لجنة الأسرى تنظم مهرجانا إسناديا للأسرى المرضى والمضربين

أكدت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة على أهمية تظافر كل الجهود لنصرة وإسناد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وخاصة الأسرى المرضى والأسرى المضربين عن الطعام والأسيرات والمعزولين.
هذا ووجه م. ناصر الفار القيادي في حزب الشعب الفلسطيني خلال كلمة لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة التحية لرموز الحركة الوطنية الأسيرة وللأسيرة لينا الجربوني التي تمضي أكثر من 10 سنوات في الاعتقال الصهيوني وللأسرى المرضى والمعزولين ولكافة الأسرى المضربين عن الطعام تحدياً وتنديداً بسياسات وجرائم الموت الإسرائيلية التي ترتكب بحقهم بشكل يومي وممنهج.
جاء هذا خلال المهرجان الإسنادي للأسرى المرضى والأسرى المضربين عن الطعام والمعزولين الذي نظمته لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة تزامنا مع الذكرى السنوية 25 لاستشهاد أسيرين فلسطينيين في سجن النقب الصحراوي وهما أسعد جبر الشوا من سكان غزة وبسام سمودي من جنين وبحضور قادة العمل الوطني والإسلامي وأهالي الأسرى والأسرى المحررين وعلى رأسهم الأسرى القدامى الذين أفرج عنهم في 13 أغسطس 2013 إلى جانب المختصين والباحثين في شؤون الأسرى وعدد كبير من وسائل الإعلام والمتضامنين.
وقال الفار بأن لجنة الأسرى تعتبر الإفراج عن الأسرى القدامى إنجازا كبيرا مؤكدا على أن الواجب يقتضي مواصلة الجهود من أجل إطلاق سراح كافة الأسرى دون قيد أو شرط أو تمييز ودون ربط حقهم في الحرية وبين استمرار المفاوضات أو تطورها.
ودعا للإسراع في الانضمام لكافة المؤسسات والمعاهدات والاتفاقيات الدولية لوقف تغول الحكومة الصهيونية والعمل على تكريس وضع الأسرى القانوني كأسرى حرب.
وأشار م. ناصر الفار في كلمة لجنة الأسرى إلى جريمة الحرب التي ارتكبها مدير سجن النقب الصحراوي في 16 / 8 / 2013 بحق الأسيرين أسعد الشوا وبسام السمودي حيث أطلق النار عليهما بشكل مباشر وبدم بارد مشددا على ضرورة فضح الجرائم بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب.
ومن جانبه فقد أبرق الأسير المحرر نهاد جندية القيادي في حركة فتح تحية خالصة لإخوان ورفاق البرش الواحد من الأسرى ولذويهم الصابرين والمرابطين في خندق الألم والأمل بلقاء الحرية الكاملة مثمنا دور لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة بتنظيمها للمهرجان الوطني الإسنادي للأسرى وعلى شرف الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لاستشهاد بطلي سجن النقب الصحراوي.
وقال بأن شهداء الحركة الوطنية الأسيرة يستحقون منا كل الوفاء والتقدير والإجلال حيث كانت دماء الأسيرين الشهيدين الشوا وسمودي اللذان استشهدا بالرصاص الحي وبشكل مباشر في 16 / 8 / 1988 على يد مدير السجن ومجرم الحرب الصهيوني ديفيد اتسيمح مضيفا لقد كانت هذه الدماء الطاهرة بمثابة الناقوس الذي يقرع كل الأبواب (الرسمية والحقوقية والشعبية والإعلامية والإنسانية) للفت كل الأنظار نحو قضية عادلة ومقدسة وهي حق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة والاستقلال وضرورة العمل من أجل ملاحقة ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة وإن الجرائم الصهيونية لا تسقط بالتقادم أبدا.
وحمل الأسير المحرر نهاد جندية الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسيرين أسعد الشوا وبسام سمودي وأكثر من 205 من شهداء الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة وأشدد على أن المجتمع الدولي والإنساني يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية اتجاه الجرائم بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب وعلى رأسهم الأسرى المرضى والأسرى المضربين عن الطعام والأسرى المعزولين وعلى رأسهم الأسير ضرار أبو سيسي ومستذكرا أن عددا كبيرا من أهالي الأسرى فارقوا الحياة وهم يتطلعون للحظة وداع أخيرة ومنهم من أصيب بمرض مزمن وخطير بسبب اعتقال الاحتلال لأحبتهم من الأبناء والأشقاء والأحفاد لسنوات طويلة امتدت مع امتداد عمر هذا الاحتلال.
وأضاف هناك أسرى قد تغيرت ملامحهم وغزا الشيب رؤوسهم وأصيبوا بأمراض مزمنة وخطيرة بفعل سنوات السجن البغيضة وسياسة الإهمال الطبي المتعمد وبفعل العزل الانفرادي لسنوات عجاف طويلة ومنهم من استشهد ليصل عدد شهداء الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة إلى 205.
وتطرق المحرر جندية إلى رسالة الأسير منصور موقدة في 21 تشرين أول 2011 والتي قال فيها حزينا "لقد أغلق الصهاينة ملفي الطبي وأعلنوا أن وضعي سيبقى هكذا، أعيش بين الالتهابات المستمرة وأعاني يوميا بسبب عدم قدرتي على قضاء حاجتي إلا في أكياس خارجية فكل جسدي مدمر بعد أن أصابوني برصاصاتهم واعتقلوني، ومنذ عشر سنوات أتحمل أوجاعي محاولا أن أبني أملا وان أرسم لحياتي مستقبلا ولكن هذا الأمل قد تحطم بعد أن استثنت الصفقة حالتي وحالات كثيرة مثلي تقبع في المستشفى".
واختتم المحرر جندية كلمته مجددا الدعوة لعقد مؤتمر وطني فلسطيني شامل للنهوض بقضية الأسرى والخروج ببرنامج وطني فلسطيني قادر على مواجهة التحديات وقادر على الخروج من دائرة الانقسام والتجاذبات والحسابات الضيقة إلى ميدان الوحدة الوطنية الفلسطينية انطلاقا من إيماننا العميق بأن الوحدة هي الطريق إلى النصر وانتزاع الحقوق الفلسطينية العادلة من بين أنياب السجان الصهيوني.
وشدد الأسير المحرر توفيق أبو نعيم القيادي في حركة حماس ورئيس جمعية واعد للأسرى على أن حياة الأسرى في خطر حقيقي وخاصة الأسرى المرضى والأسرى المضربين عن الطعام من أجل انتزاع حقهم في الحرية والحياة الكريمة.
وقال الأسير المحرر أبو نعيم بأن الاحتلال توجه مؤخرا نحو سياسة عنصرية حاقدة ومن نوع آخر في إجبار الأسرى المضربين عن الطعام لتناول الأغذية والمحاليل التي تكسر إضرابهم ومنددا بالصمت الدولي والإنساني تجاه ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال.
ودعا أبو نعيم إلى تظافر كافة الجهود الفلسطينية من أجل الارتقاء بالعمل الإسنادي والتضامني مع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال والعمل بشكل جاد ومتواصل وبعيدا عن الموسمية في التعاطي مع قضية الأسرى خاصة وأنها العنوان الأبرز في الصراع مع الاحتلال.
وجدد الأسير المحرر أبو نعيم عهد الأسرى المحررين لأرواح شهداء الحركة الوطنية الأسيرة ولإخوان ورفاق البرش الواحد من الأسرى مؤكدا أن الوحدة الوطنية هي الطريق نحو تحرير الأسرى.
هذا وقامت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة بتسليم ذوي الأسير الشهيد أسعد جبر الشوا درعا تذكاريا وفاء للأسير وذويه ولأرواح شهداء الحركة الوطنية الأسيرة.

(المصدر: وكالة معاً الإخبارية، 29/8/2013)