مهجة القدس تنظم وقفة تضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام

نظمت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وقفة تضامنية مع الأسرى المضربين أمام مقر المفوض السامي لحقوق الإنسان بمدينة غزة صباح اليوم، وجاءت الوقفة تحت عنوان الوفاء للأسرى الفلسطينيين والأردنيين المضربين عن الطعام، وحضر الحفل عدد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ولفيف جماهيري مميز.
وألقى كلمة مؤسسة مهجة القدس الأستاذ ياسر صالح، متحدثاً عن معاناة الأسرى لاسيما المضربين منهم، الذين تتضاعف معاناتهم في شهر رمضان المبارك حيث الحرمان من الأهل والأسرة، مخاطبا المفوض السامي لحقوق الإنسان والمؤسسات الحقوقية الدولية بالتدخل الفوري والعاجل من أجل الضغط على سلطات الاحتلال للاستجابة لمطالب الأسرى الفلسطينيين والأردنيين المضربين عن الطعام.
وتساءل صالح لماذا لا يفرج عنهم، مستغربا الصمت الرسمي الأردني عن حالة الأسير الأردني عبد البرغوثي المضرب عن الطعام منذ ما يزيد عن 70 يوما، وصاحب أعلى محكومية في سجون الاحتلال، إذ يقضي حكماً بالسجن لمدة 67مؤبداً.
وحذر صالح من تدهور الوضع الصحي للأسرى المضربين عن الطعام، موجهاً رسالة لجل أطياف الشعب الفلسطيني بضرورة الخروج للشوارع نصرة للأسرى، ومطالبا إياهم بأن لا ينسوا أسرانا البواسل من الدعاء في شهر رمضان المبارك.
وفي سياق متصل تحدث الشيخ خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، شاكراً المؤسسات التي تهتم بشئون الأسرى وفي مقدمتها مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى ومباركاً جهودها في تفعيل التضامن مع قضية الأسرى، الذين تزداد معاناتهم في الشهر المبارك، سائلاً المولى أن يجعل الفرج عنهم قريباً، مرسلاً بالتحية المباركة من غزة إلى جميع أسرانا في سجون الاحتلال الصهيوني، وفي مقدمتهم أقدم أسيرة في سجون الاحتلال لينا الجربوني، والأسير المضرب عن الطعام منذ 70 يوما الأسير القائد عبد الله البرغوثي، وكل أسرانا الأبطال الذين يدفعون بسلبهم لحريتهم ضريبة انتمائهم للأمة وللشعب، وللجهاد وللمقاومة.
وطالب حبيب جميع أطياف الشعب الفلسطيني بتحمل مسئولياتهم تجاه أسرانا البواسل في سجون الاحتلال، مخاطبا قيادة السلطة وكذلك حكومة غزة بتحمل التزاماتهما بدعم قضية الأسرى على كل المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
ونوه حبيب الى ان الاحتلال مخادع وكاذب في ترويجه للأخبار بالإفراج عن عدد من الأسرى بمقابل استئناف المفاوضات مطالباً بعدم الانجرار وراء تلك الأخبار، إذ ان العدو الصهيوني قد أخل بالتزاماته بالإفراج عن الأسرى القدامى؛ والذي مضى على اعتقالهم ما يزيد عن 20 عاماً وهي عمر اتفاق أوسلو المشئوم.
واختتم حبيب كلمته بمطالبة المفوض السامي لحقوق الإنسان وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة التي صمت آذاننا في ادعاءاتها بحماية حقوق الإنسان، مطالبا إياه بالوفاء بالتزاماتها بحماية حقوق الأسرى في سجون الاحتلال الذي يتعرضون لشتى أنواع العذاب على أيدي سجانهم الظالم، مطالباً فصائل المقاومة بخطف الجنود لتحرير أسرانا الأبطال.
وفي ذات السياق تحدث الأستاذ نشأت الوحيدي باسم لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، مرحبا بالحضور الكريم، ومؤكدا على أنه لا توجد كلمات تفي الأسرى حقهم في هذا المقام قائلا: "أما آن للسيدة نافي بيلاي -المفوض السامي لحقوق الإنسان- أن تخجل من أنها تجلس على كرسي يدعي بأنه يدافع عن حقوق الإنسان، وكذلك أما آن للسيد بان كي مون أن يخجل بأنه أمين عام لمنظمة ترفع شعار توفير الأمان والاستقرار للشعوب المضطهدة"، مؤكداً على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي لإنقاذ حقوق الإنسان التي تموت كل يوم بفعل الممارسات العنصرية الصهيونية.
ووجه الوحيدي التحية للأسرى البواسل في سجون الاحتلال وخص بالذكر الأسرى المضربين عن الطعام؛ وفي مقدمتهم: عبد الله البرغوثي المحكوم 67 مؤبداً، والذي يحاول الاحتلال استخدام كافة الأساليب البشعة للضغط عليه وعلى أخوانه لكسر إضرابهم، وكانت آخر تلك الأساليب هو سن قانون التغذية القسرية للأسرى المضربين في سجون الاحتلال الصهيوني.
وأكد الوحيدي أن ما جاء في رسالة الأسير عبد البرغوثي الأخيرة والتي قال فيها: "ان جسدي لا يحتمل الحقن"، ذلك أن الأوردة في جسد هذا البطل لا تستطيع حمل الأدوية لباقي أنحاء الجسد، مؤكداً ان ذلك هو حال جميع الأسرى المضربين عن الطعام، فالموت أصبح يتهدد حياتهم، وذلك في ظل صمت المفوض السامي لحقوق الإنسان والسيد بان كي مون الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة.
وأشار الوحيدي الى أن الأسرى في سجون الاحتلال بصدد تنفيذ برنامج تصعيدي في نهاية آب / أغسطس القادم، وذلك لتحسين أوضاع الأسرى المرضى، وعرضهم على أطباء مختصين، ونقل الملف الطبي للأسرى لوزارة الصحة بدلاً من ادارة مصلحة السجون.
وطالب الوحيدي في نهاية حديثه بضرورة توحيد الجهود في التضامن ونصرة الأسرى بشكل يرقي لمستوى معاناتهم، ويضمن لهم حقوقهم وعودتهم أحياه لأحضان عائلاتهم.
وتحدث الأسير المحرر توفيق أبو نعيم رئيس جمعية واعد المعنية بشئون الأسرى عن معاناة الأسرى المضربين عن الطعام في هذا الشهر الكريم، إذ أنه حين يؤذن المغرب يفرح الصائمون، متسائلا متى يؤذن لعبد الله البرغوثي وإخوانه بعد 70 يوماً من الإضراب عن الطعام، ومتى يؤذن المغرب للأسرى المعزولين ضرار أبو سيسي وعوض الصعيدي.
وأكد أن شعبنا وقف أمام مؤسسات الأمم المتحدة والصليب الأحمر كثيرا مطالبا بحقوق أسراه البواسل، ورغم ذلك فان شعبنا بمختلف فصائله وتياراته يؤمن إيمانا تاما بأن تحرير الأسرى لا يتم إلا بطريق واحد ووحيد وهو فوهة البندقية، لكن رسالتنا لأسرانا بأننا لن نترك طريقا إلا ونطرقه في سبيل إبراز قضية الأسرى.

(المصدر: مهجة القدس، 14/07/2013)