الإفراج الفوري هو السبيل الوحيد لإنقاذ حياة الأسير المضرب خضر عدنان

اعتبرت قيادات وطنية رسمية وفصائلية وشعبية، الإفراج الفوري عن الأسير خضر عدنان (33 عاما) والمضرب عن الطعام احتجاجا على سياسة الاعتقال الإداري السبيل الوحيد لإنقاذ حياته إثر تدهور حالته الصحية.
وطالبت القيادات المستوى السياسي والمنظمات الأممية ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية بالتحرك الجاد والفوري للضغط على سلطات الاحتلال لحملها على إطلاق سراح الأسير عدنان قبل فوات الأوان، محملة حكومة نتنياهو كامل المسؤولية عن حياة وسلامة الشيخ الأسير وأي تداعيات تنجم عن استشهاده في المعتقل.
وجاءت المطالبة خلال لقاء نظمته وزارة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير في قاعة بلدية البيرة تضامنا مع الأسير خضر وسط أنباء مؤكدة عن نقله مجددا إلى مستشفى في مدينة صفد في أراضي عام 1948 بعد تدهور حالته الصحية.
وتحدث في اللقاء وزير الأسرى والمحررين عيسى قراقع، ووكيل وزارة الإعلام د. المتوكل طه، ورئيس نادي الأسير قدورة فارس، ورئيس لجنة الأسرى في المجلس التشريعي النائبة خالدة جرار، ووالد الأسير خضر عدنان الذي أعلن عن بدء إضراب مفتوحاً عن الطعام تضامنا مع نجله داعيا إلى تحرك جدي وعدم انتظار خبر نعي ولده.فيما حضرها حشد من قادة القوى والفعاليات الشعبية والأهلية العاملة في حقل الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق الأسرى.
وأعلنت الجهات المشاركة في اللقاء الذي وصف بالخاص والمتميز عن فعاليات تضامنية ودعت إلى أخرى فيما أهابت وزارة شؤون الأسرى بالشعوب العربية إلى اعتبار الجمعة 10/02/2012 يوما لنصرة الأسرى، وهو يوم دعت وزارة الإعلام، منه الإعلام المحلي والعربي إلى تخصيصه لذات الغرض.
وأشاد المتحدثون في الندوة بنضال وصمود الأسير عدنان الأسطوري وقالوا إنه يسطر ملحمة فريدة عبر إضراب عن الطعام متصل هو الأطول من نوعه في تاريخ الحركة الأسيرة ضد سياسة الاعتقال الإداري والممارسات الحاطة بالكرامة الإنسانية والوطنية، ما يتطلب أوسع تحرك سياسي ودبلوماسي معه لإنهاء المعركة بالنصر لا بالشهادة.

قراقع: وقفة أمام الصليب الأحمر في البيرة
ودعا وزير الأسرى والمحررين عيسى قراقع، اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والفصائل والتنظيمات، وموظفي السلطة الوطنية، وأبناء شعبنا، للمشاركة، في وقفة تضامنية مع الأسير خضر عدنان المضرب عن الطعام والمزمع تنظيمها أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في البيرة. مشددا على وجوب التوحد جميعا، جماهير وأحزاب ومؤسسات، في سبيل هذه القضية الهامة والمصيرية.
واتهم وزير الأسرى حكومة نتنياهو المجرمة بإتباع سياسة من شأنها أن تقود إلى إعدام بطيء للأسير عدنان وهذا يتطلب قرع ناقوس الخطر واستكمال الحملة الدولية ضد الاعتقال الإداري الذي يسميه الأسرى بالعدو المجهول المتربص بهم وفق مزاج السجان وأهوائه لإغراض الابتزاز السياسي.
وأشاد قراقع بوقوف الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال مع الأسير خضر في إضرابه المفتوح عن الطعام، خاصا بالذكر أسرى سجن نفحة، وأسرى رامون، والذين بدأوا ببرنامج نضالي يقضي بإعادة وجبات يوم الثلاثاء من كل أسبوع، سعيا منهم لاستعادة كافة حقوقهم المهدورة من قبل إدارة السجون الصهيونية.
وطالب وزير الأسرى كافة المحامين الفلسطينيين وغير الفلسطينيين بعدم المثول أمام المحاكم الصهيونية في قضايا يطلق الاحتلال عليها اسم «Ø§Ù„ملف السري»ØŒ كحالة الأسير خضر، ليبقى الأسرى رهائن ومعتقلين سياسيين لدى الاحتلال.
وطالب قراقع بضرورة استكمال الحملة القانونية، الهادفة لإلغاء سياسة الاعتقال الإداري والإفراج عن كافة المعتقلين، خاصة الإداريين منهم والذين أمضى البعض منهم 10 سنوات تحت وطأة هذا الاعتقال.

فارس: دعوة العرب للتحرك
ودعا رئيس نادي الأسير قدورة إلى الوقوف صفا واحدا إلى جانب الأسير عدنان في إضرابه، مشيرا إلى أن المعركة التي يخوضها هي معركة من أجل الحرية، وتفتح ملف الاعتقال الإداري غير القانوني والإجرامي على أوسع أبوابه ما يتطلب وقوف الجماهير موحدة للتضامن مع الأسير خضر في إضرابه المفتوح عن الطعام.
ورأى أن الشيخ عدنان أشعل ضوء أحمر في وجه العالم إزاء الاعتقال الإداري المسلط على أعناق الشعب الفلسطيني ما يتطلب تضافر الجهود من أجل حمل الاحتلال على وقف هذه السياسة
ودعا الشعوب العربية إلى التحرك قائلا نتطلع إلى الشعوب الشقيقة في ربيعها لأن تكون إلى جانب شعبنا وقضيته وهي قضية أيضا عربية وإسلامية ومع أسراه بتخصيص الجمعة 10/02/2012 لنصرتهم.
ودعا فارس إلى تحرك سياسي على المستوى الدولي وعلى غير صعيد لنصرة الأسرى وبما فيها التوجه إلى المحكمة الدولية في لاهاي لمقاضاة حكام الصهاينة وضباطها وجنودها على ما يقترفونه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني وأسراه.

كلمة د. طه:
واستهل وكيل وزارة الإعلام د. المتوكل طه كلمته التي حفلت بمعاني التضامن مع الشيخ عدنان بزف بشرى التوقيع على المصالحة في الدوحة، لافتا إلى أن إنهاء الانقسام واستعادة اللحمة والوحدة الوطنية ليست ترفا بل حاجة ملحة في صلبها أن الشعوب لا تقاد بالأجندات المتعارضة للفصائل، ولا بفرض أجندات بل بإدارة الاختلاف بطريقة ديمقراطية، لتعميق الشراكة السياسية ولتكون لدينا الحصانة كشعب يواجه العدوان والإفناء والاستلاب والتغريب من قبل قوى ظالمة.
واعتبر د. طه الاعتقال الإداري الذي تمنع سلطات الاحتلال في ممارسته جزءا من منظومة صهيونية كاملة تعود إلى صراع نظريتين على هذه الأرض، نظرية الإلغاء والشطب التي تقوم العدو من خلالها بكل أنواع المجازر والحرق والسلب والقمع والاعتقال وفي مقابلها نظرية التأكيد على الذات التي يمارسها الشعب الفلسطيني للوصول غالى حقوقه التاريخية على أرضه.
ورأى أن العدو الصهيوني تجاوزت كل إشكال القمع التي مارستها الفاشية عبر التاريخ وتفعل أكثر من التمييز العنصري والتطهير العرقي، بل جمعت كل أشكال القمع ومكوناته عبر التاريخ وأعادت إنتاجها ومارستها على كل ما هو فلسطيني في مسعى للإلغاء الكامل. لتضمن لنفسها بذلك الشرعية التاريخية على الأرض والشرعية الدينية والشرعية الثقافية باستلاب الثقافة الفلسطينية ونسبها إلى نفسها، فيما تحاول طبع نفسها بالشرعية القانونية.
واعتبر وكيل وزارة الإعلام إصرار الصهاينة على استخدام قوانين الطوارئ الاحتلالية البريطانية بمثابة إمعان في رفض القوانين الدولية وبما فيها المتعلق بالأسرى والمعتقلين متسلحة بقانون الغاب الذي يريد أن يمرر لنفسه ما يشاء عبر قوانين يجترحها لنفسه بنفسه دون الرجوع إلى القانون الدولي.
ودعا طه إلى عدم التعاطي مع الاعتقال الإداري باللجوء إلى محاكم الاحتلال تحت أي مبرر للحيلولة دون شرعنته، داعيا المحامين إلى مقاطعة المحاكم الصهيونية التي تنظر في الاعتقال الإداري. ودعا طه باسم وزارة الإعلام كافة وسائل وأجهزة الإعلام، المرئية والمكتوبة والمسموعة، الفلسطينية والعربية، لجعل قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، قضية تحظى بالأولوية وبالتغطية الدائمة والمتواصلة.
وطالب وسائل الإعلام بإظهار ما يتعرض له الأسرى من قمع وتعسف واضطهاد وعزل، في إطار سياسة احتلالية منظمة تهدف لكسر إرادتهم وإرادة شعبنا المتطلع للحرية والاستقلال أسوة بكل شعوب الأرض.

جرار: قلق على حياة الأسير
وعبرت رئيس لجنة الأسرى بالتشريعي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية النائبة خالدة جرار عن القلق على حياة الأسير عدنان في ظل منع سلطات الاحتلال من زيارته وعدم وجود آلية اتصال معه لافتة إلى أن إقدام مصلحة السجون على نقله بشكل شبه يومي بين المشافي يزيد من معاناته.
ودعت جرار إلى فتح ملف الأسرى سياسيا ودبلوماسيا، وبما في ذلك التوجه إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي استنادا إلى فتواها التي قالت إن الاحتلال بسياسته وممارسته غير شرعي وهي فتوى طالبت بتفعيلها من أجل معاقبة العدو الصهيوني على جرائمهم ومقاطعتهم على كل المستويات.
وقالت جرار إن الوقت ينفذ فيما يتعلق بحياة عدنان، ما يتطلب تدخل الرئيس والمستوى السياسي للعمل من أجل إطلاق سراحه قبل فوات الأوان لافتة إن الفعل الميداني على أهميته يبقى فعل معنوي قد لا يفلح في إنقاذ حياة الأسير.
وقدر مدير مركز حريات حلمي الأعرج أمام خطورة الوضع أن المسؤولية الأساس لإنقاذ الأسير تقع على عاتق المستوى السياسي أولا ما يتطلب تحركا فوريا على مستوى المنظمات العربية والإقليمية والأممية وعلى رأسها أمين عام الأمم المتحدة وأمين عام جامعة الدول العربية والمنظمات الحقوقية والإنسانية قبل أن يحمل حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عما قد يقع للشيخ خضر.
وأعلن عدنان موسى والد الأسير خضر عدنان، في كلمة مؤثرة، عن بدء الإضراب المفتوح عن الطعام تضامناً مع ابنه الذي يخوض إضراباً عن الطعام، وبدأ الإضراب ينهك جسده، ويتدهور وضعه الصحي ليقول للمجتمع الفلسطيني إن أباه يتضامن معه. ويشعر بحرقته وألمه.
وأكد موسى أن صحة ابنه باتت في خطر شديد، حيث ينقل إلى عدة مستشفيات في اليوم الواحد، وهذا التنقل المستمر مع مدة الإضراب المفتوح عن الطعام المستمرة تسبب له آلام في القولون والقلب، فهو ينقل ثلاث مرات يوميا بسيارات مصلحة السجون، وليس بسيارات الإسعاف المعدة لذلك.
وثمن الأب الجهود التي تبذل تضامنا مع نجله ودعا إلى تخصيص الجمعة 10/02/2012 لنصرة الأسرى عموما محليا وعربيا، وعدم الوقف بانتظار سماع نعي ولده الذي يدافع عن قضية وطنية عامة ضد الاعتقال الإداري الباطل وسوء معاملة الأسرى.

(المصدر: صحيفة الحياة الجديدة، 07/02/2012)