أحمد.. أصغر متضامن مع الأسرى

مشهد تم التقاطه في مقر الصليب الأحمر بغزة، فها هي تجلس وبين ذراعيها طفل لم يتجاوز بعد الأسبوعين، بجانب من أنجبت في سجون الاحتلال ليكون ابنها اصغر أسير في السجون الصهيونية.
أنها الأسيرة المحررة وفاء البس والتي لم تغب أي يوم عن مقر الاعتصام الأسبوعي للتضامن مع الأسرى بعد خروجها من سجون الاحتلال حيث انقطعت فترة بسيطة بسب الحمل والولادة، ولتقرر أن تكون أول زيارة لها برفقة مولودها البكر حسن الخلة 12 يوما.
تقول "أتيت بابني إلى هنا ليتربي على التضامن مع الأسرى في كل شيء وان يقدم كل ما يستطيع لمساندة الأسرى وان يتعود على الحضور إلى هنا وبذلك أصبح اصغر متضامن مع الأسرى وكنوع من لفت الأنظار إلى قضية الأسرى عن طريق ابني".
وبينت أنها ستتبع نفس النهج الذي سارت عليه في تربيتها لابنها، وهو نهج المقاومة الفلسطينية، لأنه السبيل الوحيد لدحر الاحتلال الصهيوني، معتبرة أن المعركة مع الاحتلال لن تتوقف عند أسر فلسطيني أو الإفراج عنه، المعركة مستمرة حتى النهاية.
وعن تواجدها مع المتضامنين كل أسبوع تقول "احضر كل اثنين إلى مقر الصليب للتضامن مع الأسرى رغم البعد عنا فهو اقل شيء نقدمه لهم، ولنقول للعالم أننا نضحي ببضع ساعات من أوقاتنا، فهم يضحوا بعمرهم كله، وإذا كنّا نضحِي بشيء من محاوله لإيصال صوتنا للعالم تضامناً معهم، فهم يدفعون حياتهم ثمناً للحرية وثمناً للحياة الكريمة".
وشددت على ضرورة تكثيف حجم التضامن والاستفادة من العطل المدرسية والمخيمات الصيفية لدعم قضية الأسرى وخاصة بسبب تزايد أوضاع الأسرى سوءا مع مرور كل يوم وكذلك تصاعد ممارسات الاحتلال بحقهم.
وأسهبت الأسيرة المحررة في الحديث مع معا عن المعاناة داخل السجون الصهيونية وزنازين العزل الانفرادي وكيف أنها ستعرف ابنها بكل ما مرت به من معاناة في السجون وكذلك جميع من شاركها ذلك، لتقول "المعاناة في السجن لا تتلخص في سطور، هناك بحر من المعاناة ولكل أسير معاناته الخاصة ويجب على الجيل الجديد أن يكون على علم بكل ما مر علينا داخل السجون".
وأشارت إلى ضرورة تعليم الجيل الجديد في المدارس بهذه الانتهاكات وترسيخ التضامن معهم بكل الأشكال وتفعيل قضية الأسرى في كافة المحافل وبكافة الطرق الحديثة لتبقي في الذاكرة ولا تصبح هذه القضية مجرد مواسم نتغنى فيها عند إطلاق سراح أسير ودخول أسير في أضارب أو غره من المواقف.
وتضيف البس "أن الأسرى كانوا يتضامنون مع بعضهم كالبنيان المرصوص ولذلك علينا كشعب أيضا أن نكون كذلك من الصغير قبل الكبير، ولا ننسى أن المعدة والإضراب عن الطعام كان السلاح الوحيد حتى يحصل الأسرى على إنجازاتهم واستحقاقاتهم فيجب علينا أن نقف بجانبهم وندعمهم دائما".
وأشارت إلى أنها ستغرس داخل ابنها مقولة ابن تيمية "إذا سجونني فإن سجني عبادة، فإذا قتلوني فأن قتلي شهادة، وإذا أبعدوني فإن إبعادي سياحة" والتي كانت تستحضرها دائما في المواقف الصعبة التي كانت تمر عليها في أثناء تواجدها في داخل السجون الصهيونية.
وطالبت البس بضرورة التحرك اللازم لوقف عذابات الأسرى المتواصلة، والتحرك الفعلي من أجل وقف الممارسات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في كافة الحركات والمؤسسات الداعمة للشعب الفلسطيني وخاصة الدولية.

(المصدر: وكالة معا الإخبارية، 11/05/2013)