وقفة تضامنية مع السرسك والريخاوي في غزة

شارك مسئولون وناشطون وأهالي أسرى فلسطينيين في وقفة تضامنية أمام مقر الأمم المتحدة في غزة، تضامنا مع الأسيرين محمود السرسك وأكرم الريخاوي المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني. ويخوض السرسك إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم 83 على التوالي في سجون الاحتلال، رفضا لاعتقاله إداريا.
واعتقلت قوات الاحتلال السرسك – لاعب المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم قبل ثلاث سنوات على معبر بيت حانون، خلال توجهه للضفة الغربية للانضمام إلى فريق نابلسي، بعد أن وقع عقد احتراف آنذاك. أما الأسير الريخاوي الذي يقبع في مستشفى سجن الرملة، منذ ثمانية أعوام، فهو يعاني من تدهور خطير في حالته الصحية، وفقد من وزنه أكثر من  20كيلوجرام، بعد إضراب مفتوح عن الطعام لليوم ال 56 على التوالي. ويعاني الريخاوي من عدة أمرض تحتاج إلى متابعة صحية متواصلة: أزمة حادة مزمنة في الصدر "الربو"ØŒ الشعور بالغثيان وضيق التنفس. وأصبح حديثاً يعاني من مرض السكري وارتفاع نسبة "الكلسترول"ØŒ وهشاشة العظام ومياه بيضاء في عينيه، ولا يُقدم له العلاج سوى "الكرتزون".

مشاركة رسمية وشعبية
وشارك في الوقفة التضامنية وزير الشباب والرياضة د.محمد المدهون ورياضيون وناشطون وأسرى محررون، ومختصون في قضية الأسرى. وانطلق المشاركون في المسيرة من أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى مقرر الأمم المتحدة، غرب مدينة غزة، يتقدمهم أطفال رفعوا الشعارات المنددة بسياسات الاحتلال.
من بين تِلك الشعارات "يا أحرار العالم أسرانا يموتون في السجون، أين أنتم"؟!، "نموت نموت ولن نركع"، "الحرية للأسير محمود السرسك ولأسرى الحرية". وقال وزير الشباب والرياضة: "نقف اليوم تضامناً مع السرسك والريخاوي، وخاصة الأسير السرسك الذي يخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام لليوم ال 83 على التوالي".
وانتقد المدهون سياسات الاحتلال الذي اعتقل السرسك تحت بند "مقاتل غير شرعي" وزج به في سجونه ضِمن الاعتقال الإداري، دون توجيه أي تهمة له، أو حتى أي حكم بحقه. وشدَّد، في مؤتمر صحفي على هامش الوقفة التضامنية، أمام مقر الأمم المتحدة، على أن الاعتقال الإداري بحق الفلسطينيين "ساقط".
وأكَّد أن الأسرى، من خلال معركة الأمعاء الخاوية "سنحيا كراماً" التي خاضوها مُؤخراً، "قدموا أنموذجاً مشرفاً وانتصروا على المحتل واستطاعوا أن يرضخوه لمطالبهم الإنسانية"، مشيراً إلى أن المنظمات القانونية الدولية لم تجلب للأسرى حقاً قانونياً خلال معركتهم الأخيرة مع الاحتلال.
وقال: "إن المحتل يتغطرس ويمارس العربدة غير الإنسانية وغير الأخلاقية ضد أسرانا وأبطالنا، حينما يمنعهم من حقوقهم الإنسانية ويمارس بحقهم العزل، ويمنع عنهم الزيارات ويُخضِعهم للاعتقال الإداري"، منبهاً إلى أن هذه الممارسات "تسقط رويداً رويداً، وهذا بفضل الله وثم صمود الأسرى".
وطالب وزير الشباب والرياضة الصليب الأحمر والأمم المتحدة والمؤسسات الرياضية الدولية بأن ترفع صوتها تعالياً ضد المعاملة غير الإنسانية، وغير الأخلاقية بحق الأسرى، وخاصة السرسك الذي تدهورت حالته الصحية في الفترة الأخيرة. وتساءل المدهون: "لماذا يُمنع الرياضيون الفلسطينيون من حقهم في تمثيل بلادهم؟!، ولماذا يمارس عليهم الإرهاب باعتقالهم تحت بند مقاتل غير شرعي" ؟!. وقال: "إن دولة الاحتلال ليست فوق القانون وليست فوق الإنسانية". وخاطب الأسيرين السرسك والريخاوي قائلاً: "نحن معكما. ولن نتخلى عنكما، وسنكون معكما، حتى تتحقق كل المطالب".

تدهور خطير
إضافة إلى ذلك، بينت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أن تدهورا كبيرا طرأ على صحة السرسك، موضحة أنه يعاني من حالة إغماء يومية لمدة ثلاث ساعات، وتدهور في السمع والبصر، ونقص في الوزن وصل إلى أكثر من25 كيلو جرام. وأكدت أن المنظمات الحقوقية لم تقم بواجبها حتى هذه اللحظة مع الأسيرين السرسك والريخاوي المضربين عن الطعام. وعدت اللجنة أن إجراءات الاحتلال لن تثني الأسرى عن تحقيق مطالبهم في إعادة برنامج الزيارات. يُشار إلى أن الأسرى خاضوا، مؤخراً، إضراباً مفتوحاً عن الطعام لمدة 28 يوماً متواصلة لتحقيق بعض المطالب، وقد توصلوا إلى اتفاق مع إدارة سجون الاحتلال بوساطة مصرية، لكن الاحتلال الصهيوني لم يلتزم بهذا الاتفاق.
بدوره، قال الأسير المحرر المبعد إلى غزة إبراهيم عليان متحدثاً باسم لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية: "نقف أمام مقر الأمم المتحدة لنرفع صوتنا أمام هذه المنظمة الدولية التي طالما تنكرت للشعب الفلسطيني". وأكد عليان، في كلمة له خلال المؤتمر الصحفي، ضرورة الوقوف خلف قضية الأسرى الفلسطينيين، مشدداً على ضرورة نصرة الأسيرين السرسك والريخاوي في إضرابهما المفتوح عن الطعام. وأضاف: "على منظمة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تتحملا مسؤولياتهما"، موصياً هذه المؤسسات الدولية بعدم تجاهل قضايا الأسرى الإنسانية.
ورأى أن المعركة التي يخوضها كل من السرسك والريخاوي تتطلب التفاف قوى الشعب الفلسطيني حول قضية هذين الأسيرين. واستدرك: "في هذه المعركة يجب أن ينتصر الدم على السيف والحق على الباطل"، موصياً بحراك فلسطيني جماهيري على جميع المستويات؛ "لأجل كبح جماح المحتل للانصياع لمطالب مناضلينا".

(المصدر: صحيفة فلسطين، 5/6/2012)