مؤسسة مهجة القدس ©
خضر عدنان يخترق جدران خزان الاعتقال الإداري
بقلم: وليد الهودلي
لا بد من التأكيد على نقاط هامة جدا ÙÙŠ هذا الإضراب غير المسبوق ÙÙŠ تاريخ الØركة الأسيرة الÙلسطينية:
- لأول مرة يصل الإضراب مدة خمسين يوما وهو إضراب لم يأخذ Ùيه المضرب ما تجيزه قوانين الإضراب العالمية من تناول لكأس Øليب صباØا وآخر مساء كما Øدث مثلا ÙÙŠ إضراب الأسرى لسنة 2000 والذي استمر واØدا وثلاثين يوما ونتج عنه انتÙاضة الأسرى ÙÙŠ Øينها Øيث تØرك المجتمع الÙلسطيني بكل قوة مساندا إضراب أبنائه ÙÙŠ السجون.. لم يسبق أن واصل المضربون إضرابهم الى هذا الرقم وبشكل متواصل.. وكل من خاض الإضراب يدرك تماما درجة الخطورة وشدة الألم ومرارة الجوع ووهن الجسد وضراوة المواجهة بÙارق هائل للإمكانات. أض٠الى ذلك أن المضرب اليوم يقوم بالمواجهة ÙˆØده بينما لو كان الأمر مع جماعة يقوي بعضها بعضا لكان الأمر أسهل.. ومع الضع٠الذي يتناهى ÙÙŠ شدته ليبلغ أقسى الدرجات Ùإن المطلوب منه أن يصد أعتى أنواع الØروب النÙسية التي تصاØب الإضراب عادة من قبل إدارات السجون الصهيونية. إن هذا الإصرار العجيب يدل بكل تأكيد على أن الرجل ÙŠØمل إرادة عظيمة وقضية عظيمة Ùلا يعقل أن يستمر الى اليوم من أجل مسألة بسيطة وبما أنها كبيرة Ùلا بد لمن يعلق جرسها ويطرق خزانها السميك من صاØب إرادة قوية وهمة عالية Ùريدة..
- ما الذي دÙعه الى هذه المعركة الخارقة إذن؟ إنهما أمران ما Ùتئت السلطات الصهيونية تمارسهما بكل صل٠وإصرار وبشكل يومي ودائم دون أن تØظى لغاية الان من الضغط والتأثير الذي يعكس Ù†Ùسه على هذه الممارسات "المعادية للسامية" والتي تصل الى التغيير ÙÙŠ هذه السياسة: أولهما الإصرار على تعذيب المعتقل Ù†Ùسيا وجسديا والأدهى والأمر من هذا الإصرار على الإهانة والتنكيل بشكل صارخ.. والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تØصى إذ لا يكاد يوجد بيت Ùلسطيني إلا واقتØمت أعماقه صورة من صور التنكيل المريع من خلال بعض Ø£Ùراده الذين مروا بالتجربة.. ما الجديد إذا عندما يمر خضر عدنان بمثل هذا ÙÙŠ تجربته الجديدة والمتجددة مع الاعتقال؟؟ لماذا لا يبلعها ويصمت كما ÙŠØدث مع الكثيرين؟ ما أكثر الصامتين عندما ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¥Ù‡Ø§Ù†Ø© عادة يستمرؤها أغلب الناس لقد قرر الشيخ أن يخترق جدار الصمت.. لقد قرر أن يكش٠هذه الممارسات المتواصلة وبطريقة مميزة.. لا أبلغ من تكلم الأمعاء الخاوية لتدق نخوة الناس وتثير Ùيهم غبار المعارك السابقة التي خاضها الشعب مع أسراه.. تلتØÙ… إرادة Øرة أبية بإرادة شعب لم يعر٠أبدا ÙÙŠ قاموسه Øالة الانØناء والخنوع وتجرع الإهانة بصمت.. أما ثاني الأمرين التي دÙعت بقوة إرادة الشيخ وزودتها بكل هذا الوقود Ùهي سياسة الاعتقال الإداري.. لقد عانى من هذه السياسة الآلا٠على مدار أربعة عقود من الزمن وما زالت هذه السياسة قائمة ومستمرة طالما أن الاØتلال لا يضغط عليه الضغط الكاÙÙŠ لتغيير هذه السياسة.. هنا يق٠الشيخ خضر كما يق٠كل من يعتقل إداريا ÙÙŠ يومه الذي يتلقى Ùيه القرار ويقع على Ù†Ùسيته ونÙسية أهله وذويه كالصاعقة إذ يعني لهم ما يعني: أقلها ÙØªØ Ù…ÙŠØ¯Ø§Ù† معركة Ù†Ùسية Ù…ÙتوØØ© قد تستمر خمس سنوات وليت المعتقل يعر٠منذ البداية كم سيمكث ÙÙŠ السجن؟ الأمر يخضع لمهازل تسمى Ù…Øاكم ظلما وزورا وطواقم Ù…ØترÙØ© ÙÙŠ ÙÙ† التعذيب النÙسي هي التي تقرر التجديد تلو التجديد ومرمرة المعتقل بين ما يسمى بمØاكم التثبيت تصوروا بأن مهمة هذه المØكمة تثبيت قرار المخابرات ÙÙŠ تجديد المعتقل الإداري وهناك Ù…Øكمة الاستئنا٠Øيث ÙŠØªØ§Ø Ù„Ù‡Ø°Ù‡ المØكمة الثناء على Øكم Ù…Øكمة التثبيت أو أن تنزل شيئا من الØكم لتعود ثانية الى المربع الأول قرار ضابط المخابرات ثم Ù…Øكمة التثبيت ثم الاستئنا٠والعودة الى بدء ليستنز٠المعتقل Ù†Ùسيا ويمرر عبر قوارير مختبرهم ÙÙŠÙØص ويمØص التقرير السري المرة تلو الأخرى ليصل ÙÙŠ النهاية الى اقتطاع من عمر المعتقل عدة سنوات وهو لا يعلم شيئا عن التهمة السرية التي ÙŠØاكم عليها... قلنا أن الشيخ خضر على Ù…Ùترق طرق كما كل معتقل إداري Ùهل يسير ÙÙŠ هذا النÙÙ‚ بصمت أم يقرع الجدران؟ لقد قرر أن يعمل بطريقة يتميز Ùيها عن زمن غسان كنÙاني إذ كان أيامها الÙلسطيني المهرب على الØدود والهارب من نكبة صنعها له ذات الاØتلال عليه أن لا يموت ويواصل الØياة.. بينما النقلة العظيمة التي ينقلنا إليها عدنان هي أنه لم يعد للÙلسطيني مقبولا أن يكتÙÙŠ بقرع الجدران طلبا للقمة العيش وإنما عليه أن ينتزع Øقه من براثن الاØتلال بعدم الدخول أصلا ÙÙŠ خزان الاØتلال.. الاØتلال يريد لنا أن نتعاطى مع جدران Ù…Øاكمه الهزلية لننتظر أن يمن علينا بالاÙراج بعد أن يطول بنا الزمان.. يريد لنا أن نقتنع بجدران الزنازين التي يذيقنا Ùيها شتى أنواع الانتهاكات.. يريد لنا أن نقولب نضالاتنا بما لا نتجاوز جدرانه وجدران العالم المناÙÙ‚ الذي يمول هذه الجدران.. أراد خضر أن يقلب ويØطم هذه الجدران وأن لا يخضع لمعادلاتها بتاتا واختار لذلك معولا انتزعه من أمعائه الخاوية.. لم يتركوا لمن يتمتع بهذه ال Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Øرة العالية أي خيار ÙŠØاÙظ به على أدنى درجات الكرامة.. لم يعد أمامه إلا خياران: إما دخول الخزان (وخزان اليوم يختل٠عن خزان غسان) وإذا تسنّى له وللمنظومة التي تعمل من داخل الخزان أن تدغدغ جدرانه السميكة Ùتدين وتشجب وتستنكر بصوت هادئ ÙˆØزين لا يزعج الاØتلال، أو أن يصمم عدم دخول هذه اللعبة من خلال إبداع جديد تسنده إرادة قوية لا تلين.. ولقد سبق لامرأة - عطا٠عليان – قادوها للاعتقال الإداري سنة 97 Ùأضربت أربعين يوما لتخرج بعدها مغلقة لهذا المل٠على النساء لعدة سنوات..
- لا بد وأن تستغل هذه المعركة التي ÙتØها عدنان لتكون الشرارة الØاسمة لإنهاء سياسة الاØتلال ÙÙŠ الاعتقال الإدارية بهد٠الإغلاق الكامل لهذا المل٠الأسود.. خاصة إذا اطلعنا على Ø¥Øصائيات هذا المل٠لنجد أرقاما مريعة كما ونوعا.. هناك من أسرى الاعتقال الإداري من أمضى ما يزيد عن خمسة عشر عاما كمجموع لسجناته الإدارية، وهناك من تجاوز الخمس سنوات ÙÙŠ سجنة إدارية واØدة من غير أن يصل الى ÙÙƒ رموز التقرير السري الذي يتناوشونه على شرÙÙ‡ من Ù…Øكمة لأخرى تزيد Ùيها Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø§Ø¯ÙŠØ© للسامية كلما على اسمها وشكلها، Ùالعليا مثلا تمارس الطقوس بطريقة أكثر براعة ومهنية Øيث تبجل التقرير السري وتكن له كل الاØترام والتقدير.. لقد كش٠عدنان بإضرابه المÙØªÙˆØ Ø¹Ù† الطعام الاعتقال الإداري وكش٠كل مساوئه على الملأ Ùما علينا إلا التقاط هذه اللØظة التاريخية الØاسمة والتØرك بكل قوة لإنقاذ Øياته أولا ÙˆÙÙŠ Ù†Ùس الوقت Ø·Ø±Ø Ù…Ù„ÙÙ‡ ومل٠الاعتقال الإداري على كل المؤسسات العالمية التي من شأنها أن تناضل من أجل Øقوق الإنسان ولنتخيل أن المضرب عن الطعام كان صهيونياً أو أمريكيا أو Ùرنسيا أو Øتى جنوب Ø¥Ùريقي.. كي٠ستكون وقÙØ© هذه المؤسسات؟؟ ولا بد أن تتØمل كل الجهات مسؤولياتها عن Øياة هذا الرجل الذي قرر أن يخترق خزانا آسنا طال عليه زمان القهر والطغيان.
(المصدر: صØÙŠÙØ© القدس الÙلسطينية، 10/2/2012)