فعاليات التضامن مع الأسرى أدنى من المطلوب

عشرات النشطاء يتواجدون في أفضل الحالات، بخجل يرفعون بعض اللافتات، وبحناجرهم يصدحون بعض الهتافات، التي تنادي بحرية إخوانهم الأسرى، غالبيتهم من المحررين أو من عرفوا معنى السجون بحقيقتها .

مركز أسرى فلسطين للدراسات حاول الوقوف مع بعض المشاركين، وقد كان غالبيتهم يشكون قلة التفاعل والحراك لأجل قضية الأسرى.

"سمر الأغبر" عضو حزب الشعب ومشاركة دائمة في تلك الفعاليات تقول: "أرى ان فعاليات التضامن مع الأسرى على مستوى الوطن دون المستوى المطلوب، فمعاناة الأسرى تتطلب من كافة المؤسسات التحرك بما يتلاءم وتضحيات الأسرى، ولا أعتقد ان هذه الفعاليات بهذا الحجم سيكون لها الدور الكبير في اختراق ملف الأسرى لتحسين أوضاعهم داخل السجون".
وفي إطار تعليقها على تغيّب طلبة الجامعات، قالت الأغبر: "الجامعة كانت سابقا مصنعا للأبطال وأسياد المواقف، لكن " الانحدار" في العمل الوطني والتراجع الكبير عكس سلباً على وعي الطلبة وأهمية مشاركتهم الفاعلة في تحريك الوضع لأجل الأسرى".
أما الرفيقة ميسر عطياني الناشطة الفاعلة في فعاليات الأسرى، فقد وصفت تلك الفعاليات أنها لم ترتقِ بعد لنضال الحركة الأسيرة، حيث قالت وبلهجة غاضبة: "الأسباب في هذا التقصير هي الانقسام الحاصل بالساحة، وكذلك دور القيادة الفلسطينية المغيّبة والمحبِطَة لأداء الجماهير".
وعقبت عطياني على ذلك أن هذه السلبية لن تجعلهم يتراجعون عن خيار نصرة الأسرى، معاتبة في الوقت ذاته القيادة التي استقبلت أوباما، بأنها أهدرت حقوق الأسرى وأهلكت احتياجاتهم باستقبالهم لهذا الشخص الذي أقنعهم بمبلغ كبير مقابل سحب قرار للأمم المتحدة بحق الظلم والانتهاكات الصهيونية بحق الأسرى.
ووجهت عطياني رسالة عتاب للأسرى المحررين الذي ينعدم تواجدهم على حد قولها عن ساحة الأسرى، وكذلك للحركة الأسيرة قائلة: "منذ متى الحركة الأسيرة داخل السجون تنتظر الجماهير في الخارج للثورة ضد استشهاد أسير، وهل الانعكاس السلبي للقيادة الفلسطينية ينعكس على الأسرى داخل السجون؟"، وأضافت: "على الحركة الأسيرة التوحد والالتفاق حول حقوقها وعدم انتظار أحد لرد الاعتبار لها ولمكانتها".
وفي كلمة مختصرة لوالد الأسير حمزة الطقطوق والمحكوم مؤبدين حيث حيى كل من شارك في نصرتهم، فقال: "ألوم الفصائل دون استثناء لإهمالهم لقضية الأسرى لأن أبناءنا أبناء تلك الفصائل، وأوجه لومي وعتبي على أهالي الأسرى لأنهم أصحاب الكلمة والقرار ووجودهم هو من يحكم المسئولين والفصائل لإخراج أبنائنا من السجون".
من جانبه علق عضو اللجنة الوطنية لنصرة الأسرى والقيادي في حزب الشعب، خالد خندقجي قائلا: "أن هناك بعض التقصير من الجميع، والحضور غير مشجع وغير قوي، ولكن ندعو الجميع ونذكرهم أن قضية الأسرى أحد أهم أركان القضية الفلسطينية.
وعاتب خندقجي القيادة السياسية في نابلس لعدم مشاركتهم الدائمة لهم في فعاليات الأسرى، آملا  من كافة المؤسسات التفاعل الايجابي.
ثم  وجه رسالة  لقيادة غزة ورام الله تحديداً، ان قضية الأسرى أساسية فلن يكون هناك مفاوضات بدون تحرير الأسرى، ولن نقبل حتى بمصطلح أسرى قبل أوسلو أو بعد، وأسرانا لن يتحرروا إلا بالمقاومة في إشارة منه لمسؤولية أذرع العمل العسكري تجاه أخوانهم الأسرى".
يشهد العالم العربي نوعاً من النضوج الدولي اتجاه قضية الأسرى بشكل غير كافٍ، في ظل معاتبة أهالي الأسرى الفلسطينيين أبناء الشعب الفلسطيني على قلة الحراكات الشعبية لنصرة أبنائهم الأسرى، في وقت يقترب فيه الـ 17 من نيسان، موعد يوم الأسير الفلسطيني والذي أعلنت فيه الحركة الأسيرة نيتها خوض إضراب مفتوح لأجل تحقيق مطالبهم.

(المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية، 26/03/2013)