اتساع رقعة التضامن مع الأسرى وعشرات الوفود تؤم خيمة الإضراب

اتسعت رقعة التضامن الرسمي والشعبي مع الأسرى المضربين عن الطعام لليوم الـ " "23على التوالي في سجون الاحتلال. وبدا ذلك جليًا في حجم المشاركة في الفعاليات التضامنية التي نظمت داخل خيمة التضامن في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة.
وعقدت هيئات ومؤسسات مجتمعية ووزارات حكومية وقوى سياسية عددًا من المؤتمرات الصحفية الداعية لنصرة الأسرى وتأييد نضالهم ومطالبهم الإنسانية العادلة، وإيصال معاناتهم إلى المحافل الدولية، وتفعيل أي قانون من شأنه معاقبة وردع الاحتلال على جرائمه وممارساته بحقهم.
ويواصل الأسرى في سجون الاحتلال خوض إضرابهم المفتوح عن الطعام، رفضًا لسياسات الاحتلال العنصرية تجاههم، والمطالبة بتحسين ظروفهم الإعتقالية ولا سيما إنهاء سياسة العزل الانفرادي، ووقف الاعتقال الإداري، والسماح بالزيارات، واستئناف برامج التعليم الجامعي.

حق وواجب
واعتبر الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال، حركة التضامن الواسعة مع الأسرى من قبل القوى الوطنية والسياسية والهيئات المختلفة، حقًا وواجبًا و"أقل القليل" تجاه نضالات وتضحيات الحركة الأسيرة وإضرابها المفتوح عن الطعام لليوم 23 على التوالي.
وقال أبو هلال: "إن الأسرى المضربين في سجون الاحتلال دخلوا مرحلة متقدمة من الإضراب، وباتوا يعيشون أيامًا مفصلية لاسيما بعد أن دخل عدد منهم مرحلة الامتناع عن تناول الدواء رغم إصابتهم بأمراض عدة".
وأكد أن ردود الاحتلال على مطالب الأسرى سخيفة، وغير جديرة بالدراسة، داعيًا في الوقت ذاته الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والمناطق المحتلة عام48 ، إلى تفعيل لغة المواجهة مع الاحتلال للضغط عليه ودفعه إلى التسليم بما يريده الأسرى والموافقة على مطالبهم.
وأضاف أبو هلال: "إن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأقل من الانتصار في هذه المعركة التي يخوضها أسرانا، وأن الجميع في موسم العمل الوطني ومن يتخاذل عن هذه المعركة التي تخوضها الطليعة المجاهدة إنما ينسلخ عن معادلة الوطن".
بدوره؛ قال المتحدث الرسمي باسم حركة فتح في قطاع غزة فايز أبو عيطة: "إن خطوة الأسرى النضالية بالإضراب المفتوح عن الطعام، تؤكد على أن اعتداء السجان الصهيوني عليهم وصل إلى مرحلة عالية من القهر والإذلال ونسف الكرامة الإنسانية بحقهم".

مطالب إنسانية
وأضاف أبو عيطة في مؤتمر صحفي عقده قرب خيمة التضامن: "إن معظم المطالب التي فعل الأسرى إضرابهم من أجلها مطالب إنسانية بحتة، وأن التصدي لها يمثل عارًا على جبين كل من يصمت تجاهها"، مشيدا بالحركة التضامنية مع الأسرى في كل مكان.
وأشار إلى أن حركته تدعم إضراب الأسرى، وتدعو في ذات الوقت إلى تصعيد الموقف تجاه الاحتلال والخطوات التضامنية، معاهدًا الأسرى على أن ألا يكونوا وحدهم في معركة الإضراب عن الطعام، في وجه السجان وإدارة مصلحة السجون.
وأثنى على إضراب الأسرى "والذي جعل من الشعب الفلسطيني يدا واحدة، ويضربون تحت سقف خيمة واحدة بساحة الجندي المجهول بغزة، بعد أن فرقنا الانقسام المقيت"، داعيا إلى المزيد من الخطوات التضامنية الوحدوية.
من جهته؛ أكد الأسير المحرر والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية، خضر عدنان، في اتصال هاتفي بإذاعة الخيمة التضامنية، على عدالة مطالب الأسرى، مشيرا إلى إصرارهم على المضي قدما في إضرابهم حتى تحقيق مطالبهم أو الشهادة.
ونفى عدنان أن يكون إضراب الأسرى ذا أجندة خاصة أو سياسية، معيبًا على من يقول ذلك في وقت ينادي فيه الأسرى بوقف سياسة العزل الانفرادي، والاعتقال الإداري، والتفتيش العاري، والسماح باستئناف برامج التعليم، وزيارة الأهالي من قطاع غزة.

صمود أسطوري
وأضاف: "إن نصرة الأسرى، وعلى وجه الخصوص المعزولون منهم واجب وطني على كل حر، قبل أن يكون واجبًا دينيًا وأخلاقيًا"، مشيرا إلى أنه وبرغم عذاب وآلام الأسرى إلا أن لديهم صمودًا أسطوريًا، ومعنويات منقطعة النظير لا يتوقعها أحد.
وتابع بقوله: "لقد أعلنوها ثورة الغضب، وعدم العودة أو التراجع إلا بتحقيق المطالب العادلة، وأن مساومة المرضى منهم لم تفلح بكسر هذا التوجه، فكيف بالآخرين".
داعيا الشعب الفلسطيني لنصرتهم والتفاعل الجدي مع قضيتهم من باب الوفاء. إلى ذلك؛ نظمت الكتلة الإسلامية لطلبة المدارس بمدينة غزة، مسيرة حاشدة، جابت شوارع المدينة، ووصلت إلى خيمة التضامن. ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية، ورايات حركة "حماس" وصور الأسرى في سجون الاحتلال والشعارات المساندة لهم.
وقال الطالب محمد حلس: "إن عيون الأرض تكتحل دائما بدماء وصمود وتضحيات وشموخ الأسرى الرواسي، المعتقلين في سجون الاحتلال، والذين لا تنكسر إرادتهم بفعل الممارسات والانتهاكات وجرائم الحرب المتواصلة بحقهم".
وأضاف حلس في مؤتمر صحفي: "إن تنظيم المسيرة بهذه السلسلة البشرية، إلى خيمة الاعتصام، تؤكد أن الجميع إلى جانب الأسرى، وأن الذراع الطلابي يحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة أكثر من 6500 أسير فلسطيني وخصوصا الأطفال منهم".

إجماع وطني
وأوضح أن "الأسرى القابضين على الجمر يضيئون للأمتين العربية والإسلامية ولكل أحرار العالم عتمات الطريق، وينبشون عن حرية الإنسان والوطن بصمودهم وثباتهم وتضحياتهم الجسام وهم أبطال الوفاق والإجماع الوطني الفلسطيني وأبرز عناوين المعركة مع الاحتلال".
ودعا الطالب حلس الأسرى إلى مزيد من الصبر والصمود في وجه الاحتلال، مؤكدًا أنهم ليسوا وحدهم في معركتهم، للحصول على مطالبهم العادلة في الحرية والحياة الكريمة، مشددًا على ضرورة استنهاض كافة الطاقات من أجل نصرتهم، ولا سيما من قبل جامعة الدول العربية.
من ناحيتها؛ دعت دائرة العمل النسائي في حركة الجهاد الإسلامي، الجماهير الفلسطينية لضرورة حشد كافة طاقاتها نصرة لقضية الأسرى، والتفاعل مع إضرابهم المفتوح عن الطعام الذين يخوضونه من أجل كرامتهم وحريتهم.
وقالت المتحدثة باسم الدائرة إيناس أبو سيف إن الأسرى عنوان وركن وطني، لابد أن يوضع على سلم الأولويات، مشيرة إلى أن هيئتها قامت بالعديد من الفعاليات، والاعتصامات أمام مقر الصليب الأحمر الدولي، وعقدت العديد من الندوات التي تتحدث عن مأساة الأسرى.
إلى ذلك؛ نظم نقابة الأطباء البيطريين وقفة تضامنية بالقرب من خيمة التضامن، دعت فيها الجهات المسئولة والوطنية إلى تعزيز خطوات التضامن بمزيد من الحراك الفاعل على كافة الاتجاهات والصعد، وفضح ممارسات الاحتلال بحق الأسرى.
وشدد الطبيب حسن عزام، على أحقية مطالب الأسرى، وتوافقها مع كافة الوثائق والمبادئ والقوانين الدولية، مبينا أن الاحتلال يهدف من إجراءاته إلى قطع علاقة الأسير بأهله وذويه، وعزل الأسرى وقطعهم عن العالم الخارجي، ومنع استكمال الدراسة.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 9/5/2012)