غزة.. عندما يلم الإبعاد شمل الأشقاء

لم يصدق مبعد كنيسة المهد إلى غزة رائد موسى عبيات أنه سيلتقي يوماً ما بشقيقه إياد المحكوم بالسجن 3 مؤبدات و9 سنوات خارج أسوار السجن وعلى أرض غير أرض مدينة بيت لحم في الضفة الغربية. المبعد رائد عبيات الذي مضى على إبعاده من كنيسة المهد في بيت لحم إلى غزة نحو 10 سنوات، كان أول من أمس على موعد مع شقيقه إياد الأسير المحرر من سجن نفحة الصحراوي إلى غزة، بعد أن خرج ضمن صفقة تبادل الأسرى.يقول رائد: "اللحظات التي التقيت فيها إياد بعد طول غياب كانت من أصعب اللحظات علي، لاسيما أنها ممزوجة بالفرحة والحزن لإبعادنا عن مدينتنا وأهلنا وأقاربنا في بيت لحم".
وأضاف: إن الإبعاد أكبر ظلم يقع على الفلسطينيين المقدر لهم أن يشتتوا في بقاع الأرض من لجوء إلى لجوء ومن سجن إلى إبعاد.
وأشار عبيات إلى أن شقيقه إياد البالغ من العمر 41عاماً ينتظر بفارغ الصبر لقاء ذويه على أرض غزة ليلتئم شمل العائلة الذي شتته الاحتلال، موضحاً أن والده ووالدته يقومان الآن بالإجراءات اللازمة التي تمكنهم من السفر عبر معبر الكرامة إلى الأردن ثم إلى جمهورية مصر العربية ليصلوا غزة.
وأعرب عن أمله أن تكون بنود هذه الصفقة مختلفة عن بنود صفقة إبعادهم من كنيسة المهد التي لم يُعرف لها حتى الآن سقف زمني، وأن يعود جميع الأسرى المبعدين إلى غزة البالغ عددهم 163 إلى منازلهم في الضفة.
وقال: "ما يطمئننا أن ما اتفق عليه ضمن هذه الصفقة ووثق لدى الوسيط المصري ربما يتم تطبيقه، على الرغم من أنني فاقد الأمل في الاحتلال والتزامه بتنفيذ تعهداته".
وبيّن عبيات أن الإبعاد بحد ذاته جريمة بكل معاني الكلمة حتى وإن كان داخل الوطن. يذكر أن الأسير المحرر إياد عبيات اعتقل في الحادي والعشرين من شهر آذار من العام 2003 وحكم عليه بالسجن لمدة 21 عاماً أمضى منها 8 سنوات، لكن سلطات الاحتلال لم تكتف بهذا الحكم فقامت النيابة العامة بالاستئناف ضد الحكم فصدر عليه حكم بالسجن 3 مؤبدات و 9 سنوات.

(المصدر: جريدة الأيام الفلسطينية، 20/10/2011)