مؤسسة مهجة القدس ©
ÙÙŠ يوم الأسير الÙلسطيني الأسرى الÙلسطينيون إلى متى؟
بقلم: د. لطÙÙŠ زغلول
ÙŠØيي الشعب الÙلسطيني أسبوع أسراه ÙÙŠ المعتقلات الصهيونية، لقد مضت عشرات السنين على كثير من هؤلاء الأسرى وهم خل٠قضبان المعتقلات. إن هؤلاء الأسرى هم من خيرة أبناء الشعب الÙلسطيني، ومنهم من دخل اعتقاله العقد الرابع من عمره. إن الشعب الÙلسطيني إذ ÙŠØيي هذه الذكرى المؤلمة، ليجدد إصراره على تØرير كاÙØ© أسراه من المعتقلات دون استثناء، راÙضا هذه الاعتقالات أيا كانت خلÙيتها.
بداية لا بد لنا أن ننطلق من تعري٠مÙهوم الأسير كما هو ÙÙŠ القوانين والأعرا٠الدولية. للأسير تعري٠واØد ينطبق على كل من ألقي القبض عليه من قبل الخصوم سواء كان ذلك ÙÙŠ غمرة القتال، أو الاستعداد له، أو الإغارة عليه ÙÙŠ عقر داره، Ùهو عندئذ يكون أسير Øرب. ÙˆÙÙŠ العصر الØديث أقرت الإنسانية والشرعية الدولية "اتÙاقيات جنيÙ" بشأن أسس معاملة الأسير وبقية الإجراءات التي ينبغي على الآسرين أن يطبقوها عليه بØذاÙيرها، بما Ùيها Øتمية منØÙ‡ ØÙ‚ الØرية بالاÙراج عنه، والعودة الى وطنه وأهله مهما طالت مدة أسره.
ثمة Ùرق كبير بني الأسير والسجين. Ùالسجين هو شخص آخر يطلق عليه "سجين الØÙ‚ العام" أي كل من ارتكب مخالÙØ© قانونية أو جنØØ© أو جريمة أيا كانت وأمره يعود الى قوانين بلاده. وهناك السجناء السياسيون أو الموقوÙون السياسيون جراء معارضة أو ممارسة سياسية أو اختلا٠ÙÙŠ الرأي. ÙˆÙÙŠ العالم الثالث يكثر هذا الشكل من السجناء على خلÙية انعدام الديمقراطية وغياب منظومة Øقوق الإنسان.
الأسير لا ÙŠØاكم ولا ÙŠØكم عليه بالسجن إلا إذا ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه ارتكب جرائم Øرب، أو جرائم ضد الإنسانية، Ùساعتئذ تتولى أمره Ù…Øاكم دولية خاصة بهذا النوع من المØاكمات وهي المخولة ÙÙŠ البت ÙÙŠ أمره. والأسير لا يعامل معاملة السجناء العاديين ولا ÙŠØشر معهم ÙÙŠ سجونهم.
إنطلاقا من هذه المقدمة القانونية المبسطة جدا نعرج على قضية أسرانا الÙلسطينيين ÙÙŠ المعتقلات الصهيونية. منذ العام 1948 هناك Øرب دائرة بين الÙلسطينيين والصهاينة عبر أساليب قتال مختلÙØ© ومتنوعة، وجراء هذه الØرب وقع عدد كبير من القتلى والجرØÙ‰ والأسرى من كلا الطرÙين.
Ùيما يخص القتلى والجرØى، Ùثمة نسبة تعلو Ø£Øيانا وتنخÙض Ø£Øيانا أخرى، وقد كانت على مدار كل الØروب الÙلسطينية الصهيونية Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø·Ø±Ù Ø§Ù„ØµÙ‡ÙŠÙˆÙ†ÙŠØŒ كونه له جيشه المنظم الØائز على كل أشكال Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ù‚Ø§Ø¯Ø± على استخدام كاÙØ© تقنيات الØروب.
إن أعداد القتلى والجرØÙ‰ الÙلسطينيين أضعا٠أمثالهم من الصهاينة، وهذا ينÙÙŠ عنهم تهم "القتل والإجرام" التي تصر Øكومة الكيان على إلصاقها بكثير من الأسرى الÙلسطينيين. هذا الØديث ينطبق على الأسرى، ÙالملاØظ أنه على مدار هذه الØروب كان جل الأسرى أيضا هم من الÙلسطينيين لذات السبب الذي أشرنا إليه آنÙا. كما كانت هناك Øالات Ù…Øدودة ومعدودة لوقوع أسرى صهاينة ÙÙŠ أيدي الÙلسطينيين.
إن الØكومات الصهيونية المتعاقبة منذ تأسيس دولة الكيان ÙÙŠ العام 1948 Øتى أيامنا الØالية قد انتهجت سياسة ثابتة تجاه الأسرى الÙلسطينيين تتمثل ÙÙŠ عدم اعتبارهم أسرى Øرب، ودأبت على معاملتهم على أنهم "مخربون، إرهابيون، ملطخة أيديهم بالدماء أو خارجون على القانون، أو خطرون، أو أعضاء ÙÙŠ تنظيمات معادية". هكذا Ùإن كل من وقع ÙÙŠ يدها، أو ألقت القبض عليه زجته ÙÙŠ غياهب سجونها بعد أن قدمته إلى Ù…Øاكمها الأمنية، وأصدرت بØقه Ø£Øكاما ØªØªØ±Ø§ÙˆØ Ù…Ø¯Ø¯Ù‡Ø§ ما بين شهور إلى سنين طوال وانتهاء بعشرات المؤبدات.
هناك ÙÙŠ سجونها ومعتقلاتها Ùئة أخرى من الأسرى الÙلسطينيين تطلق عليهم مسمى "الموقوÙين والمØكومين إداريا" وهم لا ÙŠØاكمون وإنما يمكن تجديد مدة موقوÙيتهم، وهي ÙÙŠ الغالب ستة أشهر قابلة للتجديد التلقائي.
إن الØكومات الصهيونية دأبت على تصني٠الأسرى الÙلسطينيين. هناك Ùئة تقول عنها إن أيديها "ملطخة بالدم"ØŒ وأخرى تقول عنها إنها منتمية لهذا التنظيم أو ذاك، وثالثة تقول إنها لن "تتوب" Ùيما لو تم الإÙراج عنها وستعود الى ارتكاب ما ارتكبته. ورابعة لا "تبدي ندما على ما اقترÙته"ØŒ وهذه الÙئات ÙÙŠ مجموعها ومن منظور صهيوني لا يمكن أن تدخل ÙÙŠ أية تسوية لإطلاق سراØها.
ÙÙŠ ذات السياق، وعلى خلÙية هذا المنظور الصهيوني ÙÙŠ تعاملها مع الأسرى الÙلسطينيين، Ùإن ظرو٠اعتقالهم تظل Ø¥Øدى القضايا الإنسانية اللاÙتة للنظر، والأكثر تأثيرا ÙÙŠ الشارع الÙلسطيني. إن هذه الظرو٠لا تخضع لاتÙاقيات جني٠بأي شكل من الأشكال. بناء عليه Ùلم يعد وص٠أØوال هؤلاء الأسرى ضربا من التخيل أو التخمين. هؤلاء الأسرى يعيشون ÙÙŠ معتقلات نائية Ù…Øاطة بالأسلاك، وإن Ø¥Øدى أهم سماتها الاكتظاظ الشديد وانقطاعها عن العالم الخارجي. أما الظرو٠الØياتية Ùهي سيئة للغاية وتنعدم Ùيها أبسط الشروط لإيواء البشر علاوة على عوامل العزلة، وانقطاع الاتصال بالأهل، كون الزيارات تخضع هي الأخرى لمعايير خاصة Ùرضتها الØكومات الصهيونية المتعاقبة، وهذا ÙŠÙسر الإضرابات المتلاØقة عن الطعام التي يقوم بها الأسرى بين الÙينة والأخرى اØتجاجا على هذه الظرو٠اللاإنسانية.
إن الØكومة الصهيونية الØالية شأن سابقاتها ÙˆÙÙŠ هذه المرØلة بالذات تضع العراقيل أمام إغلاق مل٠الأسرى الÙلسطينيين. Ùهي من ناØية تضع اشتراطات ومعايير مرÙوضة Ùلسطينيا. وهي من ناØية أخرى تØاول أن تصور أن هناك ضغوطات عليها من قبل وزراء هم جزء من الائتلا٠الØكومي، أو أن هناك رÙضا من قبل الشارع الصهيوني، أو من يسميهم إعلامها "عائلات ضØايا الإرهاب الÙلسطيني" متناسية ومتجاهلة آلا٠العائلات الÙلسطينية الثكلى جراء ممارسات الاØتلال. وأيا كان الأمر Ùهذا شأن صهيوني داخلي ÙŠÙترض أن تتم تسويته إذا كانت هناك رغبة جادة وصادقة ÙÙŠ السلام.
إن موضوع الأسرى الÙلسطينيين بالغ الأهمية، وهو جزء لا يتجزأ من القضية الÙلسطينية التي يطالب كل Ùلسطيني ويصر أن يوجد لها ØÙ„ شامل وعادل، وهذا الØÙ„ لا يمكن أن يكتمل إلا بإغلاق مل٠الأسرى الذي هو واØد من منظومة الثوابت الÙلسطينية. ÙالÙلسطينيون صغيرهم قبل كبيرهم لا يتصورون سلاما ÙŠØÙ„ ÙÙŠ المنطقة دون آخر أسير يتØرر من المعتقلات. ومؤخرا سمعت أصوات صهيونية تنادي بالاÙراج عن كل الأسرى الÙلسطينيين "لأنه بدونهم لا يكون سلام".
كلمة أخيرة، إنهم أسرى Ùلسطينيون، وليسوا سجناء عاديين. وليس لهم أية صÙØ© أخرى سوى أنهم أسرى نضالات الشعب الÙلسطيني. إنهم لم يقاوموا الاØتلال إلا باسم Ùلسطين وباسم شعبها وهو ØÙ‚ مشروع ÙƒÙلته الشرائع السماوية والوضعية. ولا Ùرق بين أسير وأسير Ùكلهم أبناء Ùلسطين. أما المواصÙات والمعايير والمسميات الصهيونية Ùهي تخص دولة الكيان ÙˆØدها، وهي لا تتقاطع بأي شكل من الأشكال مع المواصÙات والمعايير الخاصة بالعملية السلمية التي لا يضمن لها Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¥Ù„Ø§ على أرضية نظيÙØ© من الاضغان والأØقاد والمواق٠التعصبية. والÙلسطينيون أخيرا لا آخرا ليسوا مهزومين Øتى يقبلوا بشروط الآخرين وإملاءاتهم ومعاييرهم. ويظل السلام الØقيقي ÙƒÙتي ميزان متعادلتين.
(المصدر: صØÙŠÙØ© القدس الÙلسطينية، 17/4/2012)