تواصل الفعاليات التضامينة مع الأسرى في غزة والضفة الغربية

تواصلت الفعاليات التضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال في قطاع غزة ومختلف محافظات الضفة الغربية، في ظل اتساع رقعة الإضراب التضامني معهم من قبل الأسرى المحررين والأهالي والمواطنين.
ويواصل الأسرى الفلسطينيون لليوم الحادي العشرين على التوالي إضرابهم المفتوح عن الطعام للمطالبة بحقوقهم الإنسانية العادلة والمشروعة، وفي مقدمتها إنهاء سياسة العزل الانفرادي والسماح بزيارات ذوي أسرى قطاع غزة.
وفي غزة شهدت خيمة التضامن المقامة في ساحة الجندي المجهول وسط المدينة، توافدا واسعا من المتضامنين مع الأسرى في ظل معركتهم لانتزاع حقوقهم المشروعة، إلى جانب مشاركة وفود رسمية وشعبية في كافة الفعاليات التضامنية.
وقد أكد تحالف فصائل المقاومة خلال مؤتمر صحفي عقده أمام الخيمة، على استمرارية الفعاليات التضامنية الشعبية والرسمية من قبل الشعب الفلسطيني مع الأسرى حتى تحقيق مطالبهم ونيل حقوقهم الإنسانية، داعيا إلى توحيد الجهود والتكاليف لنصرتهم.
ودعا التحالف على لسان  مسئول اللجنة السياسية في حركة المقاومة الشعبية حسن الزعلان، المجتمع الدولي وجمعيات حقوق الإنسان والصليب الأحمر إلى الخروج عن حالة الصمت تجاه الأسرى، وحماية القانون الدولي ومحاكمة الاحتلال على جرائمه ضد الأسرى.
وطالب الزعلان فصائل المقاومة وأجنحتها العسكرية بالإسراع في تشكيل خلية موحدة لأسر جنود الاحتلال لمبادلتهم بالأسرى، وذلك على غرار عملية "الوهم المتبدد" واختطاف الجندي "جلعاد شاليط"، مؤكداً أن العدو لا يؤمن إلا بلغة القوة.
كما شارك وفد كبير من وزارة الحكم المحلي، في الاعتصام التضامني داخل الخيمة بغزة، دعما للأسرى وللاطمئنان على الحالة الصحية للمحررين المضربين عن الطعام هناك.
وضم الوفد الوزير الدكتور يوسف المنسي، ووكيل الوزارة المهندس سفيان أبو سمرة، وعدد من المدراء ورؤساء الأقسام، وموظفي الوزارة. وزار وفد من حركة فتح - إقليم غرب غزة، خيمة الاعتصام للتضامن مع الأسرى. وأعلن الوفد تضامنه مع قضية الأسرى العادلة ودعوا العالم أجمع للوقوف أمام مسؤولياته من أجل إنقاذ أسرانا وعبروا عن قلقهم على حياتهم.

إعياء متضامنين
من جانب ثان، نقل ثمانية من المتضامنين مع الأسرى، المضربين عن الطعام في خيمة الاعتصام والتضامن في ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة، إلى مجمع الشفاء الطبي، خلال اليومين الماضيين، بعد تعرضهم لحالات إغماء وتدهور حالتهم الصحية بشكل مفاجئ.
وأوضح الطبيب المتواجد في خيمة الاعتصام حسين شومر، أن الطاقم الطبي المتواجد في الخيمة تعامل مع ثلاث حالات قبل أن يتم نقلها إلى مجمع الشفاء الطبي، إثر تدهور حالتهم الصحية نتيجة الإضراب المتواصل عن الطعام.
وقال شومر في حديثه: "إن طواقم الإسعاف نقلت كلاً من منصور الزرد الذي يعاني من ضغط الدم بعد إصابته بحالة هبوط تام، وأحمد سلمي بعد إصابته بتشنجات قوية، والمتضامنة نجية مصلح بعد إصابتها بآلام في البطن وانخفاض في ضغط الدم".
وذكر موقع المركز الفلسطيني للإعلام الالكتروني، أن طواقم الإسعاف نقلت كلًا من أمل أبو سبيتان 40" عامًا"ØŒ وهي مضربة عن الطعام منذ 16 يومًا، وأحمد شهوان 40" عامًا"ØŒ وفتيح خلف الله  50"عامًا"ØŒ وصلاح أبو سمعان 35" عامًا" إلى مجمع الشفاء الطبي نتيجة تدهور حالتهم الصحية.
وأشار المركز، إلى نقل الأسير المحرر القيادي في حركة "حماس" روحي مشتهى، قبلهم إلى مجمع الشفاء الطبي بغزة، وذلك للمرة الثانية خلال أقل من 12 ساعة، إثر تدهور وضعه الصحي، جراء إضرابه عن الطعام تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال.
الجدير بالذكر أن العشرات من الأسرى المحررين وأهالي الأسرى والمواطنين يخوضون إضرابا عن الطعام في خيمة الاعتصام التضامنية مع الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها لليوم الـ "21" على التوالي، والمقامة في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة.
أما في الضفة الغربية؛ فقد نُقلت فاطمة حلاحلة 58عامًا، والدة الأسير المضرب عن الطعام منذ 69 يومًا ثائر حلاحلة، إلى مستشفى الخليل الحكومي بعد تدهور حالتها الصحية.
وقال محمود شقيق الأسير ثائر حلاحلة: "آثرت والدتي أن تتضامن مع شقيقي الذي يواجه الموت في كل لحظة. وبالرغم من مرضها، رفضت كل النصائح بوقف إضرابها عن الطعام، وداهمها الإعياء، ونقلت للمشفى وهي في حالة إغماء".
وطالب وسائل الإعلام بتكثيف تغطيتها لمعاناة عائلات الأسرى، وعدم الاكتفاء بنشر التقارير القصيرة، داعيا إلى تخصيص موجات مفتوحة لذلك، قائلاً: "الاحتلال يراقب حركة الشارع الفلسطيني والعربي، وبناء على ذلك يحدد موقفه من مطالب الأسرى ومدى الاستجابة لها".

اتساع رقعة التضامن
إلى ذلك، أعلن 12 أسيرًا محررًا بينهم الأسيرة المحررة عبير عودة، الإضراب المفتوح عن الطعام في خيمة الاعتصام بمدينة البيرة وسط الضفة الغربية تضامناً مع الأسرى.
وقال المحرر عوض أبو عين الذي أعلن إضرابه عن الطعام: "إن ما يجري بحق الأسرى هو مسؤوليتنا جميعا وعلينا إنقاذهم والتضامن معهم من أجل تحقيق مطالبهم العادلة والإنسانية البسيطة"، ويمثل المضربون المتضامنون لجانًا تنظيمية في حركة فتح من جميع المناطق، وأكدوا أنهم سيستمرون في الإضراب حتى إنهاء الأسرى إضرابهم.
وبين المضربون أن الردود التي طرحت على الأسرى هي ردود سابقة طرحت قبل الإضراب، وقد قوبلت بالرفض، ونوهوا إلى أن الأسرى لا يطلبون المستحيل وإنما أن يعيشوا حياة أي إنسان بسيط. وطالب المحررون بأن يتم إعلان حملة في كل مكان وفي كل الشوارع من أجل الأسرى، ودعوا المارة في كل الشوارع لزيارة خيم الاعتصام من أجل أسرانا، كما شددوا على تماسك الأسرى في سجون الاحتلال ووحدتهم من أجل قضيتهم.
بدوره، طالب والد الأسيرين جمال ومحمد الدحنون والبالغ من العمر 60 عاما وهو مضرب عن الطعام تضامنا مع ولديه، بأن يتحرك العالم من أجل كافة الأسرى في السجون وأن يقف الجميع معهم، "فهم يضحون من أجل حريتهم وحريتنا".
والمحررون الذين أعلنوا الإضراب عن الطعام هم: عوض أبو عين، محمد معلا، سامي مصلح، أحمد مصلح، محمد الروم، مهند عابد، فهد قراقرة، نادر عودة، إيهاب سمرين، عبير عودة، أبو جمال الدحنون، ثائر القاضي.

فعاليات واعتصامات
ونظم النواب الإسلاميون في الضفة الغربية، اعتصاماً جماهيرياً على دوار الساعة وسط مدينة رام الله تضامنًا ونصرة للأسرى.
وشارك في الاعتصام الجماهيري عدد من القوى والفصائل الوطنية والإسلامية وطلبة الجامعات الفلسطينية، إضافة إلى أهالي الأسرى المعزولين والأسير المحرر الشيخ خضر عدنان وعميدي الأسرى المحررين نائل وفخري البرغوثي.
وأكد النواب خلال الاعتصام على عدالة قضية الأسرى، مشددين على ضرورة نصرتهم في إضراب الكرامة الذي يخوضونه، وتابع النواب: "الأسرى اليوم يجابهون المحتل بأمعائهم الخاوية ويشكلون خط الدفاع الأول عن كرامة الأمة جمعاء وليس فقط عن فلسطين وأهلها".
وطالب النواب المؤسسات المحلية والدولية الإنسانية والحقوقية بأخذ دورها الحقيقي وإرسال وفودهم لكي تطلع على المآسي التي تحدث في مستشفى سجن الرملة الصهيوني وما يلاقيه الأسرى المرضى والمضربون من العنصرية وسوء المعاملة.
وشدد النواب على ضرورة تدويل قضية الأسرى ورفعها للمحافل الدولية، مطالبين الجامعة العربية بأن يكون لها دور فعّال في قضية الأسرى وأن تخرج عن صمتها المعيب، معتبرين أن استمرار الصمت تواطؤ مع الاحتلال في إجراءاته ضد الأسرى.
وفي السياق ذاته؛ نظم العشرات من أهالي الأسرى اعتصامًا أمام مقر نادي الأسير الفلسطيني في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، بدعوة من رابطة الشباب المسلم وأهالي الأسرى.
ورفع المشاركون في الاعتصام من أبناء وزوجات الأسرى الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الوطنية والإسلامية وصور أبنائهم الأسرى في سجون الاحتلال ولافتات تدعو إلى التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في معركتهم المتواصلة منذ ما يزيد عن 21 يومًا على التوالي.
وحضر الاعتصام عدد من نواب المجلس التشريعي عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وممثلين عن الفصائل الوطنية والإسلامية، وتم إلقاء عدة كلمات تضامنية خلال الاعتصام، إضافة إلى تخصيص دعاء لنصرة الأسرى، وتنفيذ عروض كشفية.
ودعا أهالي الأسرى وأبناؤهم الأمة العربية والإسلامية إلى التحرك العاجل لإنقاذ الأسرى والضغط على الاحتلال الصهيوني لتحسين ظروفهم الإعتقالية، محملين الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الميدانية في حال استشهاد أي أسير داخل السجون الصهيونية.
وفي مدينة نابلس؛ شهدت خيمة الاعتصام المقامة في دوار الشهداء، للتضامن مع الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية التي دخلت يومها ال" 21 " على التوالي، مشاركة فاعلة من الوفود الشعبية والرسمية وقيادات العمل الوطني والسياسي.
فقد انطلقت مسيرة حاشدة من أمام مقر جبهة النضال الشعبي يتقدمها ذوو الأسرى وجمع غفير من المواطنين، جابت شوارع المدينة رافعةً الأعلام والرايات الفلسطينية وتوجهت بعد ذلك إلى خيمة الاعتصام في المدينة.
وألقى ممثل عن الجبهة كلمة حيا فيها صمود الأسرى ضد الممارسات الصهيونية، مشددًا على أهمية وضرورة الالتفاف الجماهيري حول الأسرى في هذه "المعركة المصيرية"، داعياً المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية المحلية والعربية والدولية إلى التحرك الفوري وفضح الاحتلال وممارساته العنصرية والقمعية بحق الأسرى.
في حين زار وفد من نقابة الأطباء خيمة الاعتصام، وألقى الدكتور رشيد سويسة كلمةً أكد فيها على التفاف الجماهير الفلسطينية حول هذه القضية، قائلاً: "هناك العديد من ساحات النضال إلا أن قضية الأسرى هي ساحة النضال المركزية في الصراع مع الاحتلال".
وشارك وفد من الجبهة الديمقراطية من قرية كوكب أبو الهيجا قضاء الجليل في الفعاليات التضامنية مع الأسرى في الخيمة، تحت شعار "اعرف وطنك للتضامن مع أسرى الحرية"، كما شهدت الفعاليات مشاركة العديد من الشخصيات الاعتبارية والوزراء والنواب والسياسيين.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 7/5/2012)