دموع وزغاريد في استقبال الأسرى المحررين بغزة

دموع وزغاريد وأهازيج وأغان وطنية وألعاب نارية أطلقت في السماء وأعلام فلسطينية ورايات فصائلية زينت المكان وأطفال ونساء ورجال وشيوخ احتشدوا بالآلاف في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة منذ ساعات الفجر لاستقبال الأسرى المحررين. Ø³Ø§Ø­Ø© «Ø§Ù„كتيبة» التي امتلأت عن بكرة أبيها بالمواطنين، تحولت إلى كرنفال احتفالي تجسدت فيه روح الوحدة الوطنية. Ø§Ù„دموع انهمرت وعجزت الألسنة عن التعبير عن الفرحة العارمة التي غمرت القلوب قبل لحظات من استقبال فلذات الأكباد التي فرقت بينهم سنوات الأسر. 
مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية كانت حاضرة بقوة منذ وقت مبكر في المكان، كل منها أخذ موقعه لتغطية هذا الحدث المهم بطريقته الخاصة. Ø§Ø²Ø¯Ø­Ù…ت شوارع مدينة غزة المؤدية إلى ساحة الكتيبة حيث المكان المخصص لاستقبال الأسرى المحررين، بمئات المواطنين ووسائل النقل بمختلف أنواعها وهي تصدح بمكبرات الصوت، والأغاني الوطنية.
الطفل محمد عصفور (15 عاما) جاء منذ ساعات الصباح الباكر سيرا على الأقدام إلى ساحة الكتيبة للمشاركة باحتفالات استقبال الأسرى. ÙˆØ¹Ø¨Ù‘ر محمد من سكان حي الدرج شرق مدينة غزة، عن فرحته الكبيرة بالإفراج عن الأسرى. ورغم أنه لا يوجد له أقرباء من الأسرى المفرج عنهم، إلا أن محمد وصف عملية تحرير الأسرى بـ «Ø§Ù„عرس واليوم الوطني الكبير». ÙˆØªÙ…نى ذلك الطفل وهو يلوح براية لحركة «ÙØªØ­»ØŒ أن يتم الإفراج عن جميع الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال الصهيوني.
صور الرئيس «Ø£Ø¨Ùˆ مازن» وصور الشهيد ياسر عرفات وقادة الفصائل الشهداء والأسرى رفعت عاليا خلال الاحتفالات. Ø¹Ø¨Ø¯ الله أبو كويك من سكان مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، بدت عليه علامات الإرهاق والتعب من شدة الحرارة والازدحام الشديد. Ù„كن كل ذلك لم يؤثر على عزيمة عبد الله (20 عاما) ومشاركته استقبال الأسرى والمحررين الذين قضوا زهرات شبابهم في غياهب السجون.
وقال عبد الله: «Ù…شاركتي هي أقل ما أستطيع تقديمه لهؤلاء الأبطال الذين حرموا الحرية لسنوات أكبر من عمري بكثير». وأضاف، «Ø£Ø´Ø¹Ø± بفرحة كبيرة وإن شاء الله يتم تحرير جميع الأسرى». Ù…سيرات محمولة وأخرى سيرا على الأقدام جابت مختلف شوارع قطاع غزة من شماله حتى جنوبه، فيما علت التكبيرات من مآذن المساجد.
وعلقت في الشوارع الرئيسة وعلى مفترقات الطرق اللافتات المرحبة بالأسرى الأبطال. فيما استعدت عائلات الأسرى المفرج عنهم لاستقبال أبنائها، ونصبت الخيام بالشوارع وزينتها بصور الأسرى والأعلام الفلسطينية، وكتبت على جدران المنازل الشعارات المرحبة بالأسرى والتي تشيد بصمودهم.
وأصرّ الطفل خير السوافيري (16 عاما) من مدينة غزة شرقا على الحضور إلى ساحة الكتيبة برفقة أصدقائه لمشاهدة الأسرى والاحتفاء بهم. وأبدى فرحته بتحرير الأسرى، مشيرا إلى أنه يوم نصر للشعب الفلسطيني.
بدورها أطلقت الحاجة «Ø£Ù… محمود» (70 عاما) زغرودة قوية رغم كبر سنها وهي تقول: «Ø¹Ù‚بال الباقين يا رب العالمين».

(المصدر: صحيفة الحياة الجديدة، 19/10/2011)