الأسير المحرر لؤي نوفل.. فرح بخروجه وحزين على من تركهم وراء القضبان

في‎ ‎منزله‎ ‎الذي‎ ‎تفوح‎ ‎منه‎ ‎رائحة‎ ‎بساطة الريف‎ ‎الفلسطيني‎ ‎في‎ ‎‎قريةِ‎ ‎دير‎ ‎شرف‎ ‎إلى‎ ‎الغرب من‎ ‎مدينةٍ‎ ‎نابلس، باشر‎ ‎الأسير‎ ‎المحرر‎ ‎لؤي‎ ‎راجح نوفل‎ ‎بصوت‎ ‎مليءٍ‎ ‎بالحيرةِ‎ ‎‎والحزن‎ ‎حديثه‎ ‎قائلا:‎‏ أنه‎ ‎فرح‎ ‎بتحرره‎ ‎من‎ ‎الأسر، لكنه‎ ‎حزين‎ ‎على‎ ‎كل من‎ ‎فارقهم‎ ‎من‎ ‎إخوته‎ ‎ورفاقهِ‎ ‎ممن‎ ‎تركهم‎ ‎‎خلفه في‎ ‎السجن.
ترعرعَ‎ ‎المحرر‎ ‎نوفل‎ ‎الذي‎ ‎شارفَ‎ ‎على‎ ‎إنهاءِ العقد‎ ‎الثالث‎ ‎من‎ ‎عمره، في‎ ‎قريته‎ ‎ونشأ‎ ‎‎يتيماً، فمنذ‎ ‎نعومة‎ ‎أظفاره، لا‎ ‎يستذكر‎ ‎ملامح‎ ‎وجه أبيه، هذا‎ ‎ما‎ ‎جعله‎ ‎عصامياً‎ ‎وإخوته‎ ‎الثلاثة‎ ‎الذي تجمعه‎ ‎‎بهم‎ ‎العلاقة‎ ‎القوية‎ ‎والمتينة، منهم‎ ‎شقيقه الأكبر‎ ‎أشرف‎ ‎رفيق‎ ‎دربه‎ ‎في‎ ‎النضال، والذي‎ ‎أعتقل معه‎ ‎في‎ ‎ذات‎ ‎اليوم‎ ‎‎وعاش‎ ‎معه‎ ‎طوال‎ ‎فترة‎ ‎الأسر، وأخويه‎ ‎الآخرين‎ ‎اللذين‎ ‎ترك‎ ‎لهما‎ ‎العبء‎ ‎الأكبر لتلبية‎ ‎حاجاته‎ ‎داخل‎ ‎الأسر، ‎‎وعائلته‎ ‎التي‎ ‎كانت تعاني‎ ‎ظروفا‎ ‎قاسية.‏ بعد‎ ‎صمتٍ‎ ‎ليس‎ ‎بالطويل، ونظراتِ‎ ‎حيرةٍ وأمل‎ ‎وحزن‎ ‎ممزوجة‎ ‎‎ببعضها، يقول‎ ‎المحرر‎ ‎نوفل أن‎ ‎حياته‎ ‎كانت‎ ‎مليئة‎ ‎بالمشقة‎ ‎والمتاعب‎ ‎لعمله الشاق‎ ‎في‎ ‎مجال‎ ‎البناء‎ ‎منذ‎ ‎وفاة‎ ‎والده‎ ‎‎في‎ ‎منتصف ثمانينات‎ ‎القرن‎ ‎الماضي، وتحمل‎ ‎أعباء‎ ‎الحياةِ‎ ‎رغم صغر‎ ‎سنه‎ ‎في‎ ‎ذلك‎ ‎الوقت، ويضيف: "كان‎ ‎‎لوفاة والدي‎ ‎الأثر‎ ‎الأكبر‎ ‎في‎ ‎حياتي، فاضطررت‎ ‎لترك الدراسة‎ ‎مبكرا، وانخرطت‎ ‎في‎ ‎مجال‎ ‎عمل‎ ‎البناء حتى‎ ‎‎يوم‎ ‎اعتقالي، فأنا‎ ‎اعتبر‎ ‎هذه‎ ‎الفترة‎ ‎محطة نضالية‎ ‎وكفاحية‎ ‎تجاه‎ ‎الأسرة".
ويشير‎ ‎نوفل‎ ‎إلى‎ ‎بداية‎ ‎انخراطه‎ ‎في‎ ‎‎العمل النقابي‎ ‎والعمالي‎ ‎وانتمائه‎ ‎للجبهة‎ ‎الديمقراطية في‎ ‎بداية‎ ‎الانتفاضة‎ ‎الأولى، يقول: "بعد‎ ‎انتمائي للجبهة‎ ‎‎الديمقراطية، بدأت‎ ‎العمل‎ ‎بنشاطاتٍ‎ ‎ذات طابع‎ ‎نقابي‎ ‎وعمالي‎ ‎وسياسي‎ ‎وطلابي، وكان‎ ‎التركيز على‎ ‎التحريض‎ ‎‎والإضرابات‎ ‎لمناسبات‎ ‎وطنية‎ ‎كيوم الأرض، وغيرها‎ ‎من‎ ‎الفعاليات‎ ‎الأخرى". ‎‏ وبصوت‎ ‎متقطع‎ ‎استذكر‎ ‎نوفل‎ ‎‎أصدقائه وإخوته‎ ‎ممن‎ ‎كانوا‎ ‎معه‎ ‎في‎ ‎النضال‎ ‎في‎ ‎المواجهات بالحجارة‎ ‎مع‎ ‎الاحتلال‎ ‎في‎ ‎الانتفاضة‎ ‎الأولى، ‏كالشهيد‎ ‎وائل‎ ‎نوفل‎ ‎الذي‎ ‎قضى‎ ‎إلى‎ ‎جانبه‎ ‎في‎ ‎ذكرى يوم‎ ‎الأرض‎ ‎من‎ ‎العام‎ ‎‏1994‏‎ ‎برصاص‎ ‎مستوطني مستوطنة ‎‎‎"‎شافي‎ ‎شمرون"ØŒ نتيجة‎ ‎المواجهات‎ ‎التي كانت‎ ‎تحدث‎ ‎معهم‎ ‎بشكل‎ ‎مستمر.‏ في‎ ‎بداية‎ ‎انتفاضة‎ ‎الأقصى، رأى‎ ‎‎نوفل‎ ‎انه كان‎ ‎من‎ ‎الواجب‎ ‎اتخاذ‎ ‎الرد‎ ‎المناسب‎ ‎والمماثل‎ ‎على الجرائم‎ ‎التي‎ ‎اقترفها‎ ‎الاحتلال‎ ‎بحق‎ ‎أبناء‎ ‎شعبه، ‏فتوجه‎ ‎وعدد‎ ‎من‎ ‎رفاق‎ ‎دربه‎ ‎في‎ ‎تنظيمه‎ ‎الذي انتمى‎ ‎له‎ ‎منذ‎ ‎بدايات‎ ‎الانتفاضة‎ ‎الفلسطينية الأولى، فبدأوا‎ ‎بتشكيل‎ ‎النواة‎ ‎الأولى‎ ‎للجناح العسكري‎ ‎للجبهة‎ ‎الديمقراطية "كتائب‎ ‎المقاومة الوطنية"‎ في‎ ‎‎المناطق‎ ‎الفلسطينية.‏
ويقول‎ ‎نوفل‎ ‎انه‎ ‎كان‎ ‎يشعر‎ ‎بالفخر‎ ‎لقيامه بالأعمال‎ ‎العسكرية‎ ‎المناسبة‎ ‎رداً‎ ‎على‎ ‎اعتداءات ‏الاحتلال‎ ‎بحق‎ ‎الشعب‎ ‎الفلسطيني.‏ ويقول‎ ‎نوفل‎ ‎إن‎ ‎ما‎ ‎كان‎ ‎يميز‎ ‎عمله‎ ‎النضالي، هو‎ ‎التنسيق‎ ‎مع‎ ‎كافةِ‎ ‎الأذرع‎ ‎‎العسكرية‎ ‎والتي كان‎ ‎يعطي‎ ‎فيها‎ ‎علاقة‎ ‎مميزة‎ ‎مع‎ ‎كتائب‎ ‎شهداء الأقصى، والذي‎ ‎عرف‎ ‎من‎ ‎خلالها‎ ‎انه‎ ‎أخاه‎ ‎‎الأكبر اشرف‎ ‎ضمن‎ ‎إحدى‎ ‎مجموعاتها.‏ ويسرد‎ ‎نوفل‎ ‎ذكرياته‎ ‎في‎ ‎المقاومة‎ ‎مع‎ ‎أبناء كتائب‎ ‎المقاومة‎ ‎الوطنية‎ ‎‎ممن‎ ‎عملوا‎ ‎معه‎ ‎في بدايات‎ ‎انتفاضة‎ ‎الأقصى، منهم‎ ‎من‎ ‎قضى‎ ‎نحبه كرفيقي‎ ‎دربه‎ ‎الشهيدين‎ ‎اشرف‎ ‎خلوص‎ ‎‎وإبراهيم العطاري‎ ‎اللذان‎ ‎استشهدا‎ ‎وهو‎ ‎قيد‎ ‎الأسر، ومنهم من‎ ‎اعتقل‎ ‎بعده‎ ‎كالأسيرين‎ ‎هيثم‎ ‎عنتري‎ ‎ووجدي ‏جودة، ويقول: "ذهبت‎ ‎ورفاق‎ ‎دربي‎ ‎إلى‎ ‎منطقة لخوض‎ ‎اشتباكٍ‎ ‎مسلح‎ ‎مع‎ ‎الاحتلال‎ ‎بعد‎ ‎مسح المنطقة‎ ‎ورصدها‎ ‎‎والتخطيط‎ ‎لتنفيذ‎ ‎العملية، وبعد‎ ‎الاتفاق‎ ‎على‎ ‎ذلك‎ ‎حددنا‎ ‎اليوم‎ ‎المنوي‎ ‎لتنفيذ العملية، وذهبنا‎ ‎إلى‎ ‎المنطقة، وعند‎ ‎‎وصولنا مباشرة‎ ‎سمعنا‎ ‎إطلاق‎ ‎نارٍ‎ ‎كثيف، فبدأنا‎ ‎بإطلاق النار‎ ‎ظنا‎ ‎منا‎ ‎بأن‎ ‎الاحتلال‎ ‎قد‎ ‎قام‎ ‎بكشفنا، وقد تبين‎ ‎‎لاحقاً‎ ‎أن‎ ‎مجموعة‎ ‎أخرى‎ ‎من‎ ‎المقاومين‎ ‎كانت متواجدة‎ ‎مسبقاً‎ ‎في‎ ‎المنطقة‎ ‎لتنفيذ‎ ‎عمليةٍ‎ ‎أخرى، وهذا‎ ‎الأمر‎ ‎كاد‎ ‎أن‎ ‎‎يؤدي‎ ‎إلى‎ ‎اشتباكٍ‎ ‎مسلح‎ ‎معهم لعدم‎ ‎معرفة‎ ‎الطرفين‎ ‎بوجود‎ ‎الأخر.
ويصف‏‎ ‎نوفل‎ ‎ليلة‎ ‎اعتقاله‎ ‎وشقيقه‎ ‎اشرف ‏الذي‎ ‎ينتمي‎ ‎لحركة "‎فتح"Ø›‎ ‎ويقضي‎ ‎حكما‎ ‎بالسجن لمدة‎ ‎‏40‏‎ ‎عاما‎ ‎بالمفاجئة‎ ‎لدى‎ ‎العائلة، لعدم‎ ‎معرفتهم بما‎ ‎يقوم‎ ‎به‎ ‎‎من‎ ‎عمليات‎ ‎للمقاومة، خاصة‎ ‎وأن شقيقه‎ ‎الأكبر‎ ‎اشرف‎ ‎كان‎ ‎يعمل‎ ‎معه‎ ‎رغم‎ ‎اختلاف توجهه‎ ‎الفكري.‏ ويتذكر‎ ‎‎لؤي‎ ‎نوفل‎ ‎أولى‎ ‎لحظات‎ ‎اعتقاله‎ ‎في شهر‎ ‎أيار‎ ‎من‎ ‎العام‎ ‎‏2001‏‎ ‎والتحقيق‎ ‎الميداني القصير‎ ‎الذي‎ ‎جرى‎ ‎معه‎ ‎‎بعد‎ ‎اعتقاله‎ ‎مباشرة، وشقيقه‎ ‎اشرف‎ ‎ومن‎ ‎ثم‎ ‎نقلهما‎ ‎إلى‎ ‎التحقيق‎ ‎في الجلمة‎ ‎وهما‎ ‎معصوبي‎ ‎العينين‎ ‎ومقيدي‎ ‎اليدين ‏والقدمين‎ ‎ØŒ ويصف‎ ‎لحظات‎ ‎نقله‎ ‎إلى‎ ‎سجن‎ ‎عسقلان بعد‎ ‎الانتهاء‎ ‎من‎ ‎جولات‎ ‎التحقيق‎ ‎بالطويلة والصعبة، ويقول: "كان‎ ‎السجانون‎ ‎يتبعون‎ ‎معنا الأساليب‎ ‎البشعة‎ ‎التي‎ ‎كانت‎ ‎تهدف‎ ‎إلى‎ ‎كسر إرادة‎ ‎الأسير، والندم‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎‎فعله،فكانوا‎ ‎يلقون زجاجات‎ ‎الغاز‎ ‎المسيل‎ ‎للدموع‎ ‎داخل‎ ‎غرف‎ ‎الأسرى، ونبقى‎ ‎أياماً‎ ‎طويلة‎ ‎بلا‎ ‎ماء‎ ‎ولا‎ ‎كهرباء،ناهيك‎ ‎عن اقتحام‎ ‎الغرف‎ ‎في‎ ‎الليل، وإخراج‎ ‎الأسرى‎ ‎في‎ ‎البرد الشديد، وتعريتهم‎ ‎من‎ ‎ملابسهم‎ ‎ØŒ فضلاً‎ ‎عن‎ ‎‎حركة التنقلات‎ ‎الكثيرة‎ ‎للأسرى‎ ‎من‎ ‎معتقل‎ ‎الى‎ ‎آخر‎ ‎فيما يعرف‎ ‎بالبوسطة".
ويصف‎ ‎لحظة‎ ‎إصدار‎ ‎الحكم‎ ‎‎الطويل‎ ‎الذي‎ ‎كان مدى‎ ‎الحياة‎ ‎بالصعب، ويقول: "كانت‎ ‎لحظات صعبة‎ ‎جداً، وخاصة‎ ‎أنني‎ ‎تركت‎ ‎خلفي‎ ‎والدتي ‏المسنة‎ ‎وزوجتي‎ ‎وأولادي‎ ‎الثلاثة، إلا‎ ‎أن‎ ‎الأمل‎ ‎كان كبيرا‎ ‎لدي، رغم‎ ‎أنني‎ ‎كنت‎ ‎أمام‎ ‎احتمال‎ ‎أن‎ ‎أمضي عشرات‎ ‎‎السنوات‎ ‎خلف‎ ‎القضبان‎ ‎أقارعها‎ ‎وسجاني.‏ ولم‎ ‎يكن‎ ‎لؤي‎ ‎بمنأى‎ ‎عن‎ ‎الإجراءات‎ ‎العقابية الكثيرة‎ ‎التي‎ ‎كانت‎ ‎‎تفرضها‎ ‎مصلحة‎ ‎السجون على‎ ‎الأسرى‎ ‎لكسر‎ ‎إرادتهم‎ ‎منها‎ ‎الغرامات‎ ‎المالية، والحرمان‎ ‎من‎ ‎زيارات‎ ‎الأهل‎ ‎التي‎ ‎‎حرم‎ ‎منها‎ ‎منذ اعتقاله‎ ‎حتى‎ ‎دخوله‎ ‎عامه‎ ‎الخامس‎ ‎في‎ ‎الأسر.‏
ويصف‎ ‎المحرر‎ ‎نوفل‎ ‎الزيارة‎ ‎الأولى‎ ‎لوالدته ‏وزوجته‎ ‎وأولاده‎ ‎الثلاثة‎ ‎بعد‎ ‎اعتقاله‎ ‎بثلاث‎ ‎سنوات بالمفرحة‎ ‎والجميلة، رغم‎ ‎مدتها‎ ‎القصيرة‎ ‎التي‎ ‎لا تتجاوز‎ ‎ال‎ ‎‎‏45‏‎ ‎دقيقة.‏ ويتابع‎ ‎حديثه‎ ‎عن‎ ‎الأسر‎ ‎بذكرياتٍ‎ ‎جميلة، فيقول:التربية‎ ‎التنظيمية‎ ‎عودت‎ ‎الإنسان‎ ‎أن‎ ‎لا يحيا‎ ‎بلا‎ ‎أمل‎ ‎‎وإرادة‎ ‎قوية‎ ‎تحتمل‎ ‎كل‎ ‎شيء، فكنت امضي‎ ‎وقتي‎ ‎داخل‎ ‎الأسر‎ ‎بالجلسات‎ ‎التنظيمية شبة‎ ‎الدورية، والمطالعة، والرياضة، والعلاقات الاجتماعية‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎زيارات‎ ‎الأسرى‎ ‎لبعضهم البعض"‎ØŒ مبديا‎ ‎فرحته‎ ‎وسعادته‎ ‎عن‎ ‎‎عدم‎ ‎تأثر العلاقات‎ ‎الاجتماعية‎ ‎بين‎ ‎الأسرى‎ ‎رغم‎ ‎الاختلاف التنظيمي، والذي‎ ‎لم‎ ‎يؤثر‎ ‎على‎ ‎علاقاتهم‎ ‎فيما بينهم‎ ‎‎داخل‎ ‎المعتقلات، ‎‎ويقول: "للأسرى‎ ‎شعار داخل‎ ‎الأسر‎ ‎أن‎ ‎الاحتلال‎ ‎خارج‎ ‎السجن‎ ‎واحد، وذله داخل‎ ‎السجن‎ ‎‎واحد".
ويصف‎ ‎الأسير‎ ‎نوفل‎ ‎لحظة‎ ‎سماعه‎ ‎نبأ‎ ‎أسر الجندي‎ ‎جلعاد‎ ‎شاليط‎ ‎بالخبر‎ ‎السار‎ ‎والمفرح، ويقول: "عند‎ ‎‎سماعنا‎ ‎داخل‎ ‎الأسر‎ ‎عن‎ ‎خطف الجندي‎ ‎شاليط‎ ‎لم‎ ‎نصدق، وكنا‎ ‎نتوقع‎ ‎أن‎ ‎الجانب الصهيوني‎ ‎سيعيق‎ ‎أي‎ ‎اتفاق‎ ‎‎بهذا‎ ‎الخصوص، وكان القلق‎ ‎والخوف‎ ‎هو‎ ‎حديثنا‎ ‎اليومي، وخاصة‎ ‎عند بدء‎ ‎المفاوضات‎ ‎من‎ ‎اجل‎ ‎إبرام‎ ‎الصفقة، وفشلها مراتٍ‎ ‎عدة، وكان‎ ‎كل‎ ‎الأسرى‎ ‎يحلمون‎ ‎بخروجهم‎ ‎من الأسر‎ ‎عبر‎ ‎هذه‎ ‎الصفقة، رغم‎ ‎معرفتهم‎ ‎المسبقة ‏بأنه‎ ‎من‎ ‎الصعب‎ ‎أن‎ ‎تشملهم‎ ‎جميعا، لعددهم‎ ‎الذي وصل‎ ‎في‎ ‎ذلك‎ ‎الوقت‎ ‎إلى‎ ‎‏11‏‎ ‎ألف‎ ‎أسير".
ويضيف‎ ‎نوفل: "الإذاعات‎ ‎المحلية‎ ‎التي‎ ‎تصل إلى‎ ‎بعض‎ ‎السجون‎ ‎كانت‎ ‎المنفذ‎ ‎الوحيد‎ ‎الذي نسمع‎ ‎منه‎ ‎أخبارنا‎ ‎بشكل‎ ‎عام، وما‎ ‎‎يتعلق‎ ‎بصفقة التبادل‎ ‎بشكل‎ ‎خاص".
ويختم‎ ‎الأسير‎ ‎المحرر‎ ‎نوفل‎ ‎حديثة‎ ‎بحزنٍ وألم‎ ‎وهو‎ ‎ينظر‎ ‎لصورة‎ ‎أخيه‎ ‎‎اشرف‎ ‎التي‎ ‎تتصدر الحائط‎ ‎وذل‎ ‎Ùƒ‎ ‎بسبب‎ ‎الأثر‎ ‎الكبير‎ ‎الذي‎ ‎تركه اشرف‎ ‎ورفاق‎ ‎دربه‎ ‎ممن‎ ‎فارقهم‎ ‎‎وتركهم‎ ‎خلفه، فيصفهم‎ ‎بالعظماء‎ ‎ومناضلي‎ ‎السجون، وخاصة ممن‎ ‎أمضوا‎ ‎في‎ ‎السجن‎ ‎سنوات‎ ‎طويلة، ويذكر ‏منهم‎ ‎رفاقه‎ ‎وجدي‎ ‎جودة، ومنذر‎ ‎صنوبر، وهيثم عنتري، وحسن‎ ‎البزور، وغيرهم‎ ‎ممن‎ ‎عايشهم خارج‎ ‎وداخل‎ ‎الأسر، ويؤكد‎ ‎بأنه‎ ‎أوفى‎ ‎بعهده بعد‎ ‎تحرره‎ ‎بزيارة‎ ‎قبور‎ ‎الشهداء‎ ‎والأقارب‎ ‎الذين فقدهم‎ ‎وهو‎ ‎في‎ ‎السجن.

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 23/10/2011)