموقوتة"‎ والتي‎ ‎تطلق‎ ‎على‎ ‎من‎ ‎يعتقد الاحتلال‎ ‎أن‎ ‎‎بحوزته‎ ‎معلومات‎ ‎كفيلة‎ ‎بمنع‎ ‎عمليات مقاومة‎ ‎مستقبلية‎ ‎بإشراف‎ ‎محققين‎ ‎بقرار‎ ‎من محكمة‎ ‎العدل‎ ‎العليا،‎ ‎بحيث‎ ‎لا‎ ‎‎يتحملون‎ ‎مسؤولية عن‎ ‎استشهاد‎ ‎أو‎ ‎تردي‎ ‎الحالة‎ ‎الصحية‎ ‎للأسير‎ ‎الذي يخضع‎ ‎لهذا‎ ‎التحقيق". 

ذكريات‎ ‎العزل
فترات‎ ‎عزل‎ ‎قاسية‎ ‎تعرض‎ ‎لها‎ ‎علام‎ ‎عقب اعتقاله‎ ‎أثرت‎ ‎عليه‎ ‎كثيرا،‎ ‎وقال: "بعد‎ ‎نقلي‎ ‎من عزل‎ ‎نفحة‎ ‎لهداريم‎ ‎‎عام‎ ‎‏2008‏‎ ‎حاولت‎ ‎إدارة‎ ‎السجون فرض‎ ‎الزي‎ ‎البرتقالي‎ ‎على‎ ‎الحركة‎ ‎الأسيرة،‎ ‎فاختاروا مجموعة‎ ‎قليلة‎ ‎جدا‎ ‎من‎ ‎‎الأسرى‎ ‎لتمرير‎ ‎القرار عبرهم،‎ ‎فاختاروني‎ ‎أنا‎ ‎والأسير‎ ‎أحمد‎ ‎العزي‎ ‎ابن مخيم‎ ‎الدهيشة‎ ‎المحكوم‎ ‎بالسجن‎ ‎المؤبد‎ ‎‎‏27‏‎ ‎مرة‎‎ØŒ ومارسوا‎ ‎بحقنا‎ ‎أبشع‎ ‎الأساليب‎ ‎لإرغامنا‎ ‎على‎ ‎ارتدائه، ورفضنا‎ ‎فتم‎ ‎نقلنا‎ ‎الى‎ ‎عزل‎ ‎كفار‎ ‎يونا".
علام‎ ‎‎الذي‎ ‎اضرب‎ ‎مع‎ ‎رفاقه‎ ‎في‎ ‎الجبهة‎ ‎الشعبية حتى‎ ‎اليوم‎ ‎الأخير‎ ‎من‎ ‎الإضراب،‎ ‎ويعتبر‎ ‎من‎ ‎أعضاء لجنة‎ ‎الإضراب‎ ‎كشف‎ ‎عن‎ ‎أسباب‎ ‎شروع‎ ‎أسرى الشعبية‎ ‎في‎ ‎إضراب‎ ‎مفتوح‎ ‎عن‎ ‎الطعام‎ ‎في‎ ‎السجون وقال: "مع‎ ‎‎بداية‎ ‎الانتفاضة‎ ‎تحولت‎ ‎السجون‎ ‎لمسلخ حقيقي،‎ ‎بعد‎ ‎الهجمة‎ ‎المسعورة‎ ‎على‎ ‎مكتسبات الحركة‎ ‎الأسيرة،‎ ‎‎حيث‎ ‎جردت‎ ‎إدارة‎ ‎السجون الأسرى‎ ‎من‎ ‎حوالي‎ ‎‏47‏‎ ‎انجازا،‎ ‎إضافة‎ ‎الى‎ ‎فرض مجموعة‎ ‎كبيرة‎ ‎من‎ ‎‎الإجراءات‎ ‎التي‎ ‎تجرد‎ ‎الأسرى‎ ‎من إنسانيتهم‎ ‎وكرامتهم‎ ‎حتى‎ ‎وصلت‎ ‎لسحب‎ ‎ملابسنا‎ ‎أو الصور‎ ‎العائلية‎ ‎التي‎ ‎‎بحوزتنا". وأضاف: "هذه‎ ‎الممارسات،‎ ‎وعزل‎ ‎القيادات‎ ‎في زنازين‎ ‎انفرادية‎ ‎في‎ ‎ظروف‎ ‎صعبة‎ ‎جدا،‎ ‎دفعتنا ‏للترتيب‎ ‎للإضراب‎ ‎المفتوح‎ ‎عن‎ ‎الطعام،‎ ‎خاصة‎ ‎أننا أدركنا‎ ‎استهداف‎ ‎الاحتلال‎ ‎لقتل‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎للجبهة احمد‎ ‎‎سعدات‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎عزله‎ ‎والتضييق‎ ‎عليه‎ ‎بشتى السبل‎ ‎منذ‎ ‎اعتقاله،‎ ‎وهو‎ ‎أمر‎ ‎لم‎ ‎نقبله،‎ ‎ولم‎ ‎نكن‎ ‎على استعداد‎ ‎للبقاء‎ ‎‎صامتين‎ ‎على‎ ‎استمرار‎ ‎عزله،‎ ‎خاصة أن‎ ‎بعض‎ ‎القيادات‎ ‎في‎ ‎العزل‎ ‎منذ‎ ‎عشرات‎ ‎السنوات، لذا‎ ‎بدأنا‎ ‎بالتخطيط‎ ‎‎لخطوات‎ ‎احتجاجية،‎ ‎وصولا للإضراب‎ ‎المفتوح‎ ‎عن‎ ‎الطعام‎ ‎لإنهاء‎ ‎سياسة‏‏‎ ‎العزل"‎ØŒ مؤكدا‎ ‎أن‎ ‎الأسرى‎ ‎‎لا‎ ‎يلجؤون‎ ‎لهذا‎ ‎الخيار‎ ‎إلا‎ ‎بعد استنفاذ‎ ‎كل‎ ‎الخيارات‎ ‎الأخرى.‎‏ 

حقائق‎ ‎ومعطيات‎ ‎حول ‏الإضراب
الكعبي،‎ ‎العضو‎ ‎في‎ ‎لجنة‎ ‎الإضراب‎ ‎الأخير والعضو‎ ‎في‎ ‎لجنة‎ ‎التفاوض‎ ‎مع‎ ‎مصلحة‎ ‎السجون عن‎ ‎‎المضربين،‎ ‎قال‎ ‎إن‎ ‎اللجنة‎ ‎أجرت‎ ‎حوارات‎ ‎جدية مع‎ ‎كل‎ ‎التنظيمات‎ ‎وتم‎ ‎الاتفاق‎ ‎معهم‎ ‎وبناء‎ ‎على ظروف‎ ‎غير‎ ‎‎مستقرة‎ ‎لدى‎ ‎تنظيم‎ ‎فتح،‎ ‎وهو‎ ‎موقف انجر‎ ‎وراءه‎ ‎أسرى‎ ‎حركة"‎حماس"‎ على‎ ‎الرغم‎ ‎من‎ ‎أن سلطات‎ ‎السجون‎ ‎‎تعزل‎ ‎حوالي‎ ‎‏17‏‎ ‎قيادياً‎ ‎من‎ ‎الحركة في‎ ‎زنازين‎ ‎العزل‎ ‎منذ‎ ‎سنوات‎ ‎تمتد‎ ‎إلى‎ ‎عشرين عاماً،‎ ‎واثنين‎ ‎من‎ ‎الجبهة‎ ‎‎الشعبية‎ ‎هما‎ ‎الأمين‎ ‎العام للجبهة‎ ‎احمد‎ ‎سعدات،‎ ‎وعضو‎ ‎لجنتها‎ ‎المركزية عاهد‎ ‎أبو‎ ‎غلمة،‎ ‎وبناء‎ ‎على‎ ‎ذلك‎ ‎تم‎ ‎‎تأجيل‎ ‎الإضراب المخطط‎ ‎له‎ ‎آنذاك‎ ‎في‎ ‎ربيع‎ ‎العام‎ ‎الحالي،‎ ‎الى‎ ‎شهر أيلول،‎ ‎وبالفعل‎ ‎قبل‎ ‎هذا‎ ‎التاريخ،‎ ‎تواصلنا‎ ‎‎معهم مرة‎ ‎أخرى،‎ ‎وهنا‎ ‎طرحوا‎ ‎مبررات‎ ‎جديدة‎ ‎لم‎ ‎تكن مقنعة‎ ‎لنا‎ ‎فقررنا‎ ‎خوض‎ ‎الإضراب‎ ‎بشكل‎ ‎منفرد، على‎ ‎أن‎ ‎‎يبدأ‎ ‎في‎ ‎الإضراب‎ ‎‏200‏‎ ‎أسير،‎ ‎ثم‎ ‎ينضم لهم‎ ‎دفعات‎ ‎أخرى‎ ‎من‎ ‎الأسرى‎ ‎بشكل‎ ‎تدريجي‎ ‎كل أسبوع،‎ ‎وهو‎ ‎ما‎ ‎دفع‎ ‎‎الإدارة‎ ‎لعزل‎ ‎أسرى"‎الشعبية"‎‏ جميعاً‎ ‎في‎ ‎سجون‎ ‎محددة.‎‏ وأكد‎ ‎علام "‎أن‎ ‎إدارة‎ ‎السجون‎ ‎حاولت‎ ‎تفريق قيادة‎ ‎‎الإضراب‎ ‎عبر‎ ‎توزيعهم‎ ‎على‎ ‎زنازين‎ ‎العزل الانفرادي‎ ‎ليتمكنوا‎ ‎من‎ ‎الضغط‎ ‎عليهم‎ ‎منفردين لإنهاء‎ ‎إضرابهم،‎ ‎إلا‎ ‎‎أن‎ ‎صلابة‎ ‎موقفنا‎ ‎اضطر‎ ‎الإدارة للجلوس‎ ‎معنا‎ ‎في‎ ‎‏18‏‎ ‎تشرين‎ ‎الأول‎ ‎والاتفاق‎ ‎على مطالبنا‎ ‎في‎ ‎اتفاق‎ ‎مكتوب‎ ‎‎وقعه‎ ‎الطرفان،‎ ‎وقد‎ ‎كانت اللجنة‎ ‎مشكلة‎ ‎من‎ ‎ثلاثة‎ ‎رفاق‎ ‎هم‎ ‎وائل‎ ‎الجاغوب، وكميل‎ ‎أبو‎ ‎حنيش‎ ‎بدلاً‎ ‎مني،‎ ‎وحسن‎ ‎‎فطافطة‎ ‎بدلاً من‎ ‎أحمد‎ ‎أبو‎ ‎السعود‎ ‎الذي‎ ‎عزل‎ ‎بعدما‎ ‎حملته‎ ‎إدارة السجون‎ ‎مسؤولية‎ ‎الإضراب،‎ ‎والاتفاق‎ ‎أنجز‎ ‎بعد‎ ‎‎بدء تجميعنا‎ ‎تمهيدا‎ ‎لإطلاق‎ ‎سراحنا". وحول‎ ‎الاتفاق،‎ ‎قال‎ ‎علام: "انه‎ ‎نص‎ ‎على‎ ‎إخراج كل‎ ‎المعزولين‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎‎تمييز‎ ‎بينهم،‎ ‎وإعادة‎ ‎الأمور داخ‎ ‎Ù„‎ ‎السجون‎ ‎إلى‎ ‎ما‎ ‎قبل‎ ‎إنفاذ‎ ‎قانون‎ ‎شاليط الذي‎ ‎حول‎ ‎حياة‎ ‎الأسرى‎ ‎لجحيم،‎ ‎‎وبعد‎ ‎الصمود والتضحية‎ ‎انتصرنا‎ ‎ولكن‎ ‎المطلوب‎ ‎نضال‎ ‎مستمر للإفراج‎ ‎عن‎ ‎الأسرى‎ ‎وعدم‎ ‎تلخيص‎ ‎ذلك‎ ‎في‎ ‎‎مطالب معيشية‎ ‎وحقوق‎ ‎مستحقه‎ ‎حتى‎ ‎لا‎ ‎يبقى‎ ‎الأسرى رهائن‎ ‎لمزاج‎ ‎وسياسات‎ ‎إدارة‎ ‎السجون". 

رسالة