محررو الضفة.. من حرمان الأهل في الأسر إلى معاناة الوحدة في القطاع

يعاني 50 من أسرى الضفة المحررين المبعدين إلى غزة من آلام الوحدة في قطاع غزة بسبب حرمان سلطات الاحتلال ذويهم من الحصول على التصاريح اللازمة لزيارتهم، بعد أن ذاقوا ألم الحرمان من زيارتهم وهم في الأسر.
وكانت سلطات الاحتلال منعت العديد من عائلات الضفة من السفر إلى غزة للقاء أبنائها المحررين، كالمسن عوض يونس الرجوب  60 عاماً والد المحرر مراد، وزوجتي الأسيرين علاء ونضال قفيشة من الخليل، اللتين أعادتهما من جسر اللنبي ومنعتهما من السفر إلى الأردن، إذ كانتا تعتزمان التوجه إلى مصر ثم إلى قطاع غزة.
وقال الأسير المحرر إياد عبيات: إن الاحتلال يأبى إلا أن ينغص عليهم فرحتهم بالتحرر من سجونه، تارة بإبعادهم عن مسقط رأسهم في الضفة الغربية إلى قطاع غزة وأخرى بمنع لقائهم مع أهلهم وذويهم.
وأضاف عبيات: "إننا نعيش أجمل لحظات الفرح، فنحن نتنفس طعم الحرية لأول مرة منذ سنوات بعيداً عن ظلمة السجن والسجان التي اتبعتها بحقنا إدارة السجون الصهيونية، وتتبعها بحق من تركناهم خلفنا في الأسر".
وأشار إلى أن سعادته غامرة بهذا الإنجاز الكبير لكنها منقوصة لبعده عن الأهل في مدينة بيت لحم، مستدركاً إن سكان غزة أهلنا، إضافة إلى أن وجود شقيقي رائد المبعد أيضاً إلى القطاع خفف الكثير من ألم الإبعاد الذي أرادت سلطات الاحتلال معاقبتنا من خلاله.
وذكر عبيات أن والده ووالدته وشقيقه وشقيقته وابنته البالغة من العمر19عاماً حاولوا الحصول على تصريح زيارة للأردن بهدف الوصول إلى غزة إلا أن سلطات الاحتلال منعتهم بحجة الرفض الأمني، معتبراً أن الاحتلال أراد معاقبتهم وعزلهم من خلال الإبعاد، لولا أنه بفضل الله اجتمع بأخيه الذي أبعد العام 2002.
وأكد عبيات أنه ليس في إمكان أحد الشعور بظلمة وعذاب السجن إلا من عاش التجربة، منوهاً بأن الأسير المحكوم بالمؤبدات ومدى الحياة لا يمكن أن يخير بين بقائه في الأسر والإبعاد، لأنه بالتأكيد سيختار الإبعاد إلى أي مكان في العالم.
وقال إننا لا نعتبر أننا مبعدون لأننا ونحن في غزة بين أهلنا، واصفاً يومه الأول خارج السجن بالحلم.
من جهته، أشار الأسير المحرر يحيى دعامسة 50 عاماً الذي كان محكوماً بالسجن المؤبد مرتين و40 عاماً قضى منها 10 سنوات إلى أن الاحتلال حاول ويحاول بوسائله وطرقه الدنيئة إفساد فرحة الأسرى وذويهم ولكن هيهات له ذلك، لأنهم استقبلوا في غزة استقبالاً كريماً ودافئاً.
وأضاف دعامسة: "شاء القدر أن يُدرج اسمي في صفقة التبادل لأتنسم عبق الحرية من جديد مبعداً إلى غزة، لكنني أنتظر بفارغ الصبر السماح لأهلي بزيارتي خاصة شقيقاتي وأشقائي، بعد أن توفيت والدتي قبل الصفقة بشهرين".
وأوضح: أنه في نهاية السبعينيات حكم عليه بالمؤبد وقضى منه 12عاماً إلى أن خرج في صفقة التبادل التي تمت مع الجبهة الشعبية القيادة العامة عام 1985، ليعاد اعتقاله العام 2002 ويحكم عليه بالمؤبد مرتين و40 عاماً.
وأشار إلى أن سنوات سجنه الطويلة التي امتدت 22 عاماً كانت قاسية وصعبة للغاية إلا أنها لم تؤثر فيه ولم تفت في عضده بقدر ما أثر فيه فراق والدته قبل الإفراج عنه بشهرين.
وتابع دعامسة إن ما خفف عنه حرقة الإبعاد والبعد عن الأهل حفاوة الاستقبال ووصول زوجته وبناته الثلاث وزوجة ابنه وأحفاده الثلاثة إلى غزة.
وبيَّن أنه وزوجته وبناته سيستقرون في غزة في حين ستعود زوجة ابنه وأحفاده إلى بيت لحم.

(المصدر: جريدة الأيام الفلسطينية، 29/10/2011)