الأسرى المحررون في خطر!!‏

اغتالت دولة الاحتلال الأسير المحرر محمود أحمد حنني والشيخ زهير العشي في قطاع غزة، كما أكدت تقارير العديد من وسائل الأنباء. واستشهد الشاب زكريا جمال أبو عرام – ٢٢ عاما في يطا بنيران القوات الصهيونية خلال محاولته مع عدد من الأهالي منع سلطات الاحتلال من اعتقال الأسير المحرر خالد المخامرة. وقبل ذلك اعتقلت القوات الصهيونية المحررة هناء الشلبي التي تواصل إضرابها عن الطعام للأسبوع الرابع على التوالي، كما اعتقلت غيرها من الأسرى المحررين في صفقة التبادل الأخيرة، وهو ما يعني أن هؤلاء الأسرى باتوا مستهدفين من قبل سلطات الاحتلال أما بالاغتيال مع الشهيد حنني، وهو من بيت فوريك ولكن دولة الكيان أصرت على إبعاده الى قطاع غزة في صفقة التبادل، وأما أنهم مهددين بالاعتقال تحت ذرائع واهية وتحت ستار الاعتقال الإداري.
هذه التطورات تشير بوضوح الى أن حكومة الاحتلال تنتهك بشكل فظ اتفاق تبادل الأسرى الأخير الذي لعبت فيه مصر دورا رئيسيا إضافة الى أطراف أخرى، كما تشير الى أن سلطات الاحتلال تلاحق هؤلاء الأسرى المحررين بصورة انتقامية بسبب ما أسندت لهم من اتهامات علما أن الرئيس الصهيوني وقع عشية تنفيذ صفقة التبادل قرارات عفو عن كل واحد من الأسرى المحررين، وهو إجراء يفرضه القانون الصهيوني. وعدا عن ذلك فأن هذه التطورات تشكل تصعيدا صهيونياً آخر ضد الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية وفصائله يضاف الى تصعيدها المتواصل فيما يتعلق بالاستيطان وحملات الدهم والاعتقال ومواقفها المتشددة المعلنة فيما يخص عملية السلام، مع كل ما يعنيه هذا التصعيد من تداعيات وانعكاسات خطيرة على امن واستقرار المنطقة خاصة وان الشعب الفلسطيني بأسره لن يقبل استمرار مثل هذه الممارسات التي اقل ما يقال فيها انها انتهاك فظ للقانون الدولي وللاتفاقيات عدا عن أنها استهداف واضح يمس أمن ووجود وحقوق الشعب الفلسطيني.
ولذلك نقول إن دولة الاحتلال بممارساتها هذه ضد الأسرى المحررين أشعلت ضوءا أحمر يجب أن يلتفت له كل فلسطيني بدءا بالرئاسة والحكومة ومنظمة التحرير ومرورا بكل المنظمات الحقوقية ووصولا الى المحررين أنفسهم. وعلى الصعيد العربي والدولي فان ذلك يجب أن يشكل أساسا لتحرك كامل خاصة من قبل مصر الشقيقة التي كان لها دور أساسي في اتفاق التبادل لضمان عدم استمرار هذه الملاحقة ومحاسبة الكيان على ما يرتكبه بحق هؤلاء الأسرى، هذا عدا عن ضرورة وجود تحرك عربي شامل بهذا الشأن في مختلف المحافل الدولية التي يجب أن تكون على اطلاع كامل على حقيقة هذه الانتهاكات الصهيونية وحقيقة ما يتعرض له الأسرى المحررون من اغتيال واعتقال دون أي مبرر. وأخيرا، فأن هذه المسألة باتت بحاجة ملحة الى تحرك فلسطيني - عربي عاجل فلا يعقل أن تستمر حكومة العدو في اغتيال واعتقال الأسرى المحررين الواحد تلو الآخر فيما يتم الاكتفاء بإصدار بيانات الشجب والاستنكار.

 

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 10/3/2012)