مؤسسة مهجة القدس ©
خضر عدنان: انتصار الأمعاء مرّة أخرى
بقلم: أشر٠العجرمي
الإعلان عن قيام الأسير خضر عدنان بÙÙƒ أو تعليق إضرابه عن الطعام بعد 66 يوماً من إضراب متواصل، Øطم رقماً قياسياً، هو انتصار لإرادة هذا المناضل ÙÙŠ وجه الإجراءات الاØتلالية الظالمة التي تÙرضها السلطات الصهيونية على الأسرى والمعتقلين الÙلسطينيين، وخاصة الاعتقال الإداري الذي ينÙرد Ùيه الاØتلال دوناً عن كل دول العالم ÙÙŠ تطبيقه. ولكن هذا الانتصار الذي يضا٠إلى سلسلة انتصارات عظيمة Øققها الأسرى الÙلسطينيون ÙÙŠ السجون والمعتقلات الصهيونية هو انتصار جزئي لأنه ينهي Ùقط اعتقال الأسير خضر عدنان، أو بالأØرى يمنع التجديد الإداري له بعد انقضاء الÙترة التي قررتها سلطات الاØتلال وهي تنتهي بعد شهرين، وهذا Øسب صØÙŠÙØ© "يديعوت اØرونوت (21/2) التي قالت إن المØكمة العليا قررت عدم التمديد له والإÙراج عنه بعد شهرين، ولا يتØقق الانتصار الكامل ÙÙŠ هذه القضية سوى بإلغاء الاعتقال الإداري بصورة كاملة.
الاعتقال الإداري هو نمط من الاعتقال غير المØدد بسق٠زمني عندما تÙشل سلطات الاØتلال ÙÙŠ الوصول إلى دلائل وإثباتات Øول قيام أي مواطن Ùلسطيني بعمل ما يخال٠قوانين وأنظمة الاØتلال لكي تتم Ù…Øاكمته والØكم عليه بناء على التهمة الموجهة إليه من قبل المØاكم العسكرية التي يعتبر وجودها ÙÙŠ Øد ذاته مخالÙاً للقوانين الدولية، كما هول Øال الاØتلال Ù†Ùسه. وهو سي٠يسلط على رقبة أي مواطن لا يرضى الاØتلال عن سلوكه، أو ترغب ÙÙŠ معاقبته، أو Øتى ÙÙŠ إطار التدخل السياسي ÙÙŠ الشأن الÙلسطيني كما ÙŠØدث مع اعتقال نواب المجلس التشريعي، الذين يجري اعتقالهم ÙÙŠ الأغلب اعتباطاً ودون وجود "مخالÙات" ÙˆÙقاً للقوانين والأنظمة العسكرية الصهيونية. ويمكن لأي Ùلسطيني أن يمكث سنوات طويلة ÙÙŠ السجن، ويجدد له الاعتقال الإداري بصورة شبه تلقائية، لأن السلطات العسكرية الصهيونية لا ترغب ÙÙŠ رؤيته خارج الأسوار.
ÙÙŠ قضية خضر عدنان، أثبت الشعب الÙلسطيني مجدداً أنه ÙˆÙيٌّ لأسراه ويهتم بشؤونهم وأخبارهم ومعاناتهم، وهذا ما عبّر عن Ù†Ùسه ÙÙŠ التØركات الجماهيرية ÙÙŠ مختل٠مناطق الوطن، ÙˆØتى ÙÙŠ الشتات. صØÙŠØ Ø£Ù† هذه التØركات لم تكن Øاشدة بما يكÙÙŠØŒ باستثناء التظاهرة الكبيرة التي نظمتها Øركة "الجهاد الإسلامي" ÙÙŠ قطاع غزة، ولكنها عبّرت عن قلق الجماهير على وضع الأسرى وما يتعرضون له من ظلم وأذى وتنكيل على أيدي سلطات الاØتلال.
وعدا عن التعاط٠الشعبي الواسع مع إضراب الشيخ خضر عدنان والØرص على Øياته ÙÙŠ سلسلة الÙعاليات التي تم تنظيمها، كشÙت هذه القضية عن ضع٠الأØزاب والقوى السياسية وعدم ارتباطها بالجماهير وعدم قدرتها على الØشد وإقناع الناس بتلبية نداءاتها، ربما لأن الناس شعروا بعدم الجدية، أو لأن الرصيد الشعبي لغالبية القوى والتنظيمات تآكل. وهذا إنما يدل على وجود Ùجوة Øقيقية بين الشارع والقيادات السياسية التي بالكاد استطاعت أن تلم Øول Ù†Ùسها بضعة مواطنين لا يتجاوزون العشرات ÙÙŠ Ø£Ùضل الأØوال. لكن أخطر ما كشÙته قضية خضر عدنان هو عدم وجود Øركة أسيرة موØدة ومنظمة قادرة على التصدي لإجراءات وممارسات وسياسات الاØتلال، ÙØجم التضامن مع الشيخ عدنان ÙÙŠ السجون والمعتقلات كان ضئيلاً ولا يرقى إلى المستوى اللائق بالØركة الأسيرة التي باتت تÙتقد الخطوات والاستراتيجيات الموØدة. ومن المؤس٠ألاّ تØرك قضية تعرض مناضل للأذى وإصراره إلى تعريض Øياته لخطر الموت المØقق كل الØركة الأسيرة لتهب هبة رجل واØد تداÙع Ùيها عن Øياة أسير، ÙÙŠ قضية يمكن أن تمس الجميع، وكان يمكن أن تÙسجل Ùيها سابقة ÙƒÙاØية أو عودة إلى الماضي المجيد والمشرّ٠للØركة الأسيرة.
للأس٠لا تزال الØركة الأسيرة تعيش Øالة التشرذم وعدم وجود ÙˆØدة Øقيقية Øتى ÙÙŠ الأمور التي يجمع عليها كل الأسرى، بعيداً عن الخلاÙات السياسية وأية أشياء يمكن أن تعكر صÙÙˆ الوØدة. لا زلنا نشاهد Øركة Ù…Ùتتة غير قادرة على الإجماع على الإضراب ليوم واØد ÙƒØد أدنى أو Øد أقصى لا يهم.
إن Øركتنا الأسيرة التي كانت النبراس لكل أبناء الشعب، تزرع Ùيه العزيمة والجلد والقدرة على المواجهة، وتجسد ÙÙŠ عيون الجميع صورة رائعة ومثالاً ÙŠØتذى ÙÙŠ الوØدة رغم كل الظروÙØŸ!! ماذا جرى أيها الأبطال Øتى تنطÙئ بعض شموعكم، وتتنازعكم الأهواء ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø ÙˆØªØªØ£Ø«Ø±ÙˆØ§ بقذارة السياسة ولغط السياسيين، وتنسوا أصل وجودكم ÙÙŠ الأسر، وتتجاهلوا الØقيقة الصلبة العنيدة الواØدة التي تقول إن عدوكم واØد هو الذي يكبلكم بالأغلال ويمنع عنكم الشمس ويØتجز Øرية أجسادكم؟!
قد يكون كلامنا قاسياً على هؤلاء الأبطال ولكن العتب يكون على قدر الأمل والمØبة. ولنا أن نلومهم لأننا لا نتوقع منهم سوى كل ما هو مشرّ٠ومدعاة للاÙتخار، ولكننا لا ننسى أن الØركة الوطنية كله بمركباتها الوطنية العلمانية والإسلامية تعيش Øالة متأزمة، تبدو Ùيها وكأنها Ùقدت البوصلة أو Ùقدت القدرة على التأثير. ولم تعد لديها Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø§Ø¯Ø±Ø© والابتكار، وهي لا تزال تنتظر من الجماهير أن تثور لكي تركب هي على صهوة أي ثورة شعبية وتتنازع Ùيما بينها الادعاء من هو المÙجر والقائد لهذه الثورة.
لقد بتنا ÙÙŠ وضع المتلقي الذي ينتظر مصيره، أو ينتظر أن يأتيه العون من الخارج، هذا هو Øال Ùصائلنا وقوانا المختلÙØ©ØŒ ولكن شعبنا غير ذلك ويستطيع دائماً أن ÙŠÙاجئ وينقذ الوضع.
(المصدر: صØÙŠÙØ© الأيام الÙلسطينية، 22/2/2012)