أسرى القدس المحررون وفرحة عيد الأضحى المنقوصة لتركهم آلاف الأسرى خلفهم ‏

مع‎ ‎إطلالة‎ ‎عيد‎ ‎الأضحى‎ ‎هذا‎ ‎العام‎ ‎ترتدي‎ ‎مدينة القدس‎ ‎والمسجد‎ ‎الأقصى‎ ‎المبارك‎ ‎ثوبا‎ ‎‎جديدا‎ ‎من‎ ‎الفرح‎ ‎والعزة‎ ‎والكرامة‎ ‎بتحرير مناضلين‎ ‎من‎ ‎داخل‎ ‎السجون‎ ‎الصهيونية‎ ‎احتضنتهم‎ ‎أسوار‎ ‎القدس‎ ‎‎القديمة‎ ‎وزواياها وشوارعها‎ ‎وأقصاها .‎ستة‎ ‎عشر‎ ‎أسيرا‎ ‎مقدسيا‎ ‎تحرروا‎ ‎في‎ ‎عرس‎ ‎وطني‎ ‎شمل‎ ‎كافة‎ ‎الأراضي‎ ‎‎الفلسطينية،‎ ‎يقضون‎ ‎اليوم‎ ‎فرحة‎ ‎عيد‎ ‎الأضحى‎ ‎بين‎ ‎أولادهم‎ ‎وأحفادهم‎ ‎وزوجاتهم‎ ‎وأقاربهم ومدينتهم‎‎ØŒ‎ ‎بعد‎ ‎‎سنوات‎ ‎من‎ ‎الحرمان‎ ‎من‎ ‎أجواء‎ ‎الأعياد .‎وقد‎ ‎أجمعوا‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎فرحتهم منقوصة‎ ‎وهناك‎ ‎بالقلب‎ ‎غصة‎ ‎لأنهم‎ ‎تركوا‎ ‎‎خلفهم‎ ‎آلاف‎ ‎الأسرى‎ ‎الذي‎ ‎يتوقون‎ ‎لعيش هذه‎ ‎الأجواء‎ ‎بالقدس‎ ‎موطنهم‎ ‎والأقصى‎ ‎مسجدهم‎ ‎والبيت‎ ‎مع‎ ‎عائلاتهم .‎أمهات‎ ‎وآباء‎ ‎تحدثوا‎ ‎عن‎ ‎أجواء‎ ‎الأعياد‎ ‎بينما‎ ‎أبناؤهم‎ ‎داخل‎ ‎الأسر‎‎ØŒ‎ ‎وأسرى‎ ‎محررون يروون‎ ‎عن‎ ‎احتفالهم‎ ‎‎بأجواء‎ ‎العيد‎ ‎بين‎ ‎الجدران‎ ‎الإسمنتية‎‎ØŒ‎ ‎في‎ ‎خطوة‎ ‎من‎ ‎التحدي والصمود‎ ‎أمام‎ ‎الجلاد‎‎ØŒ‎ ‎وسرقة‎ ‎فرحة‎ ‎العيد‎ ‎من‎ ‎بين‎ ‎‎القضبان‎ ‎الحديدية .‎‎ ‎تحدث عددا‎ ‎من‎ ‎الآباء‎ ‎والأمهات‎ ‎والأسرى‎ ‎المحررين‎ ‎بمناسبة‎ ‎عيد الأضحى‎ ‎‎المبارك‎ ‎وقضائهم‎ ‎أول‎ ‎عيد‎ ‎مع‎ ‎أسرهم‎ ‎وأولادهم‎ ‎وأقاربهم .‎

والدة‎ ‎الأسير‎ ‎المحرر‎ ‎ناصر‎ ‎عبد‎ ‎ربه
فوالدة‎ ‎الأسير‎ ‎‎المحرر‎ ‎أم‎ ‎ناصر‎ ‎عبد‎ ‎ربه‎ ‎أخذت‎ ‎تروي‎ ‎لنا‎ ‎أجواء‎ ‎العيد‎ ‎في‎ ‎بيتها بينما‎ ‎غاب‎ ‎ولدها‎ ‎ناصر‎ ‎عنها‎ ‎‏24‏‎ ‎عاما‎ ‎داخل‎ ‎‎الأسر‎ ‎قائلة: "في‎ ‎كل‎ ‎عيد‎ ‎يقوم بزيارتي‎ ‎الشباب‎ ‎لتقديم‎ ‎التهاني‎ ‎لي‎ ‎بالعيد‎‎ØŒ‎ ‎حينها‎ ‎لا‎ ‎أشعرهم‎ ‎أني‎ ‎حزينة‎ ‎‎ ‎بل ‏أهنئهم‎ ‎بمناسبة‎ ‎العيد‎ ‎وأقول‎ ‎لهم‎ ‎كأن‎ ‎ناصر‎ ‎معكم‎ ‎وزيادة ."‎‏ وأضافت" ‎طوال‎ ‎فترة‎ ‎اعتقال‎ ‎ناصر‎ ‎التي‎ ‎استمرت‎ ‎‎‏24‏‎ ‎عاما‎ ‎لم‎ ‎أصنع‎ ‎المعمول‎ ‎في بيتي‎ ‎إلا‎ ‎مرة‎ ‎واحدة‎ ‎عندما‎ ‎سمحت‎ ‎إدارة‎ ‎سجن‎ ‎شطه‎ ‎بإدخال‎ ‎المعمول‎ ‎للأسرى‎ ‎‎في بداية‎ ‎اعتقاله‎‎ØŒ‎ ‎لأني‎ ‎أخذت‎ ‎عهدا‎ ‎على‎ ‎نفسي‎ ‎أن‎ ‎لا‎ ‎أصنع‎ ‎المعمول‎ ‎طالما‎ ‎ناصر‎ ‎بالسجن،‎ ‎والحمد‎ ‎لله‎ ‎منذ‎ ‎يوم‎ ‎‎الإفراج‎ ‎عن‎ ‎ناصر‎ ‎حتى‎ ‎اليوم‎ ‎ونحن‎ ‎نأكل‎ ‎المعمول‎ ‎مع‎ ‎المهنئين،‎ ‎حتى‎ ‎أني‎ ‎لم‎ ‎أذبح‎ ‎في‎ ‎عيد‎ ‎الأضحى‎ ‎طوال‎ ‎مدة‎ ‎‎اعتقال‎ ‎ناصر‎‎ØŒ‎ ‎واليوم‎ ‎سوف‎ ‎نذبح ونصنع‎ ‎المعمول‎ ‎ونضيف‎ ‎جميع‎ ‎الحبايب‎ ‎والقرايب ."‎
وتابعت: "واليوم‎ ‎‎بخروج‎ ‎ناصر‎ ‎الفرحة‎ ‎بفرحتين‎ ‎وإن‎ ‎شاء‎ ‎الله‎ ‎تتم‎ ‎بإخلاء السجون‎ ‎والذين‎ ‎أبعدوا‎ ‎أن‎ ‎يفرحوا‎ ‎مثلنا‎ ‎ورغم‎ ‎فرحتي‎ ‎‎بالعيد‎ ‎إلا‎ ‎أني‎ ‎حزينة‎ ‎على أولادي‎ ‎الذين‎ ‎بقوا‎ ‎داخل‎ ‎الأسر،‎ ‎وإن‎ ‎شاء‎ ‎الله‎ ‎يكمل‎ ‎فرحتنا‎ ‎وأقول‎ ‎للغائبين‎ ‎كل عام‎ ‎‎وأنتم‎ ‎بخير‎ ‎وإن‎ ‎شاء‎ ‎الله‎ ‎قبل‎ ‎العيد‎ ‎القادم‎ ‎يتم‎ ‎الإفراج‎ ‎عن‎ ‎كافة‎ ‎الأسرى‎ ‎ويعود المبعدون‎ ‎لأرضهم‎ ‎ووطنهم .‎‏ ‏

المحرر‎ ‎ناصر‎ ‎عبد‎ ‎ربه
أما‎ ‎المحرر‎ ‎ناصر‎ ‎عبد‎ ‎ربه‎ ‎فتحدث‎ ‎عن‎ ‎أجواء‎ ‎العيد‎ ‎داخل‎ ‎الأسر‎ ‎قائلا: "كنا حريصين‎ ‎‎على‎ ‎إحياء‎ ‎أجواء‎ ‎العيد‎ ‎وأداء‎ ‎الشعائر‎ ‎الدينية‎ ‎والاجتماعية‎ ‎خلال‎ ‎فترة العيد‎‎ØŒ‎ ‎تحديدا‎ ‎عندما‎ ‎يكون‎ ‎هناك‎ ‎أسرى‎ ‎‎بأعمار‎ ‎صغيرة‎ ‎لا‎ ‎يتعدى‎ ‎متوسطها‎ ‎عمرهم ال‎ ‎‏18‏‎ ‎عاما‎ ‎وهم‎ ‎بحاجة‎ ‎لرعاية‎‎ØŒ‎ ‎ونحن‎ ‎الأكبر‎ ‎منهم‎ ‎سنا‎ ‎والعيد‎ ‎‎أكثره‎ ‎صلة‎ ‎للرحم وإعادة‎ ‎للعلاقة‎ ‎العائلية‎‎ØŒ‎ ‎وكان‎ ‎واجبا‎ ‎علينا‎ ‎أن‎ ‎نشعرهم‎ ‎بفرحة‎ ‎العيد‎ ‎وروحانية‎ ‎هذه الأجواء‎‎ØŒ‎ ‎‎فنقوم‎ ‎بأداء‎ ‎الشعائر‎ ‎الدينية‎ ‎عندما‎ ‎تسمح‎ ‎إدارة‎ ‎السجن‎ ‎لنا‎ ‎بذلك‎‎ØŒ‎ ‎حيث كنا‎ ‎ننتزع‎ ‎أيام‎ ‎العيد‎ ‎من‎ ‎الإدارة‎ ‎بطريقة‎ ‎أو‎ ‎‎بأخرى‎‎ØŒ‎ ‎ونحافظ‎ ‎على‎ ‎أداء‎ ‎صلاة‎ ‎العيد بباحة‎ ‎السجن‎ ‎بشكل‎ ‎جماعي‎ ‎وترديد‎ ‎التكبيرات،‎ ‎ثم‎ ‎نهنئ‎ ‎بعضنا‎ ‎البعض‎ ‎‎بالعيد‎ ‎إذا سمحت‎ ‎الإدارة‎ ‎بفتح‎ ‎الغرف‎‎ØŒ‎ ‎والأسرى‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎غرفة‎ ‎يحاولون‎ ‎تقديم‎ ‎الموجود‎ ‎لديهم من‎ ‎حلويات‎‎ØŒ‎ ‎أو‎ ‎‎نهنئ‎ ‎بعضنا‎ ‎خلال‎ ‎الفورة‎ ‎وفي‎ ‎بعض‎ ‎الأوقات‎ ‎يقتصر‎ ‎العيد‎ ‎على الشعائر‎ ‎الدينية‎‎ØŒ‎ ‎عندما‎ ‎نسمع‎ ‎عن‎ ‎اغتيال‎ ‎أحد‎ ‎‎الشباب‎ ‎المناضلين‎ ‎أو‎ ‎لظروف‎ ‎صعبة خارج‎ ‎السجن‎ ‎فيقتصر‎ ‎احتفالنا‎ ‎بالعيد‎ ‎فقط‎ ‎على‎ ‎الشعائر‎ ‎الدينية ." ‎مع‎ ‎العلم‎ ‎‎أن الصليب‎ ‎الأحمر‎ ‎كان‎ ‎يدخل‎ ‎بمناسبة‎ ‎العيد‎ ‎قبل‎ ‎نحو‎ ‎سبع‎ ‎سنوات‎ ‎لكل‎ ‎أسير‎ ‎كيلو بقلاوة‎‎ØŒ‎ ‎ولكن‎ ‎منذ‎ ‎ذلك‎ ‎الوقت‎ ‎‎منعت‎ ‎إدارة‎ ‎السجون‎ ‎إدخال‎ ‎الحلويات‎ ‎للأسرى .‎
وأوضح‎ ‎ناصر‎ ‎أنه‎ ‎مر‎ ‎‏47‏‎ ‎عيدا‎ ‎وهو‎ ‎داخل‎ ‎الأسر‎‎ØŒ‎ ‎وهذا‎ ‎العيد‎ ‎‎ال‎ ‎‏48‏‎ ‎سيقضيه‎ ‎بين أهله‎‎ØŒ‎ ‎مضيفا: "من‎ ‎المؤكد‎ ‎أن‎ ‎أجواء‎ ‎هذا‎ ‎العيد‎ ‎ستكون‎ ‎مميزة‎ ‎خاصة‎ ‎وأنا‎ ‎أقضيه مع‎ ‎‎والدتي‎ ‎وأشقائي‎ ‎وشقيقاتي‎ ‎وأهالي‎ ‎بمدينة‎ ‎القدس ."‎‏ مشيرا‎ ‎الى‎ ‎أنه‎ ‎ودع‎ ‎قبل‎ ‎يومين‎ ‎أهالي‎ ‎الأسرى‎ ‎قبل‎ ‎ذهابهم‎ ‎‎للحج‎‎ØŒ‎ ‎وأنه‎ ‎كان‎ ‎يرى ذلك‎ ‎في‎ ‎تلفاز‎ ‎فلسطين‎ ‎عندما‎ ‎كان‎ ‎داخل‎ ‎السجن‎ ‎لدى‎ ‎توديع‎ ‎شقيقته‎ ‎وشقيقه‎ ‎عند ذهابهما‎ ‎‎لأداء‎ ‎فريضة‎ ‎للحج‎‎ØŒ‎ ‎متمنيا‎ ‎أن‎ ‎يتم‎ ‎الإفراج‎ ‎عن‎ ‎الأسرى‎ ‎قبل‎ ‎السنة‎ ‎القادمة ويشاركوا‎ ‎بتوديع‎ ‎أهلهم‎ ‎على‎ ‎ج