مهجة القدس تنظم فعالية الشهداء مسيرة مقاومة وشهادة

نظمت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى ندوة فكرية بعنوان الشهداء مسيرة مقاومة وشهادة، أمس الأربعاء في منتجع الشليهات على هامش فعاليات معرض فلسطين الدولي للكتاب، وقد حضر الندوة عدد من الشخصيات الوطنية والدينية، وعدد من نشطاء المجتمع المدني، وشهدت حضوراً واسعاً لأهالي الشهداء والأسرى وعدد من المشاركين في معرض الكتاب.
افتتح الندوة الأستاذ ياسر صالح الناطق الإعلامي لمؤسسة مهجة القدس، مرحبا بالحضور الكريم وأهالي الشهداء وفي مقدمتهم خنساء فلسطين الحاجة المجاهدة أم رضوان الشيخ خليل، ومن ثم تحدث عن الأهمية التي تمثلها هذه الندوات واللقاءات الداعمة لقضايا الشهداء على الصعيد الإعلامي والجماهيري، مؤكدا على استمرارية عمل المؤسسة في خدمة أهالي الشهداء والأسرى، ونوه صالح بضرورة العمل الجماعي والمشترك بين مختلف المؤسسات لخدمة قضايا الشهداء وتفعيلها على المستوى المحلي والدولي من خلال النشاطات المختلفة.


من جانبه تحدث الشيخ عبد الفتاح حجاج عن مكانة الشهداء في القران والسنة النبوية، مذكراً بقوله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عن الله يرزقون)، وبين فضل الشهداء العظيم ومكانتهم الرفيعة، وكيف أن الله تبارك وتعالى قد فضل المجاهدين على القاعدين من الأحياء، فكيف يمكن تصور فضل الشهداء، الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الله؛ وذكر عدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي بينت المكانة العالية التي أعدها الله سبحانه وتعالى للشهداء في الجنة، إذ جعل أرواحهم في جوف طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت.
وفي سياق متصل تحدث الدكتور محمد الهندي، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عن دور الشهداء في خدمة القضية الفلسطينية، موضحا أن الانجازات التي تحققت في الفترة الأخيرة على صعيد العمل المقاوم ما كان لها أن تتم إلا بفضل الدماء الطاهرة التي روت أرض فلسطين.
وقد أكد الدكتور الهندي بأنه لا يمكن تحرير الأرض إلا بدماء الشهداء، الذين كان لهم الفضل بعد الله تعالى فيما حققته القضية الفلسطينية من انجازات في الفترة الأخيرة، وما قد يتحقق مستقبلا بالوصول إلى الانتصار الكبير ودخول المسجد الأقصى وقد تحرر من براثن الاحتلال الغاصب.


وفي إطار الفعاليات عقدت جلسة خاصة للتعرف على الدور الشعبي تجاه قضايا الشهداء، وقد أدارت الجلسة خنساء فلسطين الحاجة أم رضوان الشيخ خليل، وتم توضيح الأهمية المرجوة من النشاطات التضامنية مع أهالي الشهداء، وكيفية توظيفها في زيادة الوعي والتعبئة لدى جيل الشباب، من خلال توضيح انجازات الشهداء، وكذلك من خلال الحث على رعاية أسر الشهداء.


وفي ختام الندوة تم عرض فيلم مؤثر بعنوان الحياة حب ومقاومة، الذي تناول سيرة الشهيد المجاهد: رياض فخري خليفة، المولود في الفاتح من كانون الأول عام 1970 وهو ذات الشهر الذي اغتالته فيه القوات الخاصة الصهيونية بعد ثلاثة وثلاثين عاماً، وهو الابن الذكر الوحيد لأمه الفلاحة الفلسطينية التي خبرت الاحتلال وعنفه وجربته، لقد كان الشهيد نشيطا منذ انطلاقة الانتفاضة الأولى عام 1987Ù…ØŒ ÙˆØ¹Ø§Ø´ تجربة الاعتقال عدة مرات، ومع انطلاقة الانتفاضة الثانية أصبح رياض قائداً لسرايا القدس، وتم اعتقاله لكنه استطاع أن يفر من معتقل عوفر، ليصبح مطلوبا للاحتلال وبأي ثمن حيا أو ميتا، إلى أن تم استشهاده بتاريخ 13/10/2003Ù….


لقد كانت وقائع الفيلم وأحداثه مؤثرة لدرجة ظهرت واضحة على محيي الحاضرين، وقد انهمرت الدموع لاسيما من أمهات وزوجات الشهداء الحاضرات.

(المصدر: مهجة القدس، 11/10/2012)