المضرب عن الطعام يصبح في مواجهة الموت إذا تخطت مدة إضرابه شهرين

أكد خبير تغذية فرنسي إن بقاء المضرب عن الطعام على قيد الحياة يصبح غير مؤكد إذا تخطت مدة إضرابه الشهرين، وذلك في الوقت الذي دخل فيه إضراب اثنين من الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في سجون صهيونية يومه الـ 73.
وقال البروفسور جان كلود ميلشيور الخبير في التغذية في مستشفى "ريمون بوانكاريه" في غارش قرب باريس إن "شخصا يتمتع بصحة جيدة ويضرب عن الطعام بطريقة ذكية لا يدخل دائرة الخطر حكما قبل شهرين" من الصيام المتواصل.
وأضاف "انه في حال كان الإضراب عن الطعام صارما إي عدم أكل إي شيء بتاتا والاكتفاء بالماء حصرا، فان الجسم يحرق رويدا رويدا مخزونه من الدهون ويستهلك أيضا قسما من كتلته العضلية، ولا سيما في البداية، لتغذية الدماغ".
وتابع إن "الجسم يتأقلم ويستهلك بهدوء كتلته الدهنية التي ستذوب. وحتى إذا لم يكن الإنسان سمينا فأن لديه في جسمه ما يكفيه للبقاء على قيد الحياة ستين يوما".
ولكن بعد مدة الشهرين هذه يصبح المضرب عن الطعام إمام خطر الموت بسبب "نوع من القصور العام في الاستقلاب" ، إي في عملية تحول الغذاء في الجسم، مشيرا إلى إن الطب لم يستطع حتى ألان فهم السبب الكامل لهذا الأمر.
وقال "لا نعرف جيدا ماذا يجري، الناس يموتون من الإنهاك، كشمعة تنطفئ، مع أنهم لم يستنفدوا كل مخزونهم من الأنسجة الدهنية".
وبالنسبة إلى المعتقلين المضربين عن الطعام فان حالهم تشبه إلى حد كبير حالة الصيام عن الطعام لفترة طويلة لان المعتقل لا يتنقل كثيرا وبالتالي فان جسمه لا يستهلك الكثير من الطاقة.
وأضاف "ولكن المشكلة تكمن في إن المعتقلين في الغالب يعانون أصلا من سوء تغذية وبالتالي فان أجسامهم لا تكون في وضع جيد جدا عند البدء بالإضراب".
وعند انتهاء الإضراب عن الطعام يجب إن تتم عملية أعادة التغذية بشكل تدريجي للغاية، بأطعمة خفيفة جدا، ليس فيها الكثير من الدهون أو السكريات، وبكميات ضئيلة وبفارق زمني بين الوجبة والأخرى.
وغالبا ما يشعر الصائم أو المضرب عن الطعام بان معدته تقلص حجمها وبأنه يشبع سريعا جدا. وبحسب الخبير فان هذا الأمر ناتج عن العودة التدريجية لعملية الهضم المعقدة إلى وضعها الطبيعي.
وأضاف الخبير انه إذا كان المضرب عن الطعام في صحة جيدة وأتبع الطريق الصحيح في التوقف عن الطعام، ولا سيما الامتناع عن تناول العصائر أو الأغذية السكرية، "فليس هناك من سبب لان يعاني من مشاكل"

(المصدر: صحيفة القدس، 10/5/2012)