المحرر غنيم: الإضراب حق يجب تأديته وفاءًللأسرى

بجسده النحيل استلقى عبد الهادي غنيم على سريره في خيمة الاعتصام المقامة في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، مضربًا عن الطعام لليوم السابع على التوالي تضامنا مع الأسرى في سجون الاحتلال في معركة الأمعاء الخاوية.
عبد الهادي غنيم أسير محرر ضمن صفقة "وفاء الأحرار" يقطن مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، قضى (23 عامًا) قابعًا في الزنازين الصهيونية، إثر تنفيذه عملية قلب حافلة (405) الصهيونية، كانت متجهة من (تل أبيب) إلى القدس المحتلة عام 1989، قتل خلالها 16 صهيونيا وأصيب 24 آخرون.
ويشارك غنيم رفقاء دربه الأسرى في السجن إضرابهم المفتوح عن الطعام، لليوم السابع على التوالي، ويعتبر مشاركة الأسرى إضرابهم حقًا واجبًا عليه تأديته وفاءً لتضحياتهم.
ولم تنقطع وفود وزائرو التضامن الشعبي مع الأسرى، الأمر الذي يثلج قلوب المضربين داخل السجون ويهون عليهم آلام إضرابهم عن الطعام لليوم (24) على التوالي لتحقيق مطالبهم العادلة.

وفاءً للأسرى
ويرتدي غنيم "بلوزة" سوداء تزينها ألوان علم فلسطين التي ضحوا بحياتهم من أجلها، وخطت بها عبارة "سنحيا كرامًا"، ويقول: "أنا كأسير محرر وكل الأسرى المحررين أيضا، كنا نخطط للإضرابات التي كنا نخوضها خلال مدة اعتقالنا في السجن، فكان من باب أولى وحق علينا أن نخوض الإضراب معهم خارج السجن وفاء لهم".
وأكد غنيم الذي بدا الإعياء واضحا على جسده النحيل ووجهه الشاحب، أن التضامن والتلاحم الشعبي وإضراب الأسرى المحررين أنفسهم عن الطعام، منح الأسرى داخل السجون دفعة معنوية قوية، شدت من أزرهم من أجل مواصلة الإضراب.
وما يدخل السرور على نفس الأسير المحرر غنيم، روح التلاحم والوحدة الوطنية التي تجسدها خيمة الاعتصام المقامة على أرض الجندي المجهول وسط مدينة غزة، رغم الانقسامات السياسية التي تطفو على السطح.
وقال غنيم: "لو وقفت الأمة العربية والإسلامية عن بكرة أبيها، لن توفي حق الأسرى في سجونهم، ولن توفي حق دمعة أم بكت على ابنها الأسير"، مشيرًا إلى أن حجم التضامن الشعبي والتعاظم العربي والدولي لا يزال غير كاف".

اتساع التضامن
ودعا إلى بذل المزيد من الجهد للضغط على الاحتلال الصهيوني الذي يدعي أن (دولة الاحتلال) واحة الديمقراطية، "ولنثبت للعالم أجمع بأن هذا المحتل لا يعرف معنى حقوق إنسان ولا القانون الدولي".
وأبرق تحية إجلال وإكبار للأسرى المضربين، مغلفة بشوق لرؤيتهم ينعمون بالحرية التي ذاق حلاوتها، داعيا إياهم للصبر والثبات لأن النصر حليفهم، وقال: "اعلموا أن التضامن الشعبي والعربي والدولي يزداد، فواصلوا الإضراب ولا تيأسوا، فوراءكم أسود تدافع عنكم" .
ودعا غنيم الذي ينتمي إلى حركة فتح، الأسرى من مختلف الفصائل إلى التوحد والوقوف جنبا إلى جنب في معركتهم هذه ضد السجان الصهيوني، وقال: "فتح شاركت منذ الأيام الأولى للإضراب، ولاسيما أسرى الحركة من غزة، كما أن اللجنة التي شكلت لقيادة الإضراب في سجن "نفحة" فيها عضوان من حركة فتح".

(المصدر: صحيفة فلسطين، 9/5/2012)