المحرر يغمور: دولة الاحتلال ترهب عائلاتها لتقطع صلتها بنا

اعتقلت شرطة الاحتلال أنور يغمور شقيق الأسير المُحرر إلى تركيا جهاد يغمور في الرابع عشر من إبريل دون أن توجه له أي اتهامات، واستجوبت أفرادًا من عائلته بعدَ زيارتهم ابنهم جهاد في مدينة اسطنبول التركية.
وأكد الأسير المحرر، أن الاحتلال اعتقل شقيقه لإرهاب عائلته التي اعتادت زيارته بشكل منتظم في اسطنبول منذ خروجه من الأسر ضمنَ صفقة  "وفاء الأحرار" بعدَ اعتقاله سبعة عشر عامًا إثر مشاركته في اختطاف الجندي الصهيوني "نخشون فاكسمان".
وقال المحرر يغمور: "هذه المرة الأولى التي يُعتقل فيها أحد أشقائي وقد اعتاد الاحتلال سابقًا على أن يحتجزوا أشقائي وشقيقاتي لساعات ويستجوبوهم بعدَ زيارتهم لي إثر إطلاق سراحي وإبعادي عن الضفة الغربية"، مشيرًا إلى أن مجمل الاستجوابات تكون حول مكان إقامة يغمور وأصدقائه.
وأضاف :" دائمًا ما تأخذ الأسئلة الموجهة لأشقائي ووالدتي الطابع الأمني، ولكنهم لم يعتقلوا لأيام كحال أنور الذي تجاوز الواحد والخمسين من العمر"، مؤكدًا أن شقيقه التاجر المُقيم في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية لا علاقة له بأي حزب أو فصيل سياسي.
واعتبرَ يغمور أن تعمد الاحتلال اعتقال أهالي الأسرى والضغط عليهم هي رسالة واضحة توجه لهم بأنهم مهددون حتى وإن خرجوا في صفقة تبادل لها شروطها وضماناتها، وابتزاز عاطفي نحوهم لإذلالهم والتشكيك في نصر المقاومة الفلسطينية في صفقة "وفاء الأحرار".
وقال: "تفاجأ الاحتلال أن إبعادنا عن أهلنا إلى تركيا قربنا منهم ولم يبعدنا وفق ما كانوا يأملون، فلو كنا في رام الله أو الخليل وحتى غزة لكانَ مبتغاهم تحقق من إبعادنا عن ذوينا والتفريق بيننا، ولكن في تركيا الوضع مختلف".

حماية ذوي الأسرى
وردًا على التهديدات الصهيونية باعتقال المحررين في صفقة التبادل، أكدَ يغمور أن تركيا أكثر أمنًا من أي دولة أوروبية أو عربية، قائلًا: "تركيا ليست الإمارات أو عمان أو دمشق، فالاحتلال من المستبعد أن تنفذ عمليات ضد المحررين فيها".
وفيما يتعلق بردود أفعال السلطة الفلسطينية تجاه تلكَ التهديدات، وتخوفات المحررين وذويهم قال: "السلطة لا تملك أن تمنع الاحتلال، وهي أعجز من ذلك، وربما بعض شخوصها سعداء لأن الصهاينة يستجوبون أهلنا فهم كانوا يرغبون بأن نكون نحن في ذلك الموضع".

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية قد كشفت في وقت سابق أن جهاز "الشاباك" (الإسرائيلي) يرصد نشاط محرري صفقة التبادل بعد إطلاق سراحهم، إذ وضعت علامات على أسماء 40 أسيرًا اتهمتهم بالعودة إلى "ممارسة نشاطات المقاومة"، وحذر "الشاباك" كافة الأسرى المحررين من العودة إلى المقاومة معتبرًا من يعود لها "بأنه سيحمل روحه على كفه"، وفقَ ما ذكرته الصحيفة.
وفي سياق متصل، أطلق وكيل وزارة شؤون الأسرى والمحررين في غزة، محمد الكتري، رسالة عاجلة إلى مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية لحماية أهالي الأسرى من الإرهاب الصهيوني واستبعادهم من عمليات مساومة الأسرى المحررين على حريتهم.
وقال الكتري: دولة الاحتلال تحاول قطع الصلة بين الأسرى المحررين وذويهم، وتهدف من خلال اعتقالها لأهلهم واستجوابهم إلى إجبارهم على قطع صلتهم بابنهم المحرر، مؤكدًا أنها تسعى إلى إذلال الأسرى المحررين في منافيهم بعدَ عجزها عن إذلالهم داخل سجونها.
وطالب السلطة الفلسطينية في رام الله بالوقوف في وجه "السياسة الصهيونية الخرقاء"، مشددًا على أن الضغوطات التي يتعرض لها الأسرى داخل السجون وخارجها ستولد الانفجار لدى الشرفاء من الشعب الفلسطيني وبالتأكيد ستدفع المقاومة إلى البحث عن سُبل لتوفير الأمان لعائلات الأسرى المحررين، والإفراج عن الأسرى.

 (المصدر: صحيفة فلسطين، 20/4/2012)