الأسرى الأردنيون.. معاناة متفاقمة وحرية حبيسة التطبيع

دفعت حالة التهميش التي تتعبها حكومة المملكة الأردنية الهاشمية الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال الصهيوني إلى خوض إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على تخلي بلادهم عنهم، وسحب الجنسية الأردنية من بعضهم.
وشهدت سجون الاحتلال الخميس الماضي لأول مرة إضرابا مفتوحا عن الطعام يخوضه أسرى أردنيون يبلغ عددهم 26 أسيران موجهين مطالبهم إلى حكومة بلادهم.
ويسعي الأسرى الأردنيون إلى تحقيق عدة أهداف من وراء إضرابهم: أولها تنظيم زيارات دورية لذويهم، ومساعدتهم في إرسال الملابس والنفقات الشهرية، وإرسال لجنة طبية تقف على وضعهم الصحي المتردي إلى جانب مناقشة ملفات الاتهامات المنسوبة إليهم للوقوف على حقوقهم القانونية من قبل محامين أردنيين، والعمل على الإفراج عنهم.

منع أمني
عائلة البرغوثي هي إحدى العائلات الأردنية القابع نجلها الأسير عبد الله البرغوثي في سجن "جلبوع" الصهيوني. وتعاني هذه العائلة الحرمان من زيارة نجلها، وفق محمد البرغوثي شقيق الأسير، الذي أوضح أن عائلته لم تزر شقيقه عبد الله منذ عام2003 .
ويفيد البرغوثي في اتصال هاتفي، بأن الاحتلال يمنع والده المسن 80 عاماً، ووالدته المسنة  65عاماً، وأشقاءه الأربعة من الزيارة، فضلاً عن حرمان الاحتلال أيضاً لزوجته وأبنائه الثلاثة القاطنين في الضفة الغربية من الزيارة.
ويوضح البرغوثي أن عائلته لا تعلم أخبار شقيقه الأسير في سجون الاحتلال الصهيوني، إلا عبر رسائله المسربة من داخل تلك السجون، متهمًا الديوان الملكي ووزارة الخارجية الأردنية بالتقصير والإهمال بحق شقيقه الأسير وكافة الأسرى الأردنيين.
ويطالب الحكومة الأردنية بالعمل الجاد على إنهاء إضراب الأسرى الأردنيين، والاستجابة لمطالبهم العادلة.
يذكر أن الأسير عبد الله البرغوثي قيادي في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"ØŒ تزوج من ابنة عمه واستقر في الضفة الغربية، واعتقل في 5 مارس/ آذار2003 ØŒ واتهمته قوات الاحتلال بالضلوع في قتل  67صهيونياً، وحكمت عليه بالسجن المؤبد 67 مرة.
وتشترك عائلة البرغوثي مع باقي العائلات الأردنية في الألم والحسرة، غير أن حكم السجن على نجلها يعتبر الحكم الأعلى في العالم.

مضايقات
"علي نزال"، هو أسير أردني معتقل في سجون الاحتلال، اعتقلته قوات الاحتلال في أبريل نيسان2006 ، وحكمت عليه بالسجن لمدة 20 عاماً، بتهمة الانتماء لحركة حماس، والمشاركة في عمليات تفجيرية ضد مضربون عن الطعام لليوم الثالث على التوالي أهداف صهيونية.
يقول شقيقه محمد: "إن الحكومة الأردنية نسقت زيارة رسمية لبعض عوائل الأسرى الأردنيين عام2008 ، وقد تمكنا من الزيارة آنذاك، وكانت هذه هي الزيارة الوحيدة".
ويضيف: "إن والدي زاد في عمره عن ثمانية عقود، وقد توفيت والدتي قبل اعتقال علي، غير أن تلك المعاناة تتفاقم مع غياب أخباره، ورفض الاحتلال السماح للعائلة بزيارته".
ويشير إلى أن شقيقه متزوج من ابنة عمهم وتقطن حالياً في الضفة الغربية، وهي ذاتها ممنوعة من الزيارة، داعياً الحكومة الأردنية للوقوف عند مسئولياتها الدبلوماسية، والعمل على خدمة أبنائها القابعين في سجون الاحتلال.
وللأسير علي نزال ثلاث من البنات، والكلام لشقيقه، الذي أبرق خبر "حمل" زوجة شقيقه عن طريق تهريب الأسير لنطفة ذكرية من داخل السجون، تم تلقيحها عبر الطرق الصناعية.

تملص واضح
مسئول ملف الأسرى الأردنيين في جماعة الإخوان المسلمين أنس أبو خبير، اتهم الحكومة الأردنية، وخاصة وزارة الخارجية بالتقصير والإهمال المقصود بحق أبناء المملكة الهاشمية القابعين في سجون الاحتلال.
وقال أبو خبير: "إن وزارة الخارجية الأردنية لا تعلم أعداد الأسرى الأردنيين، ولا تطلع على أخبارهم وأوضاعهم رغم بطلان اعتقال بعضهم من قبل الاحتلال، عازيًا ذلك إلى عزوف الحكومة عن ملف الأسرى، والتزامها بكافة الاتفاقيات "التطبيعية" مع الكيان الصهيوني.
ويقبع في سجون الاحتلال الصهيوني 26 أسيراً أردنياً، والكلام ل "أبو خبير"، تخلّت الأردن عن بعضهم، وسحبت جنسيات 3 منهم وهم: رياض صالح، رأفت العسعوس، سامر البرق، في حين اعتقلت قوات الاحتلال حديثًا الأسيرين عطا عياش، والطفل محمد سليمان 17 عاماً.
وأضاف: "وزارة الخارجية لا تحدث بيانات الأسرى، رغم إمدادنا لهم بكافة المعلومات والبيانات الوطنية عنهم". ونوه إلى أن مجمل الأسرى الأردنيين، اعتقلهم الاحتلال على جسر الملك حسين أثناء زيارتهم لأهاليهم في الضفة الغربية، أو بالقرب من الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد أن الجماعة تسعى للضغط على الديوان الملكي، والسفارة الأردنية في العاصمة عمان، من أجل الوقوف عند مسئولياتها السياسية، لنصرة أبنائها الأسرى والدفاع عن حقوقهم ومطالبهم. ودعا وسائل الإعلام إلى التطرق لملف الأسرى العرب في سجون الاحتلال؛ لافتاً النظر إلى أن الأيام القادمة ستشهد مزيدًا من الحراك الشعبي والالكتروني الداعم لهم.
يشار إلى الأردن تحكمه علاقة تعاونية مع الكيان الصهيوني، بموجب معاهدة سلام "وادي عربة"1994 م، بإشراف أمريكي على تنظيم الحدود بينهما، وجعلت هذه المعاهدة العلاقات بين البلدين طبيعية وأنهت أي نزاع وحددت الشريط الحدودي بينهما. وبناءً على هذه المعاهدة يتم تبادل العلاقات الدبلوماسية والاجتماعية والاقتصادية بين البلدين.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 4/5/2013)