تكريم المُشاركين بالإضراب التضامني مع الأسرى بغزة

كرمت وزارة شؤون الأسرى والمحررين، المُشاركين الفلسطينيين في الإضراب التضامني مع الأسرى الذين خاضوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام وانتهى باستجابة سلطات الاحتلال لمطالبهم بوساطة من السلطات المصرية. 
وخاض الأسرى إضرابهم لمدة 28 يوماً متواصلة، رفضاً لسياسات إدارة سجون الاحتلال بحقهم، وفي محاولة لتحسين أوضاعهم المعيشية داخل السجون. 
ورحب وزير شؤون الأسرى والمحررين د.عطا أبو السبح، بالمشاركين في حفل التكريم، موجهاً شكره لكل من شارك في الإضراب التضامني مع الأسرى في محاولة لتشكيل ضغط على سلطات الاحتلال الصهيوني. 

جرائم صهيونية
وأكد أبو السبح في كلمة له على هامش حفل التكريم، على أن الاحتلال الصهيوني يمارس الإجرام ضد كل حر فلسطيني، لا سيما جرائمه ضد المقدسات الإسلامية عبر مشاريع التهويد وتشريد الفلسطينيين. 
وأشار إلى أن الاحتلال يمارس إجراءاته وانتهاكاته بحق الفلسطينيين وعينه على سائر بلاد العرب والمسلمين، معتبراً أن الحل لذلك هو "زوال الاحتلال".
وشدَّد أبو السبح على أن الشعب الفلسطيني الذي يمارس الاحتلال بحقه الجرائم والظلم والتشريد، لم يتوقف عن التصدي لهذا الاحتلال. 
وقال: إن "الأسرى يمارس بحقهم الإجرام بمقتضى ما أفتى به كبير الحاخامات اليهود، والذي شبَّه الأسرى بالحيوانات"ØŒ مبيناً أن معاملة إدارة السجون مع الأسرى لا تختلف عن "معاملة الحيوانات". 
إلى ذلك، حثَّ وزير شؤون الأسرى والمحررين، الفلسطينيين على مقاتلة الاحتلال الصهيوني حتى تحرير كافة الأسرى من داخل سجون الاحتلال. 
ويجد الأسرى في الإضراب المفتوح عن الطعام وسيلة قوية لتشكيل ضغط محلي ودولي على الاحتلال للاستجابة لمطالبهم في إنهاء العزل الانفرادي، والاعتقال الإداري، والاقتحامات اليومية، والسماح لهم بالتعليم، وتحسين ظروفهم المعيشية. 

وحدة وزارية فلسطينية 
بدوره، أوصى الأسير المحرر تيسير البرديني في كلمته، بتوحيد وزارتي شؤون الأسرى في كل من غزة ورام الله، لتكون وزارة واحدة تدافع عن الأسرى. 
وعدَّ البرديني الذي أمضى قرابة 20عاماً في سجون الاحتلال، انتصار الأسرى في "معركة الكرامة"، "انتصاراً تاريخياً جاء في ظل ظروف قاسية بفعل إجراءات إدارة سُجون الاحتلال".
وأكد أن نصر الأسرى أزال "آثار الفشل" الذي لحق بالأسرى في إضراب عام 2004ØŒ إذ لم يتمكن الأسرى الفلسطينيون من تحقيق مطالبهم آنذاك. 
وخاطب الأسرى بقوله: "أنتم القادة، والسادة، والوحدة. أنتم من وحدتهم شعبنا تحت راية واحدة".
وشدد على أن قضية الأسرى وطنية ومقدسة، مؤكداً على ضرورة التعامل مع هذه القضية على أنها وطنية لا إنسانية. 
وقال: "إن قضية الأسرى ليست قضية صورة معلقة"ØŒ لافتاً إلى أن قضية الأسرى يجب أن تعرف كقضية ثورية. 
وأوصى بضرورة التوجه للجمعية العمومية للأمم المتحدة، لاستصدار قرار يعتبر أن الأسرى في سجون الاحتلال أسرى حرب، وليسوا معتقلين جنائيين كما يدعي الصهاينة.
وأضاف: "الأسرى هم الأساس في العمل الوطني، وهم الذين وحدوا رايات الجماهير الفلسطينية في غزة والضفة".
وتخلل حفل التكريم، عرض فيديو قصير يُوثق مشاركة المتضامنين والمضربين عن الطعام، في خيمة التضامن التي أقيمت في ساحة الجندي المجهول، وسط مدينة غزة، لنصرة الأسرى القابعين خلف القضبان. 

مشاركة عربية 
من جانبه، قال أمين الكردي، أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية، والذي وصل غزة على متن قافلة الأنصار اللبنانية: "جئنا من لبنان، لنكون معكم في قضاياكم التي هي قضايا الأمة الإسلامية".
وثمن الكردي ثبات الفلسطينيين أمام جرائم الاحتلال، مشيداً بصمود الأسرى الذين خاضوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام سعياً لتحقيق مطالبهم التي أكد أنها عادلة. 
وقال مخاطباً الفلسطينيين: "فيكم رجال بكل ما في الكلمة من معنى".
وعدَّ معركة "الأمعاء الخاوية" التي خاضها الأسرى، "معركة سطرت تغلب الإرادة على الظلم والطغيان"ØŒ فيما أكد ثقته بأن الأسرى والمسرى سيحررون من الاحتلال الصهيوني. 
وفي السياق ذاته، قال منسق قافلة أميال من الابتسامات (12) د.عصام يوسف: "سنبقى نحن الأسرى طالما أن الأسرى لم يحرروا".
ويقبع في سجون الاحتلال قرابة خمسة آلاف أسير فلسطيني، وقد انخفض العدد بعد تحرير 1047 أسيراً وأسيرة، في صفقة التبادل مقابل تحرير الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، بعد مضي 5 أعوام من المُفاوضات. 
ونبَّه يوسف إلى أن الأسرى يعيشون هذه الأيام فرحة الانتصار في معركتهم ضد السجان، مبيناً أن قافلة أميال من الابتسامات جاءت إلى غزة هذه المرة تحت شعار "الحرية للأسرى"ØŒ مؤكداً أن من واجب أحرار العالم العمل على أن ينتهي المقام بالأسرى إلى الحرية. 

صناع المجد 
وخاطب الأسرى بقوله: "أنتم صناع التاريخ والمجد. لكم تحية إجلال وإكبار".
وقال: "سنستمر مع الفلسطينيين في نصرة أسراهم داخل السجون"، مشدداً على أن "الاحتلال باطل".
إلى ذلك، بيَّن منسق قافلة أميال من الابتسامات (12)ØŒ أن الاحتلال يسعى في دول الغرب إلى منع أي انتقاد له، ويريد أيضاً معاقبة الشعب الفلسطيني عقاباً جماعياً عبر ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. 
وشدد على أن من ارتكب الجرائم بحق الفلسطينيين سيحاسب عاجلاً أم آجلاً، لافتاً النظر إلى أن كثيراً من قادة الاحتلال وجنرالاته لا يستطيعون التوجه لبعض الدول الأوروبية لصدور مذكرات اعتقال ضدهم خاصة بعد حرب غزة نهاية 2008ØŒ ومطلع 2009. 
وتخلَّل حفل التكريم فقرة شعرية ألقتها شاعرة فلسطينية من غزة، وتلخص مضمونها حول الأسرى في سجون الاحتلال. 

وفي ختام الحفل، سلم وزير الأسرى دروع التكريم للمشاركين في الإضراب التضامني عن الطعام، واستمروا في إضرابهم المفتوح إلى أن أعلن الأسرى داخل السجون فك الإضراب.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 22/5/2012)