مؤسسة مهجة القدس ©
المØرر جرادات: الÙلسطينيون قدموا أجمل هدية للسجن يتمتع بها السجان
انبثقت من السجن Øكايات الأبطال التي يسير عدد كبير منهم اليوم بين أبناء شعبهم بعد سنين السجن التي قضوها وزرعوا بها الكثير وأتوا بالثمار إلى العالم الكبير, ليبدءوا زراعة جديدة Øيث آن الأوان لتØقيق الطموØ...ولعلنا هنا ننقل Øكاية بطل الأسر والإرادة القوية الذي نزع علم التاريخ ÙÙŠ السجن واليوم يطرق باب آخر ليØقق Øلمه ÙÙŠ دراسة الصØاÙØ© والإعلام.
أيام التعذيب
المØرر هلال جرادات "45 عام", واØداً من هؤلاء الذين يتنسمون هواء الØرية بمدينة غزة ويعتبرونها وطن لهم بعد أن كانت القيود عائقاً أمامهم هناك خل٠القضبان, ابن مخيم جنين الذي Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„ÙŠÙˆÙ… مواطناً غزياً يعيش بين أبناء شعبه الذين ÙŠØاولون تعويضه غياب الأهل ÙˆÙراق الأØباب, ÙŠØمل رواية من روايات السجن الكثيرة والمتنوعة, Øيث قضى خل٠القضبان 27 عام بدأها منذ أن كان لم يتجاوز العشرين من عمره, وقضى Øكماً بالمؤبدات العالية لكن إرادة الله وعبر صÙقة ÙˆÙاء الأØرار خلصته من القيود Ù„ÙŠØµØ¨Ø Øراً؛ ولكن مبعداً عن بلدته الأصلية ليعيش ÙÙŠ بلد آخر داخل وطنه الØبيب.
تØدث المØرر عن Øياة السجن ÙˆØياة الØرية, عائداً إلى الوراء يتذكر بداية Øياته ÙÙŠ السجن بدءاً بلØظة الاعتقال التي بدأت بعد دقائق من تنÙيذه لعملية عسكرية أودت بØياة خمسة جنود صهاينة لينتقل بعدها إلى الأسر, وليبدأ مشوار جديد تØت سق٠التعذيب الذي تختبئ أسÙله الآهات وشتى أنواع العذاب دون أن يسمعها Ø£Øد من العالم.
يروى جرادات بدايته مع التعذيب Ù…Øاولاً أن ينقل جزءاً من الصورة التي تعجز الأقلام عن التعبير عنها: "لقد استخدموا ألواناً وأساليباً مختلÙØ© من التعذيب, التي لا أستطيع أن أصÙها سوى بالقاسية والظالمة والمتنوعة, منها الجسدية التي توجع الجسد ومنها النÙسية التي تقتل الروØ", مضيÙاً: "كنت أواجه عذاب Ù†Ùسي ÙŠØاول أن يقتلني مائة مرة باليوم لكني كنت صامداً, Ø£Øاول أن أكتم أوجاعي أمامهم, رغم آهات الصراخ التي لن أنساها ÙÙŠ تلك الأيام من شدة الوجع وألم التعذيب, لقد من الله علي بالصبر".
يتطرق المØرر جرادات إلى الØديث عن أهمية التربية الأمنية التي تعلم الإنسان قوة التØمل وتجعله يصبر على الآلام بقدر ما يستطيع مقابل ألا يدلي للاØتلال بأي معلومة, Øيث يتÙنن المØققون الصهاينة بأساليب التعذيب المختلÙØ© ضد الأسرى الÙلسطينيون.
يتابع Øديثه: "يجب أن ندرك ما معنى الأمن القرآني وما معنى الثقاÙØ© الأخلاقية ويجب أن نتدرب عليها سواء داخل أو خارج السجن أو عبر وسائل الإعلام, ولا أنكر أن الÙلسطينيين يتمتعون بذلك لكن أرغب ÙÙŠ أن نعزز ذلك ÙÙŠ أنÙسنا".
هدية السجن
ÙˆÙÙŠ Øديثه عن الØياة داخل السجن, يبين أن التعاون أجمل سمة توجد داخل السجون, Ùالأسرى كالجسد الواØد هناك يتقاسمون كل شيء وتجد "الأنا" معدومة هناك Øيث كل يبدي غيره على Ù†Ùسه ÙÙŠ أي شيء, ولكن هناك غصة أصابتهم وأصبØت جزء من معاناتهم بدأت منذ الانقسام الÙلسطيني الذي ولد خلاÙات كثيرة بين الأسرى, يقول:" بعد أن كان الأسرى أسرة واØدة تغيظ السجان جاء الانقسام الذي اعتبره أجمل هدية بالنسبة للاØتلال قدمها له الÙلسطينيون".
لقد أثر الانقسام على الأسرى داخل السجن, ÙØ£ØµØ¨Ø Ù‡Ù†Ø§Ùƒ ابن ÙØªØ ÙˆØ¢Ø®Ø± ابن Øماس, Ùكانت آثاراً سلبية دÙعت ثمنها الØركة الأسيرة, والأصعب من ذلك على الأسرى أن الاØتلال استغل هذا الانقسام من خلال تعميق الÙجوة, وكما وص٠الأسير Ø¥Øساسه قائلاً: "كم كنت أتألم لذلك".
يضيÙ:" إن أكثر ما كان يعمق الانقسام داخل السجن ÙÙŠ صÙو٠الأسرى هو بعض الشخصيات التي لم تكن تتÙاعل مع قضية المصالØØ© والتي تولد الأÙكار المختلÙØ© بين الأسرى وبالتالي تصنع الØزازيات والأمور الØساسة".
الدراسة داخل السجن
ولأن المØرر جرادات قضى معظم سنوات عمره خل٠القضبان كان لابد من أن يتلقى تعليمه الجامعي تØت سق٠السجن, Øيث درس التاريخ والعلوم السياسية Ùقضى Øياة جامعية داخل أجواءه, وهناك عشق العلم والإطلاع والقراءة Øيث يشهد له الجميع بثقاÙته الواسعة, يقول ÙÙŠ هذا الشأن "ّلن تقتصر دراستي على تخصص التاريخ بل كنت أدرس عدة قضايا علمية وطبية وبيئية واجتماعية كنت Ø£Øاول أن اجمع كل الثقاÙات, لقد علمني السجن كي٠استغل الوقت وهناك أدركت قيمة العلم".
تنسم جرادات الØرية ÙÙŠ المرØلة الأولى من صÙقة ÙˆÙاء الأØرار ليعود إلى وطنه وأØبائه, ولكن ليست بأرض أهله وذويه بل شاء القدر أن يكمل Øياته ÙÙŠ الشق الآخر من الوطن بين أبناء شعبه ÙÙŠ مدينة غزة, Ùأتى إليها Øاملا Ø£Ùكاره الوطنية وعشقه Ù„Ùلسطين وكله أمل ÙÙŠ أن يقدم شيئا لأرضه Ùوق Øريته وسنين عمره التي دÙعها ثمنا للوطن, يقول: "لسنا ضد اليهود كديانة إنما ضد الاØتلال كمغتصب لأرضنا وعدو يتربص لأبنائنا Ùهذه هي قضيتنا".
خرج جرادات ليكمل بقية Øياته ÙÙŠ العالم الكبير, Øاملاً بعنقه أمانة ثقيلة كانت بالنسبة له مزيج من الØزن اختلط بÙرØته بالØرية, Øيث ترك رÙقاء قضى معهم سنين طويلة ومنهم من كان على أمل بالØرية ولكن الصÙقة لم تشمله Ùكان نصيبه البقاء بالسجن برÙقة الأمل الذي لن ÙŠÙارقه, يقول: "هذه هي الغصة التي تنخز قلبي كل يوم, لن أشعر بالسعادة ما دام لي رÙقاء هناك بالمكان الذي كنت به, Ùكم تقاسمنا اللقمة سوياً وتألمنا Ù†Ùس الألم وشاركتنا ÙرØØ© معاً, بينما أتى اليوم وأنا هنا Øر أسير أين ما أريد وهم لا يزالون هناك".
ويطالب كل العالم وأبناء الشعب الÙلسطيني بدءاً من الإنسان العادي ÙˆØتى المسئولين والمهتمين بشئون الأسرى بضرورة النظر إلى Øال الأسرى والتضامن معهم عبر وسائل الإعلام والÙعاليات أو Øتى صغائر الأمور Øيث الأسرى يشعرون بالقوة Øينما يجدون أبناء شعبهم هكذا.
وينوه أيضاً إلى ضرورة الاهتمام بالمØررين أيضاً, Øيث الاØتلال يترصد لهم واستدعى بعضهم ÙÙŠ الضÙØ© الغربية, ويراقب المØررين ÙÙŠ قطاع غزة, مؤكداً على ضرورة متابعة المØررين أمنياًّ لا سيما ÙÙŠ قطاع غزة، Øيث يعتقد البعض أنهم بعيدين عن عيون الاØتلال ولكن الØقيقة غير ذلك.
ويذكر الأسير موقÙاً Øدث معه أثار شكوكه, Øيث أصر على ذكره, يقول: "الآن أمكث ÙÙŠ شقتي وبدأت أدمج Ù†Ùسي مع الشعب الغزي, Ùهو Øقاً شعباً طيباً وأهله كرماء وأنا سعيد بالعيش بينهم, ولكن ما يقلقني أنني لا أزال أشك بأن الاØتلال يترصد لي, Ùكثيراً ما يدق بيتي ÙÙŠ ساعات متأخرة بالليل ÙˆØينما أخرج لا أجد Ø£Øد, ÙÙŠ البداية أخذت الأمر بشكل طبيعي، ولكن تكرر الأمر وأتى ÙÙŠ وقت تعرض Ùيه منزل عائلتي للاقتØام من قبل قوات الاØتلال ÙÙŠ جنين, مما جعلني أتيقن أن الاØتلال لا يزال يترصد لنا".
وتلك هي Øكاية Ø£Øد هؤلاء الأبطال Øيث هم من يدركون قيمة العلم واستغلال الØياة بما يصب ÙÙŠ بناء ذاتهم لتكتمل Ùلسطين التي تؤويهم بينما الأمل بالØرية والتØرير لن ينقطع مهما كبرت الأمور, وطموØهم لن يتوق٠مادام هناك Øياة.
(المصدر: مركز Ø£Øرار لدراسات الأسرى، 18/1/2012)