خضر عدنان.. إضراب حتى الشهادة على الطريقة الإيرلندية

بات واضحاً أن الأسير خضر عدنان المضرب عن الطعام منذ 51 يوماً ماضٍ في إضرابه حتى الموت، متبعاً طريقة المناضل الايرلندي بوبي سانز الذي استشهد في الزنازين البريطاني ة بعد 65 يوما وهو يطالب بالاعتراف به كمعتقل سياسي.
ومع مواصلة الأسير عدنان رفضه وقف الإضراب رغم دخول حياته دائرة الخطر الحقيقي ونقله يوم أمس بشكل عاجل إلى المستشفى بدأ المتضامنون معه من أسرى محررين يتوجسون خيفة أن يكونوا أمام نموذج فلسطيني للمناضل الإيرلندي سانز.
هو ماضٍ في إضرابه حتى النصر أو الشهادة، قال الأسير المحرر ياسر صالح الذي أمضى 17 عاماً في سجون الاحتلال ويعرف الأسير عدنان بشكل جيد.
وأضاف:  كل ما يصلنا منه بطرق مختلفة يشير إلى أنه سيواصل الإضراب عن الطعام حتى ينهي اعتقاله الإداري أو يستشهد.
ويؤكد صالح أن استشهاد عدنان لا يعني شيئاً للعالم الذي يراق بقضيته بصمت مطبق، منتقداً عدم وجود تضامن شعبي ورسمي بالشكل المطلوب.
وقال إن الشيخ عدنان يسير على نفس الطريق الذي سار عليه المتضامن الإيرلندي الذي أمضى 65 يوما في الإضراب عن الطعام حتى استشهد.
يذكر أن تدهوراً خطيراً طرأ على صحة الأسير عدنان خلال اليومين الماضيين وبات يعاني من تضخم في القلب وانخفاض في سرعة النبض، الأمر الذي استوجب تحويله إلى قسم القلب في مستشفى "زيف" بصفد.
وبدأ عدنان في تقيؤ عصارته المعدية ما يرفع من درجة الخطورة على حياته.
ويراهن كثير من العارفين ببواطن الأمور حول الإضرابات عن الطعام على القوة الجسدية للأسير عدنان للعيش مدة أطول، إلا أنهم يؤكدون أن دخوله الأسبوع السابع عن الإضراب يعني أن العد التنازلي بدأ.
ويقول الأسير المحرر جبر وشاح نائب رئي س المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن الخطر الحقيقي يبدأ على حياة الأسير المضرب عن الطعام بعد الأسبوع السابع.
وأضاف: بعد 50 يوماً من الإضراب الكامل عن الطعام ما عدا الماء والملح يصبح الخطر واقعاً في كل لحظة.
وأكد وشاح الذي أمضى 15 عاماً في سجون الاحتلال أن الإضراب عن الطعام داخل السجن ليس نزهة، مشيراً إلى أنه الخيار الأصعب والأخير الذي يلجأ إليه المعتقلون تعبيراً عن الاحتجاج على سياسة ما أو لانتزاع حقوقهم.
وقال وشاح إن المعتقل الذي يخوض إضراباً عن الطعام لفترة طويلة يعاني بعد فك الإضراب من آثار مختلفة على جسده.
وكانت الحركة الأسيرة شهدت إضرابات تاريخية أهمها الإضراب الذي خاضته في سجن عسقلان عام 1976 واستمر  45يوما، إلى جانب الإضراب الشهير في سجن نفحة عام1980 إضافة إلى الإضراب الجماعي في السجون عام 1992 Ù…. ويتخوف الأسرى المحررون من إمكانية أن تلجأ قوات الاحتلال إلى إطعام الأسير خضر عدنان بالقوة عن طريق التغذية الإجبارية لتلافي ضغوط محتملة عليها إذا أصابه مكروه.
وإذا لجأت إدارة السجن إلى هذا الأسلوب كما قال وشاح، فإن احتمالية إدخال أنبوب التغذية إلى الرئتين بدلاً من المعدة يصبح وارداً الأمر الذي يتسبب في قتل الأسير كما حدث مع الأسيرين راسم حلاوة وعلي الجعفري عام 1980 م ولاحقاً الأسير اسحق مراغة عام 1983 م.
ويؤكد وشاح أن على مؤسسات حقوق الإنسان والمحافل الدولية ممارسة كل ضغط على حكومة إسرائيل لوضع حد لسياسة الاعتقال الإداري.
وقال إن إضراب عدنان صرخة في وجه العالم لإنهاء الإجراءات غير الإنسانية التي تمارسها إسرائيل مستندة إلى ثقافة الحصانة التي تتمتع بها.

(المصدر: صحيفة الأيام الفلسطينية، 7/2/2012)