الجيش يجري تعديلات على ترتيبات التعامل مع الأسر

كشف الموقع الالكتروني لصحيفة "هآرتس"، النقاب عن إدخال الجيش الصهيوني عدة تغيرات في ترتيبات أعداد جنوده للتعامل مع عمليات الأسر في الفترة الأخيرة، بناءً على معلومات حصل عليها في أعقاب الانتهاء من التحقيق الذي أجره مع "جلعاد شاليط" الجندي الصهيوني الذي وقع في أسر حركة حماس في قطاع غزة قبل خمسة سنوات، وأفرج عنه خلال صفقة تبادل قبل أقل من عام.
وحسب الصحيفة فإن الجيش الصهيوني لم يتحدث عن تفاصيل هذه التغيرات التي استندت على تفاصيل ومعطيات منحها "شاليط" خلال تحقيق الجيش معه، ولكن بناء على اعتقاد الصحيفة أن هذه التعليمات ليست مرتبطة بالضغط الجسدي التي يتعرض له الجنود الواقعين في الأسر، وإنما في كيفية التعامل مع العزلة التي يفرضها الأسر.
وأوضحت الصحيفة أنه قبل خمسة أشهر انتهى التحقيق الذي أجره الجيش مع "شاليط" بعد إفراج حركة حماس عنه خلال صفقة التبادل التي أبرمتها مع الصهاينة مقابل تحرير أسرى فلسطينيين من السجون الصهيونية، مشيرة إلى أن النظام الأمني تفاجئ من التفاصيل الكثيرة التي أدلى بها "شاليط" وأوضحوا أن "شاليط" لم ينتبه خلال ظروف أسره إلى أشياء كثيرة.
ووفقاً للصحيفة فإن المعلومات التي أدلى بها "شاليط" ساعدت الجيش الصهيوني، في استكمال أعمال الطاقم الخاص الذي شكله الجيش بقيادة العميد "نوعم تيبون" قائد الفيلق الشمالي خصيصاً من أجل دراسة ظروف الأسر وكيفية التعامل معه، وإعطاء الجنود رد فعلي لكيفية التعاطي مع عمليات الأسر والتغلب عليها.
وأفادت الصحيفة أنه على مدار الأعوام الجارية، طرأت تغيرات هامة على شكل وترتيبات التعامل مع الأسر التي تنقل للجنود الصهيونيين في دورات الطيران والوحدات الخاصة، كوحدة قيادة الأركان، ووحدة الكوماندو البحري 13، والوحدة المختارة "شلداغ"، والتي أعدت من أجل إعدادهم جيداً لوضع يمكن أن يقعوا فيه في الأسر.
وكون ترتيبات الأسر الخاصة بالجيش الصهيوني ركزت في الماضي على التنكيلات الجسدية التي قد يتعرض لها الجنود خلال الأسر من خلال تعريضهم لصعقات كهربائية أو التجويع والعنف الجسدي، والنتائج التي تتمخض عنها من أوضاع نفسية صعبة لدى الجنود المأسورين.  
وفي أعقاب ذلك ينظم الجيش الصهيوني في هذه الأيام ورش عمل حول ترتيبات الوقوع في الأسر، ضمن ورشة عمل مركزية أطلق عليه اسم "أسبوع التعامل مع الأسر"، ولا تشتمل على تدريب للجنود حول كيفية التعامل مع التنكيل الجسدي وإنما تركز على عدة أمور أخرى تتعلق بظروف الأسر.
وتجرى هذه الورش تحت مراقبة دائمة من قبل متخصصين في الصحة النفسية، وعلى الرغم من ذلك يعتبر الجنود أن هذه الورش صعبة للغاية من الناحية الذهنية والجسدية، وهم يتهربون منها في بعض الأحيان - على حد ذكر الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في نهاية هذه الورش يمنح الجنود فترة زمنية لاستعادة عافيتهم وبعد ذلك يطلق سراحهم للعودة إلى منازلهم وبعدها يعودون للخدمة في أماكنهم داخل الجيش الصهيوني.  

(المصدر: موقع عكا، 20/8/2012)