مهجة القدس تنظم ورشة عمل لمتابعة الإهمال الطبي للأسرى

نظمت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى اليوم الأحد، ورشة عمل بعنوان "الإهمال الطبي وتراجع الفعاليات المساندة للأسرى" في مقر مركز الأسرى للدراسات والبحوث بحضور ممثلي عدد من المؤسسات الحقوقية والإنسانية وشخصيات وطنية واعتبارية وحشد من المهتمين والمتابعين لقضايا الأسرى.
بدوره رحب ياسر صالح ممثل مؤسسة مهجة القدس بالحضور الكريم على مشاركتهم في الورشة التي أعدتها المؤسسة، حول سياسة الإهمال الطبي للأسرى داخل سجون الاحتلال الصهيوني.

وتحدث قدورة فارس رئيس نادي الأسير من الضفة الغربية عبر الفيديو كونفرنس، عن توثيق الحالات المرضية في سجون الاحتلال والعمل على معرفة كل حالة مرضية لكل أسير والعمل على كشف فضائح الاحتلال بخصوص الأسرى المرضى  ÙˆØ§Ù„ضغط على الاحتلال لإخراج ملفاتهم الصحية من عيادات السجون.
وقال فارس بأنه قد طالب بالسابق من الجانب الصهيوني بإفادتنا بأعداد الأسرى المرضى، وما يعانيه هؤلاء الأسرى حقيقة دون كذب وافتراء من الجانب الصهيوني حول أوضاعهم الصحية.
وأشار إلى أن نادي الأسير الفلسطيني متعاون ومشارك مع المؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية المهتمة في شئون الأسرى، ويعمل سويا من أجل الوصول إلى ما هو في صالح إخواننا الأسرى.

وبدوره قال راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، عن كيفية الاستفادة من توثيق الملفات الموثقة  في فضح جرائم الاحتلال بحق الأسرى، ومحاولة تقدم المسئولين عن الجرائم للمحاكم الدولية.
وأضاف بأن هناك مئات الملفات التي وثقت بهذا الخصوص، وتم عرضها على وسائل الإعلام ومراكز حقوق الإنسان المحلية الدولية.
وأكد بأن الملف الصحي للأسرى المرضى موجود لدى الإدارات الصحية داخل السجون، إلا أن الاحتلال يرفض الكشف عنها بداعي السرية، ومن حق محامي الأسير معرفة ورؤية الملف الخاص الأسرى المرضي والاطلاع عليها.
وطالب الصوراني بالعمل على ملاحقة المسئولين والمشرفين على السجون الصهيونية وتقديهم للمحاكمة بسبب  الجرائم التي يرتكبونها بحق الأسرى وخاصة المرضي منهم.
وأضاف بأنه لا يوجد رعاية واهتمام بخصوص الأسرى المرضي وأحوالهم الصحية من قبل مصلحة السجون، وإصرار الاحتلال على معاقبة الأسير حتي وهو مريض لا يستطيع أن يقوم على خدمة نفسه، وحرمانهم من أبسط الحقوق.

وتحدث الدكتور نائل أبو فنونة عن الأوضاع الصحية للأسرى المرضى، حيث أن الأسير يبدأ المعاناة الطبية من أول بداية للاعتقال عندما يتم اعتقاله من داخل بيته إلى أقبية التحقيق وما يمارسه عليه الاحتلال من أبشع أنواع التعذيب وانتهاك لإنسانيه، مما ينتج عنها الأمراض والمشاكل النفسية وتطرق إلى أن سبب معاناة الأسرى تعود إلى:

  • الإهمال الصحي المتكرر والامتناع عن إجراء العمليات الجراحية للأسرى المرضي خاصة.
  • عدم تقديم العلاج المناسب للأسرى المرضى والمماطلة في تقديمه.
  • عدم وجود أطباء اختصاصيين مما يزيد من حالة الأسير المريض.
  • عدم وجود أطباء أخصائي نساء وولادة في عيادة السجون، كما حدث مع بعض الأخوات الأسيرات اللاتي يعتقلن وهن يحملن ويلدن داخل السجن.
  • لا يوجد رعاية للأسرى الذين يعانون من أمراض نفسية.
  • عدم تقديم وجبات مناسبة للأسرى المرضى.
  • عدم وجود غرف لعزل للأسر المرضى، خاصة الأسرى الذين يعانون من أمراض معدية، مما يتسبب في انتشار العدوى بين الأسرى.
  • نقل الأسرى المرضي بطريقة وحشية ومعذبة، مما يزيد من معانة الأسير المريض.

وقدم عبد الناصر فروانة الباحث في شئون الأسرى، إحصائية بعدد الأسرى المرضي حيث قال بأن هناك ما يقارب 1400 أسير مريض داخل السجون، منهم 170 أسير بحاجة لإجراء عمليات مستعجلة، و85 أسير لديهم أعطال جسدية ونفسية، و24 أسيرا يعانون من السرطان وأمراض خطيرة كالقلب والكلى والسكري.
وتطرق فروانة إلى هناك دلالات تشير بأن مفاعل ديمونة الصهيوني له تأثير على الأسرى المعتقلون بالقرب من المفاعل، بالإضافة للمخلفات التي تدفن بالقرب من معتقلاتهم، مما يهدد حياة الأسرى جميعا.
ودعا إلى معالجة المشكلة والوقوف جديا قبل إصابة الأسرى بالأمراض، والضغط على الاحتلال لتجنب الأسرى الغير مرضى.
وأشار إلى نقل الملف الصحي للأسرى، بأنه غير مجدي ولا يقدم شيئا، لأن الوزارة الصهيونية نفسها مشاركة في معاناة الأسرى، بل وأنها تطلب من إدارة السجون عدم تقديم العلاج المناسب للأسرى، وأنها تستخدم الأدوية كتجارب على الأسرى.

وفي مداخلة للأسير المبعد أحمد حننة، حيث طالب من الأسرى بأن يقوم كل أسير بالمطالبة بإعطائه ملفه الصحي واطلاع أهله عليه والمعنيين بذلك، لمتابعة أوضاعهم الصحية.
ونوه للعمل من أجل الوقوف مع الأسرى ومساندتهم شعبيا وجماهيريا بعيدا عن الحزبية والفصائلية، كما دعا الأسرى المحررين للتواجد في الاعتصام الأسبوعي أمام مقر الصليب الأحمر والفعاليات التي تدعو للوقوف مع الأسرى والمشاركة بها بشكل فاعل.
وطالب بإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي عمل على شق الصف الداخلي والذي كان له التأثير الأكبر على الأسرى داخل السجون، مما جعل الاحتلال يتجرأ على الأسرى ويكثف من انتهاكهم وتعذيبهم لضعف وحدتهم الداخلية.
ودعا إلى تواجد الكل دون فرق بين حزب وآخر، والعمل على وضع جدول من لجنة موحدة من الداخل المحتل والضفة والقطاع في الفعاليات المساندة والداعمة للأسر، وألا تكون النشاطات والفعاليات فردية ومقتصرة على تنظيم أو تيار، مما يجعلها تفقد قوتها وتأثيرها على الأسرى.

(المصدر: مهجة القدس، 21/7/2013)