الأسير المحرر فؤاد الرازم: يتذكر أمه.. ويحن إلى القدس

مازال الأسير المحرر فؤاد الرازم الذي أمضى 31 عاماً قبل تحرره من سجون الاحتلال يعيش تفاصيل اللقاء الأخير مع والدته وهي على سرير المرض قبل وفاتها بعشرين يوماً.
يروي الرازم تلك التفاصيل بعيون دامعة رغم تحرره من الأسر وخلاصه من ظروف السجن القاسية، ورغم شخصيته الصلبة التي لم تضعفها سنوات السجن. ÙÙŠ فندق فلسطين بمدينة غزة تذكر الرازم المرة الأولى والأخيرة التي بكى بها داخل السجن بعد ساعات من وفاة والدته التي افتقدها كثيراً بعد خروجه من السجن إلى غزة.
قال: كان الأسرى يستمعون إلى إحدى الإذاعات المحلية حين قالوا لي إن أسرتي تتحدث عبر الإذاعة، وعندما استمعت لها تلقيت خبر وفاة أمي فشعرت بالحزن الشديد، مضيفاً أن زملاءه الأسرى في الغرفة الذين كانوا يعدون طعام العشاء ساعة سماع الخبر رفضوا تناول الطعام إلا Ø£Ù†Ù‡ جلس ودعاهم لتناول الطعام، وبعد ساعات انزوى جانباً وبكى بشدة. ÙˆÙƒØ§Ù†Øª سلطات الاحتلال سمحت لوالدة الرازم بزيارته بعد أن ساء وضعها الصحي ودخلت مرحلة الخطر.
وروى الرازم اللحظات الأخيرة من اللقاء قائلاً: بعد انقطاع عن الزيارة دام ست سنوات وبعد جهود مضنية وافقت إدارة السجن على زيارة أمي وتم إحضارها من المستشفى الفرنسي إلى سجن أوهلي كيدار، وعند رؤيتها شعرت أنها زيارة الوداع الأخيرة. ÙˆØ²Ø§Ø¯: كانت تردد فقط اسمي ولم تتحدث عن أي Ø´ يء آخر، فلقنتها الشهادتين ونطقتهما قبل مغادرة السجن.
ويشير الرازم الذي يعتبر أحد عمداء الحركة الأسيرة إلى أن تلك اللحظات كانت صعبة جداً، مؤكداً أن السجن لم يهزه على الإطلاق رغم قسوة وسوء الأوضاع فيه. ÙˆÙƒØ§Ù† الرازم وصل إلى غزة ضمن عدد من الأسرى المحررين المبعدين إلى غزة.
ومنذ وصولهم إلى هناك لم يجدوا الوقت الكافي للجلوس إلى أنفسهم أو مقابلة عدد من أفراد أسرهم الذين أسرعوا بالقدوم إلى غزة للقاء الأحبة. "لا أعرف ماذا سأفعل"ØŒ قال الرازم الذي بدا بصحة جيدة ومعنويات عالية، وأضاف أنه لم يتخذ قرراً بما سيفعله في غزة لأنه مازال يحن إلى القدس التي سيعود إليها لأن ساعات الاحتلال في نظره باتت معدودة.
وقال: أحن إلى منزلي الذي ولدت فيه لأنه يطل على المسجد الأقصى الذي لفظت والدتي أنفاسها الأخيرة في رحابه، كما أفتقد كل شيء هناك، الشوارع والناس الذين احتفلوا بخروجي من السجن.
وكانت سلطات الاحتلال رفضت الإفراج عن الرازم ضمن صفقة التبادل التي أجرتها الجبهة الشعبية القيادة العامة عام 1985.
ويتوقع الرازم الذي دخل السجن في الثالثة والعشرين من عمره أن يتواصل استهداف الأسرى من قبل قوات الاحتلال داخل السجون خاصة وأن هناك قراراً سياسياً ضد الأسرى.
وقال: لا أتوقع أن يتم شن هجمة على السجون في الوقت القريب، لكن بعد فترة كل الاحتمالات واردة.
ويصعب الحديث مع الرازم لفترة طويلة، بسبب تواصل وفود الزوار والمهنئين، لكنه يبدأ حياة جديدة خارج أسوار السجن قائلاً: لا يجب أن يبقى أسرانا لمدد طويلة داخل السجن، يجب أن يخرجوا وألا يبقى أحد منهم هناك.

(المصدر: صحيفة الأيام، 21/10/2011)