مهرجـان في الخليـل انتصارا لصمود الحركة الأسيرة ودعماً للأسرى المضربين عن الطعام

نظم نادي الأسير الفلسطيني في محافظة الخليل وبالتعاون مع لجنة أهالي الأسرى ووزارة شؤون الأسرى مهرجانا جماهيريا على دوار ابن رشد وسط مدينة الخليل دعما وإسنادا للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال وعلى رأسهم ابن الخليل الأسير أيمن الشراونة المستمر في إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 162 يوما بشكل متواصل وكذلك الأسير سامر العيساوي ابن القدس المستمر في إضرابه منذ 127 يوما احتجاجا على إعادة اعتقالهم بعد أن أطلق سراحهم في صفقة التبادل.
وشارك في المهرجان الجماهيري حشد من ذوي الأسرى والأسيرات وعائلة الأسير ايمن الشراونة اضافة لممثلي القوى الوطنية الرفيق بدران جابر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية وممثلي الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني ورئيس لجنة أهالي الأسرى عبد الرحيم سكافي ومحمد عمران القواسمة رئيس الملتقى الأهلي في الخليل وأعضاء أقاليم حركة فتح واللواء عوني النتشة عن المكتب الحركي للمتقاعدين العسكريين واللواء محمد أمين الجعبري رئيس لجنة الدفاع عن البلدة القديمة، والدكتور داوود الزعتري رئيس بلدية الخليل وممثلي عن الغرفة التجارية في الخليل.
ورفع المشاركون خلال المهرجان صور الأسرى المضربين الطعام ويافطات كتب عليها شعارات تندد بصمت المؤسسات الدولية اتجاه ما يتعرض له الأسرى المضربين من عمليات قمع وتنكيل وعدم الاستجابة لمطالبهم بالإفراج الفوري عنهم ويافطات أخرى تحمل الاحتلال المسؤولية عن حياتهم وأخرى تطالب جماهير الشعب الفلسطيني بأوسع تحرك شعبي وجماهيري لنصرة قضيتهم.
وقال امجد النجار رئيس نادي الأسير في محافظة الخليل في كلمته أمام المشاركين في المهرجان أن أوضاع الأسرى المضربين عن الطعام في خطر شديد وبعد ما نقله مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير المحامي جواد بولس أن إدارة "عيادة سجن الرملة" تحتجز الأسير أيمن الشراونة المضرب عن الطعام منذ أكثر من 157يوم في غرفة معزولة تماما عن الأسرى وان وضعه الصحي خطير للغاية ويرفض العلاج بسبب المعاملة القاسية التي يتعرض لها بتقييد يديه ورجليه خلال الفحوصات.
وقال النجار أن الأسير سامر العيساوي يعاني من حالة دوران ودوخة وصداع بشكل دائم بالإضافة إلى التعب والإرهاق الشديدين وآلام في الكلية وآلام في العضلات، وأن إدارة السجن لا زالت ترفض نقله من سجن نفحة إلى مستشفى الرملة ليكون تحت إشراف طبي.
وقال النجار أن الأسيرين في لقائهما مع الأستاذ جواد بولص مصممين على الاستمرار في إضرابهما المفتوح عن الطعام حتى الحرية أو الشهادة
وفي نهاية كلمته ناشد النجار سفارات فلسطين في العالم للتضامن مع هؤلاء الأسرى الأبطال بوقفة تضامن دعما لهم ولكشف الجريمة التي ترتكب بحقهم على مسمع ومرأى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان التي أصبح وجودها يشكل غطاءا لجرائم الاحتلال.
وفي كلمة باسم القوى الوطنية ألقاها كفاح العويوي أكد أن الانتصار الكبير الذي حققته القيادة الفلسطينية أن حصول فلسطين على دولة غير عضو في الأمم المتحدة، هو تعزيز ودعم لمصداقية قرارات وميثاق الأمم المتحدة الذي أقر بشكل واضح بحق الشعوب في تقرير مصيرها، وعدم إخضاعها للاستعمار والسيطرة الأجنبية وانتهاك حقوقها الإنسانية، وتعرية لدولة الاحتلال التي لم تنفذ الالتزامات الموجبة عليها وفق ميثاق وقرارات الأمم المتحدة منذ أن أصبحت عضوا فيها، حيث استمرت كدولة محتلة وفوق القانون الدولي الإنساني.
وقال العويوي إن هذا الاعتراف له انعكاس كبير على قضية الأسرى الرازحين في سجون الاحتلال الصهيوني على كافة المستويات السياسية والقانونية والإنسانية بحيث يصبحون أسرى دولة فلسطين التي أخذت مكانتها كشخص من أشخاص القانون الدولي، بغض النظر عن نوع عضويتها في الأمم المتحدة.
ووجه عبد الرحيم سكافي رئيس لجنة أهالي الأسرى التحية إلى كل أبطال الحركة الأسيرة المضربين عن الطعام وعلى رأسهم ابن محافظة الخليل الأسير أيمن الشراونة المستمر في إضرابه منذ 162 يوما، مؤكدا أن هذا المهرجان الهام جاء تلبية لنداء الاستغاثة من الأسرى المضربين عن الطعام الذي وجهوه عبر محاموا نادي الأسير بأن إدارة السجون ومحكمة الاحتلال قد حكمت عليهم بالإعدام بقراراتها الإجرامية بحقهم وعدم الاستجابة لمطالبهم ومستنكرا في الوقت نفسه الصمت الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان في العالم اتجاه ما يتعرض له أبطال الحركة الأسيرة من عمليات قمع وتنكيل وبطش يومي من قبل إدارة السجون التي تستفرد بالأسرى وتحاول كسر إرادتهم وتحطيم معنوياتهم.
وقال رئيس لجنة الدفاع عن الخليل اللواء محمد آمين الجعبري إن تجاهل إدارة السجون وحكومة الاحتلال لإضرابهم بمثابة قرار واضح بالإعدام عليهم صدر من أعلى مستوى في حكومة الاحتلال وناشد الجعبري جماهير الشعب الفلسطيني أن تخرج بالآلاف لإنقاذ الأسرى من الموت المحدق بهم من جراء سياسة القتل التي تمارسها حكومة الاحتلال بحقهم قائلا نحن لا نريد أن نستقبل أسرانا جثثا في توابيت نرديهم أحياءا كراما بين أمهاتهم وأطفالهم.
وفي كلمة لمدير وزارة شؤون الأسرى والمحررين إبراهيم نجاجرة أكد فيها أن رسائل كثيرة بعثت إلى كافة المؤسسات الدولية والحقوقية في العالم تطالبهم بإنقاذ الأسرى المضربين وان يكون لهم موقف من إجراءات الاحتلال بحقهم وان قضية الأسرى المضربين ستطرح على أعمال المؤتمر الدولي للأسرى الذي سيعقد في دولة العراق برعاية جامعة الدول العربية.
وفي كلمة لرئيس بلدية الخليل الدكتور داوود الزعتري مؤكدا أن ما تمارسه دولة الاحتلال بحق الأسرى في سجون الاحتلال هو جريمة حرب ستعاقب عليها وانه آن الأوان لملاحقة كل من ارتكب جرائم بحق أبطال الحركة الأسيرة مؤكدا وقوف بلدية الخليل إلى جانب الأسرى في كافة قضاياهم الإنسانية العادلة.
وألقى ماهر النمورة الناطق الإعلامي لحركة فتح إقليم جنوب الخليل كلمة دعا فيها إلى أوسع تحرك شعبي وجماهيري لنصرة الأسرى وان حصول فلسطين على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة يفتح الباب على مصراعيه لملاحقة كل من ارتكب جرائم أبناء شعبنا الفلسطيني وأسرانا في سجون الاحتلال.
وفي نهاية المهرجان هتف المشاركون بحرية الأسير الشراونة والعيساوي وانتهى المهرجان بمسيرة طافت شوارع الخليل حاملين صور الأسيرين ويافطات كتب عليها لازالت المعركة المستمرة حتى النصر آو الحرية.
يذكر أن الأسير أيمن الشراونة هو أحد محرري صفقة وفاء الأحرار، كان محكوما بالسجن لمدة 38 عاما قضى في سجون الاحتلال عشرة أعوام، وينتمي لحركة المقاومة الإسلامية حماس وهو أول محرر أعاد الاحتلال اعتقاله بعد تنفيذ الصفقة في أكتوبر من العام الماضي .

(المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية، 04/12/2012)