المحرر سامي يونس يطالب بعدم العودة للمفاوضات قبل تحرير كافة الأسرى

"شعبنا‎ ‎الفلسطيني‎ ‎يستحق‎ ‎الحرية ورغم‎ ‎فرحتي‎ ‎بالخلاص‎ ‎من‎ ‎سجون‎ ‎الاحتلال‎ ‎التي أمضيت‎ ‎فيها‎ ‎‏29‏‎ ‎عاما‎ ‎لكن‎ ‎ستبقى‎ ‎منقوصة ولن‎ ‎نشعر‎ ‎بالتحرر‎ ‎والفرح‎ ‎حتى‎ ‎الإفراج‎ ‎عن باقي‎ ‎الأسيرات‎ ‎والاسرى‎ ‎وتبييض‎ ‎السجون"‎ØŒ بهذه‎ ‎الكلمات‎ ‎استهل‎ ‎عميد‎ ‎أسرى‎ ‎الداخل‎ ‎واكبر الأسرى‎ ‎سنا‎ ‎المحرر‎ ‎الحاج‎ ‎سامي‎ ‎خالد‎ ‎سلامة يونس )‎أبو‎ ‎نادر(‎ Ø­Ø¯ÙŠØ«Ù‡‎ ‎لمراسلنا‎ ‎وهو‎ ‎يستقبل المهنئين‎ ‎بتحرره‎ ‎في‎ ‎منزله‎ ‎في‎ ‎بلدة‎ ‎عرعرة‎ ‎في المثلث‎ ‎الشمالي‎ ‎داخل‎ ‎الخط‎ ‎الأخضر‎ ‎الذي‎ ‎تزين بالصور‎ ‎والرايات‎ ‎ودبت‎ ‎فيه‎ ‎الحياة‎ ‎بعد‎ ‎سنوات من‎ ‎الحزن‎ ‎والألم‎ ‎تجرعتها‎ ‎زوجته‎ ‎الصابرة‎ ‎أم نادر‎ ‎وبناته‎ ‎الأربعة‎ ‎ونجله‎ ‎الوحيد‎ ‎نادر‎ ‎وأحفاده الذين‎ ‎لم‎ ‎يتمكن‎ ‎من‎ ‎معرفتهم،‎ ‎وأضاف "رسالتي لكل‎ ‎العالم‎ ‎إننا‎ ‎ككل‎ ‎بني‎ ‎البشر‎ ‎نعشق‎ ‎الحرية والشعب‎ ‎الفلسطيني‎ ‎البطل‎ ‎يحب‎ ‎الحياة‎ ‎لذلك آن‎ ‎الأوان‎ ‎لرفع‎ ‎الظلم‎ ‎عنه،‎ ‎فمن‎ ‎حقنا‎ ‎إعادة‎ ‎كامل حقوقنا‎ ‎نريد‎ ‎الكرامة‎ ‎والحرية‎ ‎والاستقلال‎ ‎التي دفعنا‎ ‎حياتنا‎ ‎وشبابنا‎ ‎من‎ ‎اجلها‎ ‎ويجب‎ ‎إنهاء الاحتلال‎ ‎ووقف‎ ‎ظلمه‎ ‎وتعسفه".‎

الفرحة‎ ‎منقوصة 
يونس‎ ‎الذي‎ ‎يصادف‎ ‎تاريخ‎ Ù…يلاده‎ ‎في ‏5/1/1932مع‎ ‎يوم‎ ‎اعتقاله‎ ‎الأول‎ ‎في‎ ‎‏5‏- ‎‏1‏-‎ ‏1983‏‎ ‎وشطب‎ ‎اسمه‎ ‎من‎ ‎كل‎ ‎صفقات‎ ‎التبادل وعمليات‎ ‎الإفراج‎ ‎رغم‎ ‎معاناته‎ ‎من‎ ‎عدة‎ ‎أمراض،‎ ‎ارتسمت‎ ‎على‎ ‎محياه‎ ‎بعض‎ ‎معالم‎ ‎الفرح‎ ‎وهو يعانق‎ ‎أبناءه‎ ‎ويتعرف‎ ‎على‎ ‎أحفاده‎ ‎العشرين والذين‎ ‎ولدوا‎ ‎جميعا‎ ‎خلال‎ ‎اعتقاله‎ ‎باستثناء سندس‎ ‎كريمة‎ ‎ابنته‎ ‎نادية‎ ‎التي‎ ‎كان‎ ‎عمرها لدى‎ ‎اعتقاله‎ ‎‏40‏‎ ‎يوما‎ ‎واليوم‎ ‎عمرها‎ ‎‏30‏‎ ‎عاما ولديها‎ ‎طفله‎ ‎اسمها‎ ‎شدى‎ ‎وعمرها‎ ‎خمسة شهور‎ ‎ØŒ‎ ‎قال:" ‎لا‎ ‎يوجد‎ ‎أجمل‎ ‎من‎ ‎الحرية‎ ‎ØŒ‎ ‎كل أسرتي‎ ‎عاشت‎ ‎العذاب‎ ‎وخاصة‎ ‎زوجتي‎ ‎التي صبرت‎ ‎وهي‎ ‎تنقل‎ ‎من‎ ‎سجن‎ ‎لآخر‎ ‎والحمد‎ ‎لله يجتمع‎ ‎شملنا‎ ‎ولكن‎ ‎فرحتا‎ ‎ستبقى‎ ‎منقوصة حتى‎ ‎يعود‎ ‎أولادي‎ ‎ماهر‎ ‎وكريم‎ ‎يونس‎ ‎وكل الأسيرات‎ ‎والأسرى‎ ‎لن‎ ‎ننساهم‎ ‎ولن‎ ‎يغمض‎ ‎لنا جفن‎ ‎حتى‎ ‎تحريرهم.‎‏ 

صفقة‎ ‎التبادل 
وبمقدار‎ ‎الصمود‎ ‎والعطاء‎ ‎والتضحية‎ ‎التي جسدها‎ ‎الأسير‎ ‎يونس‎‎ØŒ‎ ‎فإن‎ ‎الظروف‎ ‎التي‎ ‎عايشها في‎ ‎محطات‎ ‎اعتقاله‎ ‎عبر‎ ‎السجون‎ ‎انعكست‎ ‎بشكل كبير‎ ‎على‎ ‎حياته‎ ‎ووضعه‎ ‎الصحي،‎ ‎وأصبح‎ ‎يعاني العديد‎ ‎من‎ ‎الأمراض‎ ‎جلطة‎ ‎قلبية‎ ‎وورم‎ ‎في‎ ‎الأمعاء والتهابات‎ ‎في‎ ‎المفاصل‎ ‎والعينين‎ ‎والأذنين،‎ ‎ورغم ذلك‎ ‎رفضوا‎ ‎الإفراج‎ ‎عنه،‎ ‎ويقول:  "‎أفرحتنا‎ ‎صفقة التبادل‎ ‎ولم‎ ‎نصدق‎ ‎حتى‎ ‎خرجنا‎ ‎من‎ ‎السجن‎ ‎وفي كل‎ ‎الأحوال‎ ‎هي‎ ‎إنجاز‎ ‎كبير‎ ‎لكنها‎ ‎لم‎ ‎تكتمل وبحاجة‎ ‎لكسر‎ ‎باقي‎ ‎القيود‎ ‎والمعايير‎ ‎التي‎ ‎سلبتنا حريتنا،‎ ‎وشكرنا‎ ‎لحركة‎ ‎حماس‎ ‎وكل‎ ‎من‎ ‎ساهم‎ ‎في تنفيذ‎ ‎صفقة‎ ‎التبادل،‎ ‎من‎ ‎جمعيات‎ ‎أو‎ ‎مؤسسات أو‎ ‎محامين‎ ‎أو‎ ‎تنظيمات"‎ØŒ‎ ‎وأضاف:" ‎وافخر‎ ‎وأنا احيي‎ ‎زوجتي‎ ‎البطلة‎ ‎والصابرة‎ ‎الحاجة‎ ‎حليمة التي‎ ‎وهبت‎ ‎حياتها‎ ‎لي‎ ‎ولم‎ ‎تتخلى‎ ‎عني‎ ‎وعن أولادي‎ ‎وكذلك‎ ‎اشكر‎ ‎عائلتي‎ ‎وكل‎ ‎شعبي‎ ‎البطل الذي‎ ‎وقف‎ ‎دوما‎ ‎معنا‎ ‎وقاتل‎ ‎ببسالة‎ ‎لحريتنا‎ ‎ونحن فداءا‎ ‎لشعبنا".‎

عهد‎ ‎لرفاقي 
بكى‎ ‎سامي‎ ‎في‎ ‎طريقه‎ ‎لمنزله‎ ‎لأنه‎ ‎كان‎ ‎يتأمل‎ ‎أن يشاركه‎ ‎طريق‎ ‎العودة‎ ‎كما‎ ‎شاركه‎ ‎معارك‎ ‎النضال والتضحية‎ ‎والصمود‎ ‎أبناء‎ ‎عمومته‎ ‎الأسيرين كريم‎ ‎وماهر‎ ‎يونس،‎ ‎ويقول:" ‎لن‎ ‎افرح‎ ‎حتى‎ ‎أرى أحبتي‎ ‎كريم‎ ‎وماهر‎ ‎يونس‎ ‎وكل‎ ‎القدامى‎ ‎أولا والأسرى‎ ‎ثانيا‎ ‎أحرارا،‎ ‎اشعر‎ ‎بالألم‎ ‎والحسرة‎ ‎فكان يجب‎ ‎أن‎ ‎تضم‎ ‎صفقة‎ ‎التبادل،‎ ‎كل‎ ‎القدامى دون‎ ‎استثناء‎ ‎والذين‎ ‎أعاهدهم‎ ‎أننا‎ ‎لن‎ ‎نهدأ‎ ‎حتى نفرح‎ ‎بحريتهم،‎ ‎ففرحتنا‎ ‎منقوصة‎ ‎وأرواحنا‎ ‎ما زالت‎ ‎أسيرة‎ ‎معهم‎ ‎وفرحتنا‎ ‎لن‎ ‎تتم‎ ‎حتى‎ ‎نتوحد في‎ ‎ظل‎ ‎الحرية،‎ ‎وأقول‎ ‎لكل‎ ‎الأسرى‎ ‎إني‎ ‎لم‎ ‎أتحرر لأنعم‎ ‎بأحضان‎ ‎عائلتي‎ ‎فحسب،‎ ‎بل‎ ‎سأعمل‎ ‎بكل قواي‎ ‎حتى‎ ‎تتحرروا‎ ‎ونكسر‎ ‎تلك‎ ‎القيود". 

رسالة‎ ‎الأسرى 
يونس‎ ‎الذي‎ ‎اعتقل‎ ‎بتهمة‎ ‎تشكيل‎ ‎خلية لحركة‎ ‎فتح‎ ‎نفذت‎ ‎عملية‎ ‎فدائية‎ ‎واعتقل وحوكم‎ ‎بالسجن‎ ‎مدى‎ ‎الحياة‎ ‎ثم‎ ‎حدد‎ ‎Ù„‎ ‎‏40‏‎ ‎عاما ØŒ‎ ‎وعاصر‎ ‎كل‎ ‎الصفقات‎ ‎والافراجات‎ ‎التي‎ ‎شطب اسمه‎ ‎منها،‎ ‎قال:" ‎أعود‎ ‎إليكم‎ ‎برسالة‎ ‎العهد والقسم‎ ‎إلى‎ ‎شعبنا‎ ‎الفلسطيني‎ ‎وأمتنا‎ ‎العربية وتحيات‎ ‎الأسرى‎ ‎من‎ ‎داخل‎ ‎السجون‎ ‎لنطالب الجميع‎ ‎بدعم‎ ‎الدولة‎ ‎وتجسيد‎ ‎خطاب‎ ‎الرئيس لإقامة‎ ‎دولتنا‎ ‎المستقلة‎ ‎يجب‎ ‎إقامة‎ ‎دولة فلسطينية‎ ‎وأتمنى‎ ‎للربيع‎ ‎العربي‎ ‎أن‎ ‎يمنح فلسطين‎ ‎زهره‎ ‎الأخضر‎ ‎ليوفر‎ ‎لشعبنا‎ ‎فرصا أكبر‎ ‎لإقامة‎ ‎الدولة‎ ‎الفلسطينية‎ ‎وضمان‎ ‎السلام لنعيش‎ ‎في‎ ‎وطننا‎ ‎دون‎ ‎احتلال"‎ØŒ‎ ‎وأضاف: "‎نحن‎ ‎عشاق‎ ‎الحرية‎ ‎وأصحاب‎ ‎رسالة‎ ‎وقضية نعشق‎ ‎السلام‎ ‎ولسنا‎ ‎هواة‎ ‎حرب‎ ‎لذلك‎ ‎شعرنا بألم‎ ‎بسبب‎ ‎خطاب‎ ‎وموقف‎ ‎الإدارة‎ ‎الأميركية ورئيسها‎ ‎باراك‎ ‎أوباما‎ ‎وتهديده‎ ‎بالفيتو‎ ‎لوقف وإفشال‎ ‎مسعى‎ ‎القيادة‎ ‎الفلسطينية‎ ‎بالأمم المتحدة،‎ ‎وتهديدها‎ ‎بقطع‎ ‎المساعدات‎ ‎عن السلطة‎ ‎الوطنية‎ ‎بسبب‎ ‎ذلك،‎ ‎فهم‎ ‎من‎ ‎يعيقون السالم‎ ‎ال‎ ‎ذي‎ ‎لن‎ ‎نتخلى‎ ‎عنه‎ ‎ولكن‎ ‎سلامنا هو‎ ‎الذي‎ ‎يضمن‎ ‎الحق‎ ‎الفلسطيني‎ ‎والعدالة والخلاص‎ ‎من‎ ‎آخر‎ ‎احتلال‎ ‎في‎ ‎العالم.‎
وقال‎ ‎المحرر‎ ‎يونس‎‎ØŒ‎ ‎رسالة‎ ‎الأسرى‎ ‎للداخل ضرورة‎ ‎الوحدة‎ ‎وإنجاز الإنفاق ‎لإفشال مخططات‎ ‎الكيان الصهيوني‎ ‎‎والتمسك‎ ‎بقرار‎ ‎عدم التوجه‎ ‎لأي‎ ‎مفاوضات‎ ‎قبل‎ ‎تحرير‎ ‎الأسرى‎ ‎ØŒ وأرى‎ ‎أن‎ ‎العالم‎ ‎شريك‎ ‎مع‎ ‎الكيان‎ ‎في‎ ‎جريمته بحق‎ ‎شعبنا‎ ‎وأسرانا‎ ‎لذلك‎ ‎ندعو‎ ‎الجميع‎ ‎للعمل على‎ ‎تحرير‎ ‎الأسرى‎ ‎لأنه‎ ‎لن‎ ‎يكون‎ ‎سلام‎ ‎دون حريتهم‎ ‎وتبييض‎ ‎السجون ".‎
ولم‎ ‎تشمل‎ ‎الصفقة‎ ‎أبناء‎ ‎عمومة‎ ‎سامي الأسيرين‎ ‎كريم‎ ‎وماهر‎ ‎يونس‎ ‎واللذان‎ ‎نفذا معه‎ ‎العملية‎ ‎الفدائية‎ ‎التي‎ ‎أدت‎ ‎لاعتقالهما، وبالإفراج‎ ‎عن‎ ‎نائل‎ ‎وفخري‎ ‎البرغوثي‎ ‎عمداء الأسرى‎ ‎السابقين‎ ‎يصبح‎ ‎كريم‎ ‎وماهر‎ ‎يونس‎ ‎هما عمداء‎ ‎الأسرى‎ ‎الفلسطينيين‎ ‎والعرب.‎

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 21/10/2011)